من سيكون رئيس الشاباك وماذا ستكون توجهاته ؟

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور 

في الايام القريبة القادمة سيعين رئيس جديد للشاباك – جهاز الامن العام (المخابرات) وسيتم هذا بتأخير واضح: فالرئيس الحالي نداف آرغمان أنهى في ايار السنوات الخمسة المقررة في القانون، واستجاب للطلب للبقاء حتى ايلول، الامر الذي مدد مرة اخرى حتى منتصف تشرين الاول. 

المرشحان للحلول محله هما “ر” و “ر”. فقد التقى بهما رئيس الوزراء نفتالي بينيت وهو مطالب الان بان يقرر. اوضح آرغمان بانه لن يوصي باي منهما. واذا ما سُئل فانه سيذكر فضائل ونواقص كل واحد منهما. على اي حال، فان قلقه الاساس زال – الخوف الذي لم يجتهد لاخفائه في أن يكون بديله هو مئير بن شباط، رئيس هيئة الامن القومي والذي كان نتنياهو باحتمالية عالية سيعطيه الشاباك. 

ترعرع المرشحان كلاهما في الشاباك. الاول بدأ كمركز وأدى وظائف مختلفة في الميدان، وكذا وظيفة في شعبة التكنولوجيا. تولى منصب رئيس المنطقة الجنوبية في الجهاز ورئيس شعبة الاركان، وكان النائب الاول لارغمان. منذ أنهى منصبه يوجد في حالة انتظار ويعمل كمسؤول في مديرية تطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية في وزارة الدفاع. أما “ر” الثاني فكان مقاتلا في سييرت متكال وتجند للشاباك  كمقاتل عمليات. أدى عددا كبيرا من الوظائف في القيادة والادارة في شعبة العمليات الى أن عين رئيس الشعبة. ولاحقا كان رئيس شعبة الاركان ويتولى اليوم منصب نائب رئيس الجهاز. الرجلان يتكلمان العربية وكلاهما من خريجي صندوق فاكسنر وهنا تنتهي اوجه الشبه بينهما ويبدأ القرق الجوهري؛ الاول يمثل عالم الاستخبارات الكلاسيكي للشاباك والثاني العالم العملياتي. كلاهما جديران جدا وسيستقبلان بطبيعية في الجهاز. ولو راهنا فان لدى “ر” الثاني ميزة معينة بكونه النائب القائم (وكذا على خلفية ماضيه في  سييرت متكال، المحببة على نحو خاص لدى من سيعينه).

تحدي السايبر في الجهاز

في فترته كرئيس الشاباك دفع ارغمان الى الامام بمجالين اساسيين. الاول، الربط العملياتي – الاستخباري والذي طرفه فقط وجد تعبيره في حملة “حارس الاسوار”  في غزة. والثاني، التكنولوجي، حيث نفذ الجهاز قفزة طريق هامة في القدرات وفي الجواب. لبديله ستكون ثلاثة تحديات مركزية. الاول ولد في “حارس الاسواء”. فقد فوت الشاباك الاضطرابات في المدن المختلطة. لا يدور الحديث عن تفويت التوقيت المحدد الذي نشب فيه العنف – مشكوك أن تكون هناك جهة قادرة على ان تشير الى ذلك بدقة – بل في العثور على التيارات العميقة في المجتمع العربي، وفي الاخطار والبحث عن جواب مبكر للمشكلة. 

اثبتت هذه الاحداث بانه توجد علاقة مباشرة بين الجنائي والارهابي. في حالات عديدة، تكون هذه هي ذات الجهات وذات السلاح.  ولكن حتى الان رفض الشاباك ان يلمس  ما هو ليس ارهابا تماما.  وحتى عندما القيت زجاجات حارقة على محطات شرطة في الرملة واللد، حتى عندما نشرت عواميد كهرباء او خربت حفر اتصالات في الجنوب – ابقى الشاباك للشرطة معالجة المشكلة. 

الان، مطلوب اصلاح. بعضه تم منذ الان من خلال دخول الشاباك الى العثور، الاعتقال والتحقيق مع كل من كانوا مشاركين في اعمال الشغب، ولكن اساسه لا يزال امامنا. الشاباك ملزم بان يؤدي دوره كضابط الامن القومي لعرب اسرائيل بشكل موسع. هذا صحيح (بحجوم اصغر بكثير) بالنسبة لليمين المتطرف ايضا والاحتمال للعنف من جانبه، والذي انتقل في قسم منه الى نشاط مكثف في الشبكات الاجتماعية (الامر الذي حذر آرغمان من خطورته ولكنه يتطلب خطوات اكثر تشددا). التحدي الثاني هو السلطة الفلسطينية. ابو مازن يوجد في اواخر عهده. شعبيته في حضيض غير مسبوق، على خلفية قراره تأجيل الانتخابات وفي اعقاب الشعبية التي حققتها حماس حول احداث شرقي القدس. بديله سيكون، باحتمال عالٍ، اكثر تطرفا منه، ومن شأنه ايضا أن يسعى ايضا الى التعاون مع حماس. 

اسرائيل تهمل الساحة الفلسطينية منذ سنوات طويلة. وهذا ينبع من الهدوء الامني النسبي الذي يسود في الضفة (اساسا بفضل عمليات الاحباط الناجحة التي يقوم بها الشاباك)، ومن القطيعة السياسية مع السلطة. صحيح أن الشاباك يقيم اتصالا جاريا مع ابو مازن ورجاله، ولكن عليه أن يستعد الان لاستبداله، لان يعرف كيف يتصل مع كل المرشحين (وكذا مع المعارضة)، وبالاساس ان يكون يقظا وان يشخص ويخطر مسبقا بالتغييرات المتوقعة، التي سيكون لبعضها معنى سياسي، اقتصادي، وامني كبير.                             

التحدي الثالث هو داخل الجهاز، ولكن توجد له تداعيات عملياتية واسعة. لقد اجرى ارغمان اعادة تنظيم واسعة في شعبة السايبر في الشاباك. اما الان فمطلوبة قرارات دراماتيكية في المجال لاجل رفع مستوى قدراته. القرار الاساس الذي  سيسكون بديله مطالبا به هو هل سيبقي الفصل بين شعبة السايبر وشعبة البنى التحتية التكنولوجية (IT) او ان يربط بينهما. في ولايته كرئيس للموساد قاد يوسي كوهن مثل هذا الربط، ولكن بديله دادي برنيع يقود الان خطوة إعادة فصل متجدد بين الشعبتين.

بشكل طبيعي سيؤدي تعيين “ر” ما الى اعتزال “ر” الاخر. معقول ان لاحقا لذلك سيعتزل أيضا عدة مسؤولين في الجهاز ممن سيفهمون بان فرصهم للترفيع نفدت. هذه مسيرة طبيعية ومطلوبة، آرغمان نفسه يقول انه حان الوقت لضخ دم  جديد في الشاباك. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث  Facebook