اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣ كانون الثاني ٢٠٢٢
سلمى حداد - الخليج أونلاين
تتراوح التوقعات ما بين 80 و125 دولاراً للبرميل خلال العام الجاري.
حالة المناخ، والوضع الوبائي، والاتفاق النووي الإيراني، وزيادة الإنتاج العالمي.
لن تتوقف موجة أسعار النفط، التي ارتفعت بقوة في 2021 لأول مرة منذ العام 2009، في السنة الجارية بل ربما تزداد شراسة مع استعادة النمو الاقتصادي العالمي لنشاطه وزيادة استهلاك الطاقة والطلب على الذهب الأسود.
ولا تستبعد معظم توقعات الخبراء والمنظمات الاقتصادية والبنوك الدولية أن يخترق سعر برميل النفط حاجز الـ100 دولار، تبعاً لعدة عوامل تتعلق بسياسات إنتاج مجموعة 'أوبك+'، وظروف المناخ، والوضع الوبائي العالمي، والنمو الاقتصادي، وزيادة الإنتاج العالمي، إضافة لمفاوضات ملف إيران النووي.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت من 52 دولاراً للبرميل في بداية 2021، إلى نحو 86 دولاراً للبرميل وصولاً إلى خانة السبعينات مع نهاية العام متأثراً بمخاوف متحور فيروس كورونا الجديد 'أوميكرون'.
أبرز التوقعات جاءت من بنك 'أوف أمريكا' حيث توقع أن تصل أسعار النفط في منتصف العام الجاري إلى 120 دولاراً للبرميل.
وحسب ما نقلته وكالة 'بلومبيرغ' عن البنك الأمريكي، فقد ذكر أن أزمة الطاقة العالمية أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار الغاز والفحم حول العالم، وهو ما يساهم في تعاف سريع لأسعار العقود الآجلة للنفط.
كذلك يساهم الطلب المتزايد على البنزين والديزل ووقود الطائرات، إلى جانب وجود قيود على قدرة التكرير، إلى تسريع ارتفاع أسعار النفط في عام 2022.
أما البنك الدولي فقد قال في أحدث تقرير له عن توقعات أسواق النفط، نهاية ديسمبر الماضي، إنه من المتوقع ارتفاع أسعار الطاقة في 2022 بعد أن شهدت زيادة فاقت 80% في 2021، مما أجج مخاطر كبرى على المدى القريب فيما يتعلق بالتضخم العالمي في الكثير من الدول النامية.
وتنبأ البنك أن تصل أسعار النفط الخام إلى 74 دولاراً للبرميل في 2022، مدفوعة بقوة الطلب، ارتفاعاً من توقعاته السابقة التي تبلغ 70 دولاراً للبرميل.
وأضاف أن 'عدة عوامل قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار برميل النفط أكثر من 74 دولاراً أو انخفاضها أقل من ذلك، وتشمل موجات الطقس بالغة السوء، والتعافي غير المتكافئ من كورونا بين الدول، وخطر موجات التفشي الجديدة، إضافة لتعطل سلاسل الإمداد وما يستجد في السياسات البيئية'.
وبحسب البنك الدولي فإنه بسبب موجات البرد الشديد، ونمو الإنتاج في بعض الدول من جراء التعافي من كورونا، فإن أسعار الطاقة سترتفع، أما في حال تزايد خطر موجات تفشي الجائحة، وتعطل سلاسل الإمداد، فهذا سيقود أسعار النفط للانخفاض.
أما بنك 'غولدمان ساكس' الأمريكي فتوقع، في تقرير حديث له، ارتفاع أسعار النفط العام 2022 في المتوسط إلى 85 دولاراً للبرميل.
ولم يستبعد البنك أن يخترق سعر الخام الـ 100 دولار، في حال نمو الطلب إلى مستوى قياسي، وتراجع الاستثمار في الصناعة النفطية.
وكانت وكالة الطاقة الدولية توقعت أن يصل استهلاك النفط الخام في 2022 إلى 99.53 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 96.2 مليون برميل يومياً العام 2020.
وسيكون هذا المستوى من الاستهلاك أقل بقليل من الاستهلاك اليومي في العام 2019، الذي بلغ 99.55 مليون برميل.
125 دولاراً للبرميل
من جانبه، توقع بنك 'جي بي مورغان' الأمريكي أن تتجاوز أسعار النفط 125 دولاراً للبرميل العام الحالي، و150 دولاراً عام 2023 في ظل نقص الطاقة الإنتاجية.
إلا أنه قال إن هذا السعر لن يصل إليه برميل النفط إلا بعد النصف الأول من العام 2022، حيث رأى أن سعر الخام في الربع الأول ربما يصل إلى سعر من 82- 95 دولاراً بسبب تداعيات أزمة 'أوميكرون'.
وفي تحليله لهذه المعطيات وتوقعاته لآفاق أسواق النفط العالمية في العام الجاري 2022، قال الخبير الاقتصادي المختص بشؤون الطاقة، عامر الشوبكي، إنه 'من غير المستبعد أن ترتفع أسعار النفط في العام الجاري'.
وأضاف الشوبكي، في حديثه لـ'الخليج أونلاين': 'أسعار النفط في 2021 شهدت ارتفاعات واضحة وكانت الارتفاعات الأعلى منذ 2009'.
وأوضح أن متوسط سعر برميل النفط في 2021 كان حوالي 71 دولاراً للبرميل، بينما كان معدله 42 دولاراً للبرميل في 2020.
وتابع: 'الدول المنتجة للنفط، وبالذات الدول الخليجية، حققت إيرادات هي الأعلى من بيع النفط منذ العام 2018، رغم تحديد الإنتاج من قبل مجموعة (أوبك بلس) لكن الأسعار المرتفعة وازنت خفض الإنتاج'.
وبخصوص توقعات العام 2022، رأى الخبير الشوبكي أن هناك مخاوف في الربع الأول من العام الجاري من ضغوط متحور 'أوميكرون' بسبب تخوف المستثمرين بقطاع النفط من تأثير الفيروس.
وأشار إلى أن هذه التخوفات تتمثل في ما قد ينتج عن تفشي 'أوميكرون' من إجراءات وقيود تقلل من استهلاك النفط في العالم، خاصة قطاع الطيران، الذي يستحوذ على ما نسبته 8% من حجم الاستهلاك العالمي للنفط.
وذكر أن 'قطاع النفط في 2022 في طريقه للتعافي وسيكون هناك نمو بالطلب بواقع 3 ملايين و300 ألف برميل يومياً، ليصل إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للنفط إلى معدل قريب من الاستهلاك قبل جائحة كورونا عام 2019'.
سياسات 'أوبك+'
وفيما يتعلق بسياسات 'أوبك+' الإنتاجية في العام الحالي، توقع أن تعمل المجموعة على الموازنة بين مكاسبها السياسية ومكاسبها الاقتصادية.
وبين أنه في اجتماعها المقبل في شهر فبراير، لن تتراجع عن سياستها الحالية المتمثلة بزيادة إنتاجها بقدر 400 ألف برميل يومياً، وذلك رغم الحاجة إلى تقليص هذه الزيادة بسبب فائض العرض بالأسواق حالياً.
وأشار إلى أن 'أوبك+' ستحافظ على سياستها حتى لا تدخل بمواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وكبار مستهلكي النفط في العالم، فهي إضافة لمكاسبها الاقتصادية معنية بالحفاظ على علاقات جيدة مع المستهلكين.
ووفق الشوبكي، فإنه مع بداية الصيف المقبل سيكون من المتوقع زيادة الطلب عالمياً على النفط؛ وذلك بسبب زيادة الإنتاج الصناعي في هذا الفصل، وكثافة حركة الطيران بسبب النشاط السياحي العالمي.
وأكد أن هذه الزيادة في استهلاك النفط بالتأكيد ستقود أسعار النفط إلى الارتفاع وبعض المؤسسات الدولية توقعت أن تصل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل.
لكن الخبير النفطي يعتقد أنه في حال توصلت إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ومجموعة الدول الكبرى، ورُفعت العقوبات عنها، فإن 1.4 مليون برميل من النفط ستدخل إلى السوق يومياً، وهو ما سيكون عائده سلبياً على أسعار الخام، وربما تنخفض إلى ما دون الـ70 دولاراً للبرميل.
ولفت إلى أن دول 'أوبك+' تدرك هذه النقطة لذلك قدرت سعر النفط في موازناتها ما بين 60 و80 دولاراً للبرميل، وهذا السعر واقعي وقريب للصواب.
