اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
قدّمت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية تقريرًا عن ياسر أبو شباب، 35 عامًا، زعيم عصابة النهب التي تعمل برعاية إسرائيلية في غزة.
وتساءلت، في التقرير الذي أعدّته مينيا مينزيز، إنْ كان أبو شباب “زعيم عصابة، خائن، نهاب، أم أفضل أمل لغزة”، وجاء فيه أن أبو شباب، الذي ظهر أثناء الحرب، يمثّل بالنسبة لمؤيديه، ومنهم الحكومة الإسرائيلية، نقيضًا ضروريًا لحركة “حماس”. أما نقّاده فيرون أنه إما خائن أو زعيم عصابة منظمة يستفيد من علاقاته القبلية وموقعه الإستراتيجي في جنوب وجنوب شرق غزة لنهب المساعدات في طريقها للمدنيين الجياع.
وفي مقابلته مع صحيفة “صاندي تايمز”، أصرّ على أنه ليس متعاونًا مع إسرائيل أو رجل عصابات، بل هو هدف لـ “حماس”، ويريد حماية من المجتمع الدولي لو تم التوافق على وقف إطلاق النار. وقال إن “حماس” تتهم من يعارضها بالتعاون مع إسرائيل أو الإجرام، و”أنا لست أيًا منهما”، مضيفًا أنه كان عامل بناء عاديًا قبل الحرب وبدون تدريب عسكري، “فقط فلسطيني عادي يهتم بشعبه”.
وقالت الصحيفة إن الرهانات كانت واضحة عندما فتحت القوات الإسرائيلية النيران على طالبي المساعدات من مراكز “مؤسسة غزة الإنسانية”، يوم السبت، حيث قُتل أكثر من 30 شخصًا حسب وزارة الصحة في غزة.
وفي بيان لها، أنكرت “مؤسسة غزة الإنسانية” أية علاقة بالضحايا، قائلة إن الحادثة وقعت بعيدًا عن المراكز وقبل أن تفتح أبوابها. وأشارت إلى أنها حذّرت المواطنين من عدم السفر باتجاه مراكز التوزيع في الليل أو الصباح الباكر. ونفى أبو شباب أنه يعمل على تأمين الحراسة لقوافل المساعدات للمؤسسة التي تدعمها أمريكا وإسرائيل، لكنه رحّب بوجود مؤسسة غزة الإنسانية في غزة، ونفى أن يكون متورطًا بشكل مباشر مع إسرائيل أيضًا.
وكلامه يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، الذي قال إن حكومته “فعّلت” العشائر المعارضة لـ “حماس” في غزة، “ما هو السيء في هذا؟” و”إنه فقط جيد وسيحمي حياة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”. ولم يذكر نتنياهو أبو شباب ولا جماعته التي يُطلق عليها “القوات الشعبية”، ولكنها تعمل في مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وقال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب معارض، إن الحكومة تقوم “بنقل أسلحة للبلطجية والمجرمين الذين يتعاملون مع تنظيم الدولة الإسلامية”.
وعندما هاجمت “حماس” إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان أبو شباب في السجن بتهمة تهريب المخدرات. وقد ضربت إسرائيل السجن في بداية الحرب. وقتلت منذ ذلك الوقت أكثر من 60,000 فلسطيني. وفي ظروف غامضة، أصبح أبو شباب حرًا، واتهمته جماعات الإغاثة الإنسانية بالسيطرة على جماعات نهب مسلحة واختطاف الشاحنات التي دخلت غزة من معبر كرم أبو سالم.
وقال سام روز، القائم بأعمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، إنه قبل وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير، كانت جماعة أبو شباب “الجماعة التي تدير النهب في جنوب غزة”. وأضاف أن الشاحنات التابعة للوكالة كانت تُجبر على التوقف في شارع صلاح الدين، وكان رجاله يعرفون أنها قادمة. وأضاف: “كانوا يعملون في مناطق قريبة جدًا من القوات الإسرائيلية، وكانوا مسلحين. وقواعد الاشتباك الإسرائيلية واضحة، فإذا رُصد أي شخص يحمل سلاحًا، فسيتم القضاء عليه. لذا، من المستحيل أن يحدث هذا دون موافقة القوات الإسرائيلية على الأرض”.
وزعم أبو شباب أن هذه الاتهامات غير صحيحة، وأن “حماس” هي التي تقوم بالنهب. وقال أيضًا إن العشائر هي التي موّلت ظهوره، لا الجيش الإسرائيلي. وزعم أكثر أن فكرة إنشاء “منطقة آمنة” لا قتال فيها جاءت إليه “عندما رأيتُ معاناة شعبنا من سرقة حماس للمساعدات وجرّها هذه الحرب مع إسرائيل إلى غزة، تاركة شعبنا يعاني ويتشرّد”، بل و”بدأت قبيلتي وعائلتي بتوزيع المساعدات على المحتاجين”. وألمح إلى أنه من عائلة الترابين الممتدة في غزة ومصر والأردن وبعض الدول الخليجية. وزعم أن “حماس” عندما شاهدت قبيلته توزع المساعدات بدأت حملة ضدها.
