اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
استنكرت الفعاليات السياسية داخل أراضي 48 الاعتداء الجديد على النائب أيمن عودة من قبل مستوطنين عنصريين، وأكدوا أن ذلك انعكاس للتحريض الرسمي عليه وعلى زملائه، ومحاولة إقصائه من الكنيست.
تحمّل “لجنة المتابعة العليا” داخل أراضي 48، مسؤولية الاعتداء الخطير على النائب أيمن عودة في بلدة نس تسيونا، أمس السبت، للحكومة الإسرائيلية، وائتلافها الحاكم، وأحزاب المعارضة والقوى السياسية، التي شاركت في الفترة الأخيرة، بالذات، فيحملة التحريض المنفلتةعلى النائب عودة، خلال المداولات بطلب عزله من الكنيست، بسبب تصريحاته ضد الحرب على شعبنا الفلسطيني.
وقالت “المتابعة العليا” إن هذه القطعان العنصرية التي انفلتت، أمس السبت، على النائب عودة، حينما كان في اتجاه إلقاء خطاب في مظاهرة ضد الحرب، في نس تسيونا، وأيضًا خلال إلقائه خطابه، شعرت بأن أياديها طليقة، مدفوعة بحملة التحريض السلطوية الواسعة، وأيضًا من أداء عناصر الشرطة، التي وقفت مكتوفة الأيدي، أو أنها تحركت بتثاقل من باب رفع العتب، لكنها لم تفعل شيئًا لوقف العدوان، الذي فلت منه النائب عودة بأعجوبة.
وقالت إن هذا الانفلات الفاشي بحماية الشرطة ينذر بأخطار جسيمة وملموسة على أبناء شعبنا في الداخل، وبالأخص انتشار هذه العصابات الفاشية في جميع أنحاء البلاد، والتي تحمل سلاح شرطة بن غفير.
وتؤكد “المتابعة” على تضامنها مع النائب عودة، وزميله النائب عوفر كسيف، الذي طاله هو أيضًا قسم من الاعتداء، وتدعو جماهيرنا إلى مزيد من اليقظة، على ضوء الانفلات العنصري الإجرامي، ضدنا كعرب، في ميادين عدة، ومنها استمرار الاعتداءات على العمال العرب، في عدة مواقع، كما جرى في دار سينما في القدس الغربية، وأيضًا على سائقين عرب في منطقة القدس.
كما تؤكد “المتابعة” أن هذا الانفلات لن يثنينا عن التمسك بمواقفنا ضد الفاشية وحرب الإبادة.
ويؤكد رئيس “الحركة العربية للتغيير” النائب أحمد الطيبي أن الاعتداء على النائب أيمن عودة، ومحاولة إسكاته، مردّه التحريض من قبل وزراء ونواب اليمين من خلال محاولة الإقصاء الفاشلة، مشددًا على أن تصرّف الشرطة في المكان كان مريبًا ومتورطًا وسمح لأوباش اليمين بالاعتداء على منتخب جمهور.
يُشار إلى أن محكمة إسرائيلية أفرجت، قبيل ظهر اليوم الأحد، عن ثلاثة إسرائيليين مشتبه بهم بالمشاركة في الاعتداء، بحجّة أن أشرطة الفيديو تظهر أن سيارة عودة لم تتعرض للاعتداء.
وأوضح حزب أيمن عودة، “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، أنه بعد أن حاصر قطعان الفاشية سيارة النائب أيمن عودة، رئيس قائمة “الجبهة والعربية للتغيير”، وكسّروا زجاجها وحطّموا أبوابها، الليلة الفائتة، أصرّ النائب عودة أن يخطب من أجل وقف الحرب على غزة، فقال في كلمته: مع الفاشية لا تراجع، وإنما المواجهة والانتصار عليها، وإن الأمر الأهم على الإطلاق وقف الحرب ضد غزة وإبرام صفقة تبادل.
كما قال عودة بأن الفاشيين يتصرّفون هكذا لأنهم يخشون أن يسمع الجمهور المواقف الإنسانية، مواقف السلام والمساواة والديمقراطية، فيهاجمون ليمنعوا إطلاق هذا الصوت، ولكننا لن نرضخ لهم، سنتحداهم.
في هذه الأثناء، هجم عدد كبير من الفاشيين على المنصّة، ورموا الحجارة عليها، وقطعوا حبل المايكروفون، وعند عودته لسيارته، لحقه عدد كبير من الفاشيين وبدأوا بتكسير السيارة بالعصيّ.
أصدر “التجمّع الوطنيّ الديمقراطي” بيانًا، صباح اليوم، الأحد، يستنكر فيه الاعتداء العنصري والهمجي على النائب أيمن عودة والنائب عوفر كسيف، وعلى مجموعة من العمال العرب في مجمع “سينما سيتي” في القدس، مساء أمس، وهو ما يعتبره استمرارًا مباشرًا لحملة التحريض والعنف التي تستهدف كل ما هو عربي وفلسطيني في هذه البلاد، والتي يقودها وزراء ونواب ومنتخبو جمهور، وسط تواطؤ واضح من قبل المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة التي تعطي الضوء الأخضر لاستهداف المجتمع الفلسطيني وقيادته السياسية، وهو ما يطال العمال والطلاب والموظفين في مختلف القطاعات.
وأضاف التجمّع في بيانه: “إن هذه الاعتداءات ليست حادثًا معزولًا، بل تأتي في سياق ممنهج من القمع والتنكيل، يمتدّ من الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، إلى الهجمات الاستيطانية اليومية على أهلنا في الضفة الغربية، وصولًا إلى استهداف مباشر وفاشية متصاعدة تُمارس على الفلسطينيين في الداخل تحت غطاء رسميّ وتواطؤ واضح وفاضح من مؤسسات الدولة”.
وشدد “التجمّع”، في بيانه، على أن “ما نشهده من اعتداءات على منتخبي جمهور وقيادات سياسية، وعلى الموظفين في أماكن عملهم، وعلى الطلاب في جامعاتهم، يعكس سياسة ممنهجة هدفها كسر مجتمعنا وتهميشه وتهشيم حضوره السياسي والاجتماعي والوطني في كل الساحات”.
وختم “التجمّع” بيانه بالقول إن “هذه الممارسات العنصرية، التي تتم في كثير من الأحيان تحت أنظار الشرطة الإسرائيلية، بل وبحمايتها، تضعنا أمام مرحلة جديدة من التصعيد الخطير، تتطلب موقفًا موحدًا وجريئًا من جماهير شعبنا وكل القوى السياسية الفاعلة من خلال مؤسساتنا التمثيلية والوحدوية للتصدّي لهذه الموجة الفاشية المتغوّلة، والدفاع عن كرامتنا وحقّنا في الحياة بحرية وعدالة على أرضنا، والتصدي لهذه الحملة الفاشية التي تطالنا جميعًا”.
وتدين “القائمة العربية الموحدة” بأشد العبارات الاعتداء الآثم الذي تعرّض لهالنائب أيمن عودةمن قِبل نشطاء من اليمين المتطرف، الذين هاجموا مركبته بالحجارة، وحطموا زجاجها، مرددين شعارات عنصرية، من بينها “الموت للعرب”، وذلك أثناء وجوده داخلها، بهدف منعه من المشاركة في مظاهرة في مركز البلاد، والاعتداء عليه لاحقًا خلال المظاهرة.
وتقول “الموحدة” إن هذا الاعتداء الجبان لا يشكل فقط تهديدًا مباشرًا لسلامة نائب عربي في الكنيست، بل يُعبّر عن واقع خطير من التحريض والعنصرية، تغذّيه يوميًا خطابات الكراهية التي يتصدرها وزراء في هذه الحكومة.
وتؤكد “القائمة الموحدة” أنّها ترى في هذا الحادث مؤشرًا خطيرًا على تصاعد العنف السياسي ضد القيادات العربية، وتحمّل الحكومة وأذرعها الأمنية مسؤولية الأجواء التحريضية السائدة. وتطالب الشرطة والجهات المختصة بفتح تحقيق فوري وشامل في الحادث، وتقديم جميع المتورطين إلى العدالة، دون تهاون أو تمييز.
كما تستنكر بشدّة سلوك عناصر الشرطة الذين تواجدوا في المكان، وتصرّفوا بشكل يثير الشبهات، ويطرح علامات استفهام حول مسؤولياتهم، خاصة أن فيديوهات كثيرة فضحت استنكافهم عن منع الاعتداء.
وأعرب وزير الداخلية في حكومة الاحتلالموشيه أربيلعن إدانته للهجوم على مركبة النائب أيمن عودة، ويطالب الشرطة بالقبض على الجناة، فيما قال رئيس المعارضة الإسرائيليةيائير لبيدإنه يدين الاعتداء على أيمن عودة، ويطالب الشرطة بمحاسبة المتورطين، مؤكدًا: “لا مكان للعنف السياسي في دولة ديمقراطية”.