بمشاركة خليجية.. ما أهمية مؤتمر المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين؟

طه العاني - الخليج أونلاين

ينعقد على مدار يومي 27 و 28 مایو 2022.

نحو 450 مشاركاً من 42 دولة.

دعم إصرار المرأة الفلسطينية وتحويل قضية القدس إلى بوصلة نسائية للأمة.

شهدت مدينة إسطنبول التركية انطلاق فعاليات المؤتمر السابع لرائدات بيت المقدس، تحت شعار 'رائدات القدس يصنعن نصرها'، والذي ينظمه ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين.

ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومي 27 و 28 مايو 2022، وفود عديدة من دول الخليج، وعدد كبير من الشخصيات النسائية البارزة وممثلات الجهات العاملة، والمساندة للقضية الفلسطينية وشعبها، ونحو 450 مشاركاً من 42 دولة في انحاء العالم.

ويتضمن المؤتمر 7 جلسات تشتمل على كلمات وندوات وحوارات، بالإضافة إلى ورشات عمل وفعاليات، ويختتم المؤتمر بإعلان المشاريع الفائزة وتكريم الوفود المشاركة.

ويحظى هذا المؤتمر برعاية رسمية من سفارة دولة قطر في تركيا، ويشاركها في رعايته جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني، ومؤسسة 'أدارا' العالمية للإغاثة، وجمعية الوفاء، وائتلاف المرأة الماليزية لنصرة القدس وفلسطين.

ويهدف المؤتمر بحسب القائمين عليه إلى توعية نساء الأمة، ودورهن في دعم إصرار المرأة الفلسطينية والمقدسية على محاربة خطر التطبيع من خلال المجتمعات العربية والإسلامية، والذي يهدف إلى إبراز القضية الفلسطينية في قلوب أبناء الأمة، وتوعية الجيل بهذا الشأن، وتحويل القضية الفلسطينية إلى بوصلة نسائية للأمة.

الدوحة والقدس

وقالت نائبة رئيس مجلس الشورى القطري حمدة بنت حسن السليطي، في كلمة الرعاية الرسمية للمؤتمر: إن 'قطر ترفض الاحتلال وتدعم الشعب الفلسطيني في صموده'، مضيفة: 'موقفنا من القضية الفلسطينية ثابت وحبنا لها ينمو في قلوبنا'.

وأضافت السليطي: 'جاء هذا المؤتمر لكي يفضح ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد صمود ومقاومة المرأة الفلسطينية، ونقل صورة حية عبر وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم توضح ما تعانيه المرأة الفلسطينية من انتهاكات لحقوقها وصمودها وكفاحها في مواجهة آلة الحرب لجنود الاحتلال'.

وأكدت أن دور المرأة لا ينحصر فقط في كونها تمثل نصف المجتمع، بل هي المسؤولة عن تربية الأجيال على الإيمان بالقضية الفلسطينية، وأن القدس والمسجد الأقصى هما ملك للأمة الإسلامية جمعاء.

ونوهت في كلمتها بأن ممارسات الاحتلال تسببت في 'سقوط العديد من الشهداء في صفوف نساء فلسطين، وآخرهن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في محاولة لإسكات صوت الحق والكلمة الحرة'.

وناشدت السليطي الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الحقوقية، لتوفير الحماية والمساعدة للمرأة الفلسطينية في مختلف المجالات من أجل تمكينها ودعمها والنهوض بها ودعم صمودها ومقاومتها لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوقها، ودعت منظمة العفو الدولية لممارسة دورها في محاسبة الاحتلال على جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.

وشددت على أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة دائماً في كافة تحركات دولة قطر وأميرها وقيادتها، وفي كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، حيث إن مواقف دعم دولة قطر للمرأة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا تخفى على أحد.

مرابطات الأقصى

من جانبها أشادت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية ديريا يانيك، في كلمتها أمام المؤتمر، بصمود وتضحيات النساء المرابطات في المسجد الأقصى، واصفة عملهن بأنه يحمي شرف العالم الإسلامي بأسره.

وشددت الوزيرة يانيك على أهمية النضال في المسجد الأقصى، وقالت: 'رغم صمت المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، تستمر هذه المقاومة والنضال دون انقطاع، وهو نضال تؤيده كل الفئات التي لم تفقد ضميرها'.

