اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين اليوم
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٢
برباطة جأش منقطعة النظير، وبابتسامة أغاظت عدوها قاتل فلذة كبدها، ظهرت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي في يوم استشهاده لتطلق الزغاريد والدعاء لله تعالى بأن يتقبله مع الشهداء.
هذا الموقف الذي لفت أنظار الصحفيين والناس الذين جاؤوا ليشيعوا الشهيد إبراهيم وتقديم التعازي لذويه، لم يكن مستغرباً وليس الأول، و لن يكون الأخير في مواقف البطولة التي تبديها المرأة الفلسطينية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، حيث ظهرت من قبل العديد من أمهات الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية، وهن يودعن ابناءهن الشهداء بصبر وشكيمة لافتة، وبالزغاريد أحيانا وكلمات تشير لعمق الرباط والصبر، والاستعداد للتضحية من أجل دحر الاحتلال ونصرة القدس والأقصى والمقدسات.
و ربما أصبحت ظاهرة مشاركة الأمهات في تشييع أبناءهن الشهداء رسالة قوية تحمل روح الصمود والتحدي للاحتلال، و تصرف خارق للمألوف، تظهر فيه المرأة المكلومة بفراق فلذة كبدها لتودع ابنها وهي تكبر وتهلل، وتشق صفوف المشيعين حاملة نعش ابنها او ابنتها الذي تصر على ان تكون بجانبه حتى اللحظات الأخيرة.
و في تفسيرها لهذه الظاهرة تحدثت القيادية في الحركة النسائية التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين، آمنة حميد قائلة: ' إن نساء فلسطين كن ومنذ بداية هذا الصراع وعلى مدار الوقت أصلُ الجهاد والثورة، و لم تكن أم إبراهيم النابلسي الوحيدة، حيث سبقتها أم رضوان الشيخ خليل وأم إبراهيم الدحدوح وأم السعدي حلس وأم الشهداء خميس ومحمد الراعي.. أم مهند الحلبي التي حملت جثمان شهيدها وأم خالد جوابرة.. و غيرهن كثيرات'.
و أوضحت حميد في حديث لــ 'وكالة فلسطين اليوم الإخبارية' إن أمهات الشهداء هن أيقونة الصبر والتضحية كنّ ومازلنَ وقود الثورة الفلسطينية ونارها ونور درب الشهداء.'
و قالت: 'إن الحرائر لا يلدن ضباعا كما قال الشاعر ولا الأسودُ أولاد الحرائر إلا رجالًا أولي بأسٍ شديد يعيدون مع كل قطرة دم مجد هذه الأمة ويحيُّونَ جيلًا جديدا '.
و لفتت الى أن هذه الطرق التي تُعبدها النساء الفلسطينيات بصبرهن وجهادهن ورباطهن إنما أولادهم وبناتهم سهامًا يحرق لظاها هذا العدو وكل الطغاة الذين يتقاطعون مع هذا العدو.
و بينت حميد أن النساء المجاهدات التي جبلت أرواحهن على حب الإسلام وهذه الأرض المقدسة وصلن إلى مرحلة الاطمئنان النفسي في طلب رضا الله وعدم الالتفات إلى ما يورث الهم والغم، واختلفن مع نظيراتهُما الأمهات الثكالى اللواتي فقدن الصبر ولم يتقبلن أمر الله ودخلن في انتكاسة من الحزن والكآبة، بسبب فَقْد أبنائهن.
