التونسيّة عبير نصراوي.. تُبدع وتُطرب في فلسطين

كتب يوسف الشايب:

قدمت المطربة التونسيّة عبير نصراوي أمسية طربيّة أحضرت فيها تونس عبر أزمنتها المختلفة، ومن بوابة الموسيقى والغناء، إلى فلسطين.

وكان ذلك برفقة ابن بلدها الملحن وعازف العود حلمي المهذبي، وعازف الإيقاع الفلسطيني حسين الريماوي، وفي قاعة غسّان كنفاني على أرض المكتبة الوطنية بسردا، وضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي، مؤخراً.

وبدأت نصراوي أمسيتها بـ'إرادة الحياة'، وهي تأليف موسيقي لحلمي المهذبي تحمل طاقة وقوّة تحيلنا، كما أشارت المطربة التونسيّة، إلى أجمل ما كتب أبو القاسم الشابي، فـ'من لا يحبّ صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحُفر'، و'إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر'، مقدّمة إياها بأسلوب خاص ومُغاير، وعلى وقع موسيقى تمسّ دواخل الحاضرين دون استئذان، في رحلة معاصرة عبر أزمان خلت أو لا تزال من تاريخ تونس والعرب الموسيقي.

وما بعد 'إرادة الحياة' كان جمهور المعرض على موعد مع أغنية 'ذكرى' التي وضعت كلماتها على واحد من الألحان العالمية، كما أشارت، تلتها أغنية 'علّني' من ألحان وتوزيع المهذبي أيضاً، وولدت في العام 2008، وهي بالأساس مقطوعة موسيقية بعنوان 'ما بيني وبين البحر'، وشعرت معها نصراوي بالإيجابية والفرح، ووضعت كلماتها بنفسها، كما هو حال عديد أغنياتها، في حين أهدى المهذبي الأغنية التي أطلق لحنها خلال رحلة من إيطاليا إلى تونس لكل من فقدوا أرواحهم في مياه البحر الأبيض المتوسط، بحثاً عن حياة أفضل، من توانسة وغيرهم، و'ما أكثرهم في أيامنا هذه'.

وعبّرت نصراوي عن سعادتها الفائقة 'لكوني أطأ لأول مرة أرض فلسطين، هذه الأرض الطيبّة التي كبرنا على حبّها، والتزمنا بقضيّتها التي هي قضيّتنا جميعاً، كل في مجاله وبطريقته.. لا أخفيكم أنني بمجرد أن أدركت أنني في فلسطين شعرت بقشعريرة.. كان شعوراً ما زلت عاجزة عن وصفه بالكلمات.. كان حُلماً وتحقق، وأتمنى أن تتكرّر زيارتي إلى فلسطين، وأن أغني فيها مرّات ومرّات'.

ووصفت نصراوي العرض الذي قدمته بأنه 'ليس تقليدياً تماماً'، مشيرة إلى أنها سعيدة بإحياء حفل موسيقي على أرض فلسطين، وأن تحضر رفقة 'موسيقاها' و'المبدع' حلمي المهذبي، 'لعلنا نستطيع كشف عوالمنا الموسيقية أمامكم، وجذبكم للتماهي معها، عبر أغنيات خاصة وأخرى دارجة من التراث الغنائي التونسي والعربي'.

ولم يغب الغناء الصوفي عن الأمسية الموسيقية المتميزة، عبر تقديم نصراوي لكلمات ابن الفارض 'زدني بفرط الحب فيك تحيّرا'، هي التي سبق أن اشتهرت بصوت أيقونة الغناء الفلسطيني الراحلة ريم بنا، مع اختلاف الموسيقى المرافقة لحناً، ولجهة طريقة الأداء والتقديم للتونسية صاحبة الصوت الذي يمزج ما بين الأوبرالي والشعبي والطربي واستطالاتها جميعاً.

وقدّمت المطربة التونسية المقيمة في فرنسا، أغنيات عدّة من التراث العربي، في وصلة دشّنتها بأغنية 'البحر بيضحك ليه'، وغيرهما، أتبعتها بأغنية 'أهو ده اللي كان'، ولحنها وغناها سيّد درويش، عن كلمات بديع خيري، واشتهرت بصوت المطربة اللبنانية القديرة فيروز، وسط تفاعل كبير لمن وصفها الجمهور علناً بـ'الرائعة'.

وتفاعل الجمهور بشكل لافت مع الأغنية التراثيّة الشامية 'هالأسمر اللون'، التي كلّ أحبها بصوت مغاير، فهناك من أحبها بصوت دريد لحّام الفنان السوري القدير، أو بصوت المطربة السورية لينا شاماسيان، أو بصوت الفلسطينيتين المتألقتين دلال أبو آمنة وسناء موسى، أو كما قدّمتها الأردنية صاحبة الصوت النادر نداء شرارة، وغيرهم.

وختمت نصراوي حفلها، بمقطع من أغنية حديثة لها تقدّمها للمرة الأولى، وقبل إصدارها رسمياً، بعنوان 'حب الدنيا'، وهي من كلمات الشاعر التونسي طيّب بو علّال، وألحان الفنان التونسي ماهر المالكي، واصفة إياها بـ'دعوة للمحبة'.