العدوان الإسرائيلي يشلّ كافة مناحي الحياة في قطاع غزة

كتب عيسى سعد الله:

شلّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، جميع مناحي الحياة، وحول العديد من الأحياء السكنية إلى مناطق لا تتحرك فيها إلا سيارات الإسعاف، ولا يسمع فيها إلا أصوات الطائرات والانفجارات، كما هو الحال مع حي الرمال الرئيسي في مدينة غزة، الذي بات ممراً فقط لسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى وجثامين الشهداء من أحياء المدينة المختلفة باتجاه مجمع الشفاء الطبي الذي يتوسطه.

وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات أبوابها، والتزم المواطنون منازلهم، وسط مخاوف عميقة تسيطر على ساكني الأبراج السكنية التي تشكل أحد أهم معالمه بسبب كثرتها وتلاصقها، بعد القصف الإسرائيلي الغادر لبرج فلسطين، أول من أمس، والذي أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة العشرات.

وفي الأحياء الأخرى في مناطق قطاع غزة المختلفة، لم تكن الحياة بأفضل حال، حيث انخفض نشاط الحركة التجارية في الأسواق بشكل كبير جداً، واقتصرت الحركة التجارية على عدد قليل من محال بيع الخضراوات وبكميات محدودة لتعذر وصول المزارعين إلى أراضيهم لجني وحصد الثمار.

وأفاد شهود عيان لـ'الأيام'، بأن الغالبية العظمى من المزارعين والتجار لم يستطيعوا الوصول إلى أراضيهم الزراعية بسبب تدهور الأوضاع العسكرية والقصف الإسرائيلي المتواصل في كل مناطق القطاع والذي أسفر عنه استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، عدا أن معظم هذه الأراضي تقع في الشريط الحدودي، ما تسبب في شح وعجز كبيرين بتوفر الخضراوات وارتفاع أسعار ما توفر منها.

وألغيت عشرات الأفراح الخاصة على وقع صعوبة الأوضاع الأمنية والعسكرية، كما أغلقت الجامعات والمعاهد والمراكز التعليمية أبوابها، وقررت تأجيل أنشطتها التعليمية، بما فيها امتحانات الفصل الدراسي الصيفي.

وخلا شاطئ البحر بشكل تام من الزوار والمرتادين والمصطافين، وأغلقت المنشآت السياحية والشاطئية، وتوقفت حركة الصيد بشكل كامل، ومُنع الصيادون من النزول إلى البحر حرصاً على حياتهم، فيما توقف العمل في المنشآت الصناعية والحرفية في المناطق الصناعية والمناطق الأخرى.

من جهتها، نقلت الشرطة المدنية عملها إلى مواقع بديلة تحسباً لقصف مقارها الرئيسة، وأجلت عشرات السجناء إلى مواقع أخرى حفاظاً على حياتهم، فيما أخلت الأجهزة الأمنية الأخرى مواقعها بشكل تام وانتقلت للعمل بشكل سري.

وتعذر على جميع المرضى والمراجعين الوصول إلى المستشفيات والعيادات الحكومية و'الأونروا' بسبب توقف حركة المواصلات وصعوبة التحرك، ما يشكل تهديداً لحياة الكثير من هذه الشريحة خاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة ويحتاجون إلى الحصول على الحصص الدوائية باستمرار.

ويخشى هؤلاء المرضى إطالة أمد العدوان ما يشكل تهديداً حقيقياً على حياتهم كما هو الحال مع المسنة أنعام محمود سعد بعد أن شارفت أدوية السكر والضغط والقلب على النفاد.

وركزت المستشفيات أنشطتها على استقبال الجرحى وضحايا العدوان الذين يصلون تباعاً إليها من مختلف المناطق.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، عن بدء العد التنازلي لتوقف الخدمات الصحية خلال 72 ساعة مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، وتوقف محطة توليد الكهرباء عن العمل بشكل كامل.