وأشارت الوزيرة إلى أن الجمهورية التركية 'طالبت دائماً ومن دون تردد بانسحاب (إسرائيل) الفوري من الأراضي المحتلة، وما زالت تفعل ذلك'.

وقالت إن تركيا أعلنت صراحة وجوب منح الفلسطينيين جميع حقوقهم وحرياتهم الأساسية، لا سيما حقهم في الحياة والملكية، ويجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي تنفيذ برنامج فعال لتحقيق ذلك.

عبير النصر

بدورها قالت رئيسة ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين د. أميمة التيجاني: 'نلتقي هذا اليوم تحت شعار رائدات القدس يصنعن نصرها، لأن ساعة الصفر قد حانت، ونقول يرونه بعيداً ونراه قريباً، وبإذن الله نتنسم عبير وعبق النصر ونصنع النصر صناعة'.

وأضافت التجاني في كلمتها أمام المؤتمر: 'نريد أن نزلزل هذه الأرض بالقضية الفلسطينية، لا ينقصنا شيء ولكن تنقصنا الوحدة وعلينا أن نتحلى بها'.

وتابعت القول: 'نساؤنا شكلن نصف الأمة، وعملن على صناعة النصف الآخر، ونحن على يقين أن النصر آتٍ لامحالة'.

فيما قالت رباب عوض، الأمينة العامة لائتلاف المرأة لنصرة القدس وفلسطين في كلمتها: بأن 'قضية القدس وفلسطين هي قضية الأمة، اجتمع على عدالتها جميع أحرار العالم'.

وأضافت عوض أن ائتلاف المرأة الذي كان قبل سبع سنوات حلماً بات اليوم واقعاً يجمع أكثر من 44 دولة حول العالم، لتنسيق وتحديد جهود النساء المناصرات للقضية الفلسطينية.

صمود فلسطيني

وخلال قراءتها كلمة فلسطين، قالت الصحفية الفلسطينية يسرى العكلوك: 'غزة التي لم تُظلِم يوماً تتنفس كرامةً وعزة، غزة مدرسة التضحية والفداء، وتذكروا أسماء أبنائي لأنني لن أرضى لهم أن يكونوا أقل شأناً من أبيهم وجدهم، سندفع كل شيء من أجل تحرير الأقصى ولو كان الثمن أرواحنا'.

وألقت كلمة الأسرى الفلسطينيين سوسن المبيض، والدة الطفلة المقدسية الأسيرة مرح باكير، وجاء فيها أن هنالك ما يقارب 15 ألف أسيرة في سجون الاحتلال منذ 1967، من بينهن الأم والزوجة والأخت.

وأضافت خلال كلمتها: 'يمكننا الآن أن نقول إننا نجحنا في المرحلة الأهم وهي الصمود والمقاومة، فنحن شوكة في حلق المحتل، لن نضعف ولن نلين'.

دور المرأة الخليجية

وجاء توقيت انعقاد المؤتمر دقيقاً وحاسماً في فترة استعرت فيها الانتهاكات الصارخة من قبل المحتلّ الإسرائيلي ‏على أصحاب الأرض، والتي تعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وحريته وكرامته وأرضه، وفق المستشارة د. مريم راشد الخاطر.

وأكدت 'الخاطر' في حديثها مع 'الخليج أونلاين' أن‏ المرأة الخليجية أدت -وما زالت- دوراً بارزاً في دعم ونصرة القضية الفلسطينية والأقصى وحق عودة اللاجئين، حيث قام عدد من النساء في منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، وحتى على المستوى الشخصي، وفيهم حضور كبير بيننا اليوم، قاموا ببرامج وزيارات آتت ثمارها على ‏أرض الواقع ‏بشكل مباشر أو غير مباشر.

وبينت أنه 'رغم تشتت الخليج واختلاف مواقف دوله من التطبيع، لكن يتطلب منا تكاتف كل الجهود على المستوى الخليجي الرسمي والشعبي وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني والشخصي من قبل الناشطات والمتطوعات ‏للخروج من هذا المؤتمر بعمل مؤسسي على مستوى إقليمي أسوة بغيرنا من الأقاليم الأخرى التي تعدّتنا في هذا المجال شعبياً'.

وأكدت أهمية ألا يحجب ناشطات الخليج وناشطيها ‏التشرذم الخليجي حول موقفهم مؤخراً من القضية الفلسطينية والقدس، وسعي بعض دول الخليج الى التطبيع مع 'العدو الصهيوني'.

‏ودعت الإعلامية والأكاديمية مريم الخاطر كل النساء الخليجيات من كل الدول وقالت: 'لنشكل يداً واحدة ‏كل في مجاله، وقوة جمعيّة لقضيتنا الأولى والأزلية، والدفاع والنضال بأي شكل إلى تحرير بيت المقدس'.

وأعربت عن اعتقادها بأن الرعاية الكريمة التي قدمتها دولة قطر للمؤتمر الحالي، والدعم القطري للقضية الفلسطينية، ينطلق من إيمان ثابت وراسخ ودائم ومستمر بعدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وذكرت الخاطر أنه حتّى من لم تحضر من بعض دول الخليج لسبب أو لآخر فقد ناب عنها عملها الفنّي أو الأدبي، أو -أضعف الإيمان- استنكارها للتطبيع وتربيتها جيل على رفض التطبيع حتى لو عرقلتها السياسة.

توحيد الصف

وحول انطباعها عن فعاليات المؤتمر قالت الأستاذة حصة المناعي، المشاركة مع وفد الكويت: إنها 'جهود مباركة أتاحت الفرصة للتعارف واللقاء مع من يحمل نفس همّنا من مختلف الثقافات والأقطار، ونتطلع لحضور الورش وتطبيق التوصيات التي تأتي بها حتى يتم تفعيلها على أرض الواقع'.

وأضافت 'المناعي' في حديثها مع 'الخليج أونلاين' أن كلمة قيلت في المؤتمر ‎لفتت انتباهها، 'نحن أمة لا تنقصنا المادة ولا ينقصنا العدد ولكن تنقصنا الوحدة'، فالفعاليات التي توحد الصف وتزيد الوعي هي ما نحتاج إليه اليوم.

وعن دور الكويت في القضية الفلسطينية قالت المناعي إنه بدأ قبل الاحتلال الصهيوني، ويمتد منذ الاحتلال البريطاني حتى يومنا هذا، والتاريخ يشهد على الوقفات الشعبية والحكومية لنصرة فلسطين.

وأكدت دور الأم الكويتية في ترسيخ القضية الفلسطينية لدى الأبناء، من خلال اصطحابهم إلى الوقفات الاحتجاجية وإنشاء لجان دعم فلسطين من خلال جمعيات النفع العام والجهات الخيرية، كما ساهمت المرأة الكويتية في دعم القضية الفلسطينية سواء من خلال التبرع أو الفعاليات وغيرها.

رسالة لكل العالم

من جانبها تقول الأمينة العامة لائتلاف المرأة المغاربي والمشاركة في تنسيق وتنظيم شؤون المؤتمر نادية صيام إن أهمية هذا المؤتمر تأتي تزامناً ما تتعرض له المرأة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصابر والمثابر والمرابط في الأراضي الفلسطينية.

وأكدت 'صيام' في حديثها مع 'الخليج أونلاين' أن المؤتمر هو رسالة لكل العالم بأن حرائر العالم العربي والإسلامي يدعمن ويؤيدن ويطالبن بحق العودة، فنحن نسعى لنشر الوعي بأن فلسطين ليست فقط ملك الفلسطينيين ولكنها أرض وقف لجميع المسلمين.

وبيّنت أن هذه المؤتمرات تدعم صمود المرأة الفلسطينية، وهي رسالة لها بأنها ليست وحدها على الساحة، وأن هناك من يسندها إعلامياً، ومادياً، وتوعوياً وثقافياً.

وأضافت أن من بين رسائل المؤتمر السابع أهمية تجهيز الأمة من خلال النساء، 'لأن تجهيز المرأة يعني أن الأمة والمجتمع الإسلامي كله سيكون جاهزاً'، لتهيئتهم لدخول المسجد الأقصى فاتحين، حيث يتم نشر الوعي في المجتمعات الإسلامية والتعريف بصلاة الفتح، لنرفع شعار 'أيها القدس نحن قادمون'.

وتلفت صيام إلى أن مثل هذه المؤتمرات والفعاليات تسهم بشكل كبير في دعم القضية الفلسطينية، حيث يحرص المؤتمر على إطلاق مشاريع عديدة يتبناها الدول والأقاليم كل بحسب الظروف التي بها.