بذكرى تأسيسها.. هكذا ازدهر التعاون الخليجي مع منظمة الصحة العالمية

طه العاني - الخليج أونلاين

متى تأسست منظمة الصحة العالمية؟

في 7 أبريل 1948.

ما طبيعة التعاون بين دول الخليج ومنظمة الصحة العالمية؟

افتتاح المكاتب والمختبرات، وتبادل الزيارات، ودعم مالي بمئات ملايين الدولارات.

تتسم العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الصحة العالمية بمزيد من التطور والتوسع، حيث افتتحت المنظمة الدولية مكاتب في دول خليجية، وأرسلت وفودها الطبية إلى دول الخليج، كما حصلت على دعم مالي كبير، خاصة خلال تفشي جائحة كورونا.

وتأسست منظمة الصحة العالمية، في 7 أبريل 1948، وهي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بهدف متابعة القضايا الصحية وتوفير الدعم التقني للبلدان الأعضاء.

السعودية.. شراكة طويلة

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مساهمات المملكة العربية السعودية ذات أهمية حاسمة للنهوض بجهود المنظمة الرامية إلى دعم البلدان التي تكافح من أجل احتواء جائحة كورونا.

وأكدت أن المساهمة السعودية مكنت المنظمة من مواصلة تعزيز عمليات التأهب والاستجابة على الصعيد القُطري، وتسريع وتيرة أنشطة البحث والابتكار ذات الأولوية، وتنسيق الاستجابة على المستوى العالمي والإقليمي، تمشياً مع خطة المنظمة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة.

وأشارت إلى أن المملكة ترتبط بشراكة