اخبار فلسطين
موقع كل يوم -جريدة الايام
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٢
كتب يوسف الشايب:
نظمت وزارة الثقافة، وضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، مساء أول من أمس، ندوة تأبينية للروائي والناقد الفلسطيني الراحل فاروق وادي، شارك فيها وزير الثقافة عاطف أبو سيف، والروائي يحيى يخلف، والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، بإدارة عبد السلام العطاري، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض.
وبالتزامن، انتظم في جناح منشورات المتوسط، حفل توقيع لرواية وادي الأخيرة 'سوداد (هاوية الغزالة)'، بمبادرة من الروائي إبراهيم نصر الله، كان أطلقها قبل رحيل وادي، وبمشاركة الشعراء: إيهاب بسيسو، وخالد جمعة، وأحمد زكارنة.
وقال وزير الثقافة في الندوة التأبينيّة: شكل رحيل وادي خسارة كبيرة ليس فقط لمحبيه، بل على مستوى المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، ولعل عزاءنا الوحيد أن روايته الأخيرة 'سوداد' صدرت عن منشورات المتوسط، قبل أيام من رحيله، وأنه سعد بهذا الإصدار، وبنيّة عدد من أصدقائه توقيع الرواية بالنيابة عنه في معرض فلسطين الدولي للكتاب.. عند ظهيرة اليوم التالي لرحيله المفجع والصادم، انتظمت وقفة حداد على روح وادي بمشاركة عديد المبدعين الفلسطينيين والعرب على مدخل المعرض، كبادرة وفاء لما قدّمه من أجل فلسطين على أكثر من صعيد، وباعتباره قامة من قامات فلسطين الإبداعية في العقود الأخيرة.
ولفت أبو سيف إلى أن فاروق وادي 'برع في وصف المنفى عبر كتاباته الإبداعية، علاوة على كونه من موثقي الحركة الروائية الفلسطينية ومنظريها، وتبدى ذلك جلياً في كتابه (ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية) عن غسان كنفاني، وإميل حبيبي، وجبرا إبراهيم جبرا، مستذكراً قصصه الأولى، ومنها تلك التي تتحدث عن خيار الفلسطيني ما بين أن يغادر البلاد أو يبقى فيها، هو الذي بقي مهجوساً بسؤال المنفى في رواياته ومجموعاته القصصية'.
وشدد أبو سيف على أن الوزارة مع المؤسسات ذات العلاقة ستعمل على الحفاظ على الإرث الإبداعي والوطني والثقافي والأدبي للروائي والناقد الراحل فاروق وادي، والذي وصفه بـ'الأمر الواجب'، وذلك لتبقى فلسطين حاضرة في وعي الأجيال القادمة.
وختم: لا يبقى إلا النص الجيد، ولا يعبر الزمن إلا الأدب الجيّد، وفاروق وادي من هذا الجيل الذي ولد في أتون النكبة، والتحق بالثورة الفلسطينية وكتب في صحافتها، وظل يكتب من أجل وعن فلسطين التي عاش من أجلها.
وشدد الروائي يخلف، على أنه لا يمكن في عجالة إنصاف فاروق وادي والمكانة الإبداعية العالية التي تبّوأها، مضيفاً: فاروق من جيلٍ ولد مع النكبة، وكبر وشبّ في الزمن الصعب، وانتصر للوطنية الفلسطينية.. مسيرة فاروق هي مسيرة جيل رسم ويرسم الوطن بقلبه ووجدانه، واستطاع أن يجعل من الثقافة قوّة دافعة تعيد البوصلة إلى الهوية الفلسطينية والجانب الكفاحي في مسيرتنا نحو الحريّة والتحرير.
وتابع يخلف: في مسيرته، كتب وادي عن الجيل المؤسس للرواية الفلسطينية، وكان له كمبدع الرواية والقصّة القصيرة، كما مارس النقد، وواظب على كتابة مقالات مهمة في جريدة 'الأيام' الفلسطينية، وهي مقالات في جلّها ذات بعد ثقافي رصين، ومن مقالاته الرائعة التي تحضرني تلك التي عبّر من خلالها عن محبته لياسر عرفات بعد رحيله، مؤكداً أن 'فاروق وادي ساهم في وضع السرد الفلسطيني في موضع عالٍ ورفيع، وظلّ وفيّاً للإبداع ولفلسطين حتى رحيله المفجع.
ووصف السوداني، الراحل وادي بـ 'السارد الجمالي والجماعي'، لافتاً إلى أنه، وفي مسيرة وادي 'تعددت المنازل لكن البيت واحد'، فهو الذي سكن منازل عدّة بقي 'يسكنه بيت واحد'، هو الوطن.