تكثيف إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة وتظاهرات ليلية واسعة شرق القطاع

كتب محمد الجمل:

أطلق نشطاء ومتظاهرون دفعات كثيفة ومتلاحقة من البالونات الحارقة والمتفجرة من كافة مناطق شرق وشمال قطاع غزة مساء وليلة أمس، وقد أعلنت وسائل إعلام عبرية عن اندلاع سلسلة من الحرائق في مناطق زراعية بغلاف غزة.

وأعلنت أربع جهات من بينها 'أحفاد الناصر'، عن تكثيف نشطائها إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه مناطق غلاف غزة لليوم الثالث على التوالي، رداً على اعتداءات الاحتلال في مدينة القدس، وكذلك تشديد الحصار على قطاع غزة.

وذكرت مواقع إخبارية عبرية أن عدد الحرائق التي اندلعت في مناطق زراعية بغلاف غزة منذ ساعات صباح أمس ارتفع إلى 12 حريقاً، وقد كافحت فرق من الدفاع المدني الإسرائيلية من أجل إطفائها، وأن حريقين على الأقل وصفا بالكبيرين.

كما كثف نشطاء إطلاق حوامات وبالونات تحمل عبوات صوتية شديدة الانفجار، إذ سمع دوي انفجارات كبيرة في مناطق متفرقة من شرق القطاع، وقال موقع 'حدشوت بتاخون سديه'، العبري إنه ليلة أمس دوى انفجاران في منطقة 'شاعر هنيغف'، تبين أنهما بفعل بالونات مفخخة انفجرت في سماء الغلاف، دون أن تقع إصابات لكنّ الانفجارين تسببا بحالة من الذعر بين المستوطنين.

فيما هدد نشطاء بمواصلة وتكثيف إطلاق البالونات في الأيام المقبلة، معتبرين أن الغارات الأخيرة والتهديدات الإسرائيلية لن تثنيهم عن توسيع عملهم، متعهدين بتحويل غلاف غزة إلى كتلة مشتعلة من النيران على حد تعبيرهم.

وتبع إطلاق البالونات تعزيز جيش الاحتلال انتشاره داخل خط التحديد، خاصة قبالة مناطق وسط وجنوب القطاع، حيث كثفت وحدات من القناصة انتشارها على طول خط التحديد، بالتزامن مع حركة نشطة للمدرعات والدبابات.

تظاهرات ليلية

ولليوم الثاني، شارك مئات الشبان في تظاهرات ليلية واسعة، قرب بلدتي خزاعة والشوكة، شرق محافظتي خان يونس ورفح، جنوب القطاع، ومخيم البريج وسط القطاع، إضافة إلى تظاهرات عنيفة اندلعت شرق محافظة غزة 'موقع ملكة'.

وأشعل شبان تجمعوا في محيط موقع 'ملكة' شرق غزة وقرب مخيم البريج، إطارات مطاطية، وأطلقوا ألعاباً نارية باتجاه أبراج مراقبة عسكرية.

وسمع دوي انفجارات قوية ومتتالية قبالة حي الشجاعية وشرق مدينة خان يونس، نجمت عن قيام متظاهرين بإلقاء قنابل صوتية، بعضها في أراضٍ خالية، وأخرى كان يتم ربطها ببالونات ومن ثم إطلاقها، لتنفجر في الهواء فوق مواقع الاحتلال مباشرة.

وأطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه المتظاهرين في النقاط المذكورة، كما أطلقت جيبات مصفحة قنابل الغاز المسيلة للدموع، عبر راجمات مثبتة عليها، ما تسبب في إصابة العشرات بحالات اختناق شديد، في كافة المواقع، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وقد عولجوا ميدانياً.

توغل وتجريف

وفي وقت سابق من مساء أمس، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية يدعمها عدد من الآليات المصفحة، وترافقها ست جرافات وآليات هندسة وحفار، مسافة زادت على 70 متراً عند الأطراف الشرقية لبلدة الشوكة الزراعية، شرق محافظة رفح، جنوب القطاع.

وأكدت مصادر محلية وأمنية فلسطينية، أن القوة المذكورة انطلقت وبشكل مفاجئ من إحدى البوابات الواقعة على خط التحديد، تزامناً مع انتشار مكثف لآليات الاحتلال شرق المحافظة، وتقدمت في اتجاه الغرب، إلى أن تمركزت عند الأطراف الشرقية من البلدة.

وأوضحت نفس المصادر، أن جرافات بدأت بعمليات تجريف، تزامناً مع قيام حفار كبير بإحداث مزيد من الحفر العميقة في باطن الأرض، وتسوية الأرض في مناطق أخرى.