اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
اعتقالٌ عشوائيٌّ بلا تهمة ألقى بالشاب إبراهيم عبد المنعم في غياهب سجون الاحتلال 'الإسرائيلي' قرابة عامين، تعرّض خلالهما لشتى صنوف التعذيب والضرب والإهانة، دون أدنى مراعاة لوضعه الصحي.
فقد كان عبد المنعم قبل الاعتقال يعاني من إعاقةٍ بصرية، لكنه رغم ذلك كان يرى الحياة من حوله ولو بصعوبة، وتمكّن من الاندماج في مجتمعه، بل تزوّج قبيل الحرب وكان مقبلًا على تأسيس أسرة صغيرة.
غير أن يوم الثالث والعشرين من أكتوبر 2023 كان نقطة تحوّل مأساوية في حياته، إذ اعتقلته قوات الاحتلال 'الإسرائيلي' على حاجز الإندونيسي أثناء نزوحه من مخيم جباليا مع مجموعة من الرجال، فجرّدوه من ملابسه، وقيّدوا يديه، وغطّوا عينيه، وتركوه نحو عشرين ساعة جاثيًا على ركبتيه.
وعن ذلك يقول عبد المنعم: 'نقلونا إلى سجن سدي تيمان، كنا مقيّدي الأيدي والأرجل، لا يسمحون لنا بالنوم سوى خمس ساعات فقط، وفي الخامسة فجرًا كانوا يسحبون الفرش. كنا نتعرض لمعاملة سيئة جدًا، لا طعام ولا شراب ولا أي من الاحتياجات الأساسية.'
ثم نُقل عبد المنعم إلى سجن عوفر، حيث تعرّض – كغيره من المعتقلين – للضرب والتنكيل والتجويع، وسُحب منه الفراش لينام على الحديد مباشرة.
'شفنا الويل، ما كانش فيه أكل ولا شرب، كنا نصوم الليل كله عشان نجمع الأكل ونأكله مرة وحدة.' وفق ما يقول.
تدهورت صحة عبد المنعم، وبدأ بصره يضعف بشدة إثر الضرب المتكرر، فنُقل إلى المستشفى وأُجريت له عملية في عينيه، لكنه لم يشعر بأي تحسّن، بل ازداد نظره سوءًا.
ويضيف: 'في كل سجون الاحتلال التي تنقلت بينها كانت المعاملة قاسية ولا إنسانية. سجن ريمون كان الأسوأ على الإطلاق؛ قمع وضرب وسحب فراش ونوم على الحديد، دون طعام كافٍ أو ملابس أو غيارات.'
أما العذاب النفسي فكان أشدّ وقعًا من الجسدي: 'كانوا يقولون لي إن أهلي ماتوا جميعًا، وانقطعت أخباري عنهم من يوم اعتقالي، ما كنت أعرف شيئًا عمّا يدور بالخارج.'
حتى لحظاته الأخيرة في الأسر لم تخلُ من القسوة؛ فعندما علم السجّانون بأن اسمه ضمن صفقة الإفراج الأخيرة، انهالوا عليه بالضرب المبرح، ما أدى إلى كسر قدمه وتركيب بلاتين فيها.
اليوم خرج عبد المنعم من السجن، لكن آثار الاعتقال ما زالت تسكن جسده وروحه؛ فقدمُه لم تتعافَ بعد، ولا يستطيع السير عليها جيدًا، ويعاني من الهزال وفقر الدم.
غير أن معاناته الأكبر هي فقدان بصره شبه الكامل بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرّض له: 'لم أعد أرى سوى خيالات... لم يفرّقوا بين مريض وسليم. وها أنا اليوم أفقد بصري، أتمنى من المؤسسات الطبية الدولية إجلائي للعلاج في الخارج قبل فوات الأوان.'

























