وعن سلاحه وجماعته، قال إنها أسلحة العائلة، وليست أسلحة إسرائيلية. وتقول الصحيفة إن تعزيز صعود العشائر ليس فكرة إسرائيلية، بل تحظى بدعم من السلطة الوطنية والإمارات العربية المتحدة ومصر. مشيرة إلى إبراهيم العرجاني، المعروف بـ”ملك المعبر”، والذي قدّم الدعم والحماية لمن يريد المغادرة إلى مصر عبر معبر رفح، مقابل مبالغ مالية.
وفي تحقيق لصحيفة “صاندي تايمز” في نيسان/أبريل 2024، وجد أن شركة العرجاني “هلا” كانت تُحقّق يوميًا مليوني دولار. ونقلت الصحيفة عن مهند صبري، مؤلف كتاب “سيناء: شريان حياة مصر وكابوس إسرائيل”، قوله: “تريد مصر أن تكون اللاعب الرئيسي في أي نظام مالي يحدث في قطاع غزة بعد الحرب، كما كانت تفعل بالفعل خلال الحرب حتى إغلاق معبر رفح”.
و”هناك شخص واحد فقط في سيناء يمثل وسيطًا موثوقًا به لأي حكومة أو أي حركة تحدث هناك، ألا وهو العرجاني. وإذا أرادت مصر أن تظل اللاعب المالي الرئيسي، فعليها مواصلة هذا النوع من السيطرة وهذا النوع من الجنود الميدانيين على الأرض. ياسر أبو شباب هو خيارها المناسب”.
وفي سؤال عن قدرة جماعته الصغيرة على إدارة معبر رفح، أجاب بنعم، ولكن ليس قبل هزيمة الإرهاب. ولكنه تحدث عن غزة مفتوحة على العالم. وتعلّق الصحيفة قائلة: “سواء عاش أبو شباب نفسه ليشهد غزة ما بعد الحرب، فهذه مسألة أخرى. ففي الثاني من تموز/يوليو، أمرته محكمة تابعة لحماس بتسليم نفسه للمحاكمة خلال عشرة أيام بتهمة الخيانة والعمالة”.
وأي وقف لإطلاق النار سيكون بمثابة خطر على الجماعات المناوئة لـ “حماس”، فلا يزال عدد قواتها يتفوق على مجموعة أبو شباب. ونقلت الصحيفة عن أبو شباب ونائبه غسان الدهيني قولهما إن “حماس” ستستغل أي وقف لإطلاق النار كفرصة للقضاء على أي معارضة، وطالبا المجتمع الدولي بـ”حمايتهم من حماس”.
وفي يوم الأربعاء، أكدت الحركة، على صفحتها على فيسبوك، مقتل قائد تدريبها، العقيد عماد أبو ختلة، المعروف باسم “أبو صقر”. وقد وُجهت إلى الدهيني، البالغ من العمر 38 عامًا، تهم التورط في اختطاف الصحافي آلان جونستون من “بي بي سي نيوز” عام 2007، ومبايعة تنظيم “الدولة” عام 2015، مع أنه وشباب ينفيان أية علاقة بتنظيم “الدولة”. وعلى خلاف أبو شباب، يزعم الدهيني بأن لديه خبرة في الميدان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن رؤيته لإنشاء “مدينة إنسانية” لنقل مدنيين غزيين خاضعين للتدقيق وسط أنقاض جنوب غزة. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، بأن الخطة ستشكّل “معسكر اعتقال” إذا لم يتمكن السكان من المغادرة.
وأكد شباب والدهيني أن المنطقة الخاضعة لسيطرتهم ستكون جزءًا من هذه “المدينة الإنسانية”. وقال الدهيني: “نعم، إنه نفس المكان. أعتقد أن المنطقة التي نسيطر عليها حاليًا ستكون جزءًا من هذه المنطقة الآمنة التي يمكن لإسرائيل إنشاؤها لإبعاد المدنيين عن حماس. لكن ذلك سيتطلب مساحة أكبر بكثير مما نسيطر عليه حاليًا”.
وفي مركز الاتهامات الموجهة لحركة أبو شباب ودعم إسرائيل لها، هي قدرتها على حمل السلاح في هذه المنطقة دون مواجهة عدوان الجيش الإسرائيلي. ويزعم الدهيني أنهم تمكنوا من الحفاظ على سلامتهم في منطقتهم “ببساطة لأننا لا نهاجم أحدًا”.