اخبار فلسطين
موقع كل يوم -القدس
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢١
جنين- 'القدس' دوت كوم- تقرير: علي سمودي- بين استشهاد نجلها محمد واعتقال نجلها الأسير مجاهد محمود سعد صالح، تشعر الوالدة فاطمة بحزن وغصة كبيرتين خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وكلما اجتمعت عائلتها على مائدة الإفطار، تنهمر دموعها.
وتقول:'ألمي ووجعي كبيرين في هذه الأيام، فأصعب لحظات بحياتي فراق الأحبة بسبب الاحتلال وظلمه.. ومائدة رمضان غصة وألم لا يتوقفان لغيابهما'.
وتضيف: 'محمد قتلوه وهو في ريعان الشباب وحرمونا منه للابد ومجاهد، لم يكن مطلوباً ، وحولوه لأسير خلال بحثه عن عمل لمساعدة والده في إعالة أسرتنا الكبيرة ، فالى متى يستمر هذا الظلم والعذاب؟'.
الشهيد محمد
منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، شارك محمد الثالث بعائلته المكونة من 10 أفراد، في فعالياتها ومقاومة الاحتلال على رغم صغر سنه، وتقول والدته: 'تأثر بما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق أبناء شعبه وأهلنا في المخيم، فشارك كأقرانه في المسيرات والمواجهات، تميز بالشجاعة والإقدام والرجولة'.
وتضيف: 'ترك الدراسة بعدما أنهى الصف العاشر بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة، وانضم لوالده للعمل معه في كراج لتصليح السيارات بالمنطقة الصناعية في جنين'.
وتكمل: 'قبل أسبوع من استشهاده ، اقتحم الاحتلال منزلنا وفتشه بحثاً عن محمد ، وهددنا بتصفيته لنشاطه في المقاومة، ففي كل اقتحام وهجوم على المخيم، اعتاد أن يتقدم الصفوف لمقارعة الاحتلال'.
يوم ميلاده
فجر يوم الاحد 29-1-2017، الذي يصادف عيد ميلاد محمد التاسع عشر، اقتحم الاحتلال مخيم جنين مجدداً، وتقول الوالدة: 'حاول زوجي منع محمد من الخروج ومغادرة المنزل خوفاً على حياته، فالجميع كان يتحدث عن جرأته وشجاعته في المواجهات، لكنه تمكن من التسلل والانضمام لصفوف رفاقه دون معرفتنا'.
وتضيف: 'دوى صوت الرصاص بالمخيم، وسمعنا عن وقوع خمس اصابات، وبعد فترة وجيزة، وصلنا خبر أصابة محمد بثلاث رصاصات واستشهاده، بكيت لحبي الكبير له، لكن رب العالمين أكرمني بالصبر، وودعته عريساً لفلسطين ، في مسيرة جماهيرية حاشدة'.
الأسير مجاهد
يعتبر مجاهد الثاني في عائلته، وولد قبل 24 عاماً في مخيم جنين الذي تعلم بمدارسه حتى أنهى المرحلة الاعدادية ، وخلال عمله ، تعرض للاعتقال الأول عام 2018 ، وتقول والدته ' العشرات من الجنود اقتحموا منزلنا وانتزعوه من بيننا دون السماح لنا بوداعه، وبعد التحقيق ، حولوه للاعتقال الاداري الذي مددوه 4 مرات بذريعة الملف السري الذي عانينا بسببه الكثير'. وتضيف:'رفض الاحتلال طلبات المحامي بالافراج عنه مرة تلو الأخرى حتى قضى 17 شهراً من العذاب والظلم حتى تحرر في 21/5/2020'.
الاعتقال الثاني
في ظل الظروف الصعبة الناجمة عن فيروس'كورونا' والاغلاق وعدم توفر فرص عمل في جنين ، توجه مجاهد للداخل بحثاً عن عمل، وتقول والدته: 'لحبه لعائلته وحرصه على حياة أفضل لنا ، كان سعيه الدائم للعمل وتحمل المسؤولية ، فكورونا أغلق أمامنا كل الطرق، لكن الاحتلال رفض منحه تصريحا كونه أسير سابق.' وتضيف:'خاطر وتسلل للداخل ، وخلال بحثه عن فرصة عمل اعتقله الاحتلال بتاريخ 5 /4/ 2021 من مدينة حيفا، ونقلوه الى مركز تحقيق الجلمة وتعرض للتحقيق وظروف اعتقالية صعبة أثرت على صحته لكونه يعاني من أزمة صدرية'.
وتكمل: 'بشكل دائم، كان يحرص مجاهد على مراجعة الأطباء لمتابعة وضعه الصحي، لكن بعد اعتقاله رفضوا عرضه على طبيب مختص وعلاجه، وعانى الكثير من الألم والوجع خلال فترة التحقيق'.
صور أُخرى
منذ اعتقاله، لم يسمح الاحتلال لعائلته بزيارته ومقابلة المحامي، وتقول والدته: 'لم يكن مجاهد مطلوباً أو يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي ليواجه كل هذه المعاناة، فحتى محاكمته لم نتمكن من حضورها، وبناء على طلب النيابة العسكرية، جرى تمديد توقيفه مرتين، ولا يزال موقوفاً، أما مصيره فمجهول بالنسبة لنا'.
وتضيف: 'في هذه الأيام، أفتقد ابني الشهيد محمد، وأدعو له بالرحمة والمغفرة، وحزني كبير على فراق مجاهد، ورب العالمين وحده المطلع على حالتي ومأساتي بين وجع الشهيد ووجع الأسير الذي لا نعلم ظروف اعتقاله'.
دعوات وأُمنيات
على مدار أيام شهر رمضان تقضي أُم مجاهد أيامها بين زيارة ضريح شهيدها والصلاة والدعاء لرب العالمين لحرية ابنها، وتقول: 'أتمنى أن لا تطول غيبته عنا، وأراه في العيد معنا حتى تنتهي هذه المعاناة وبجتمع شملنا من جديد.. فلا تزال جراحي مفتوحة ولم تندمل'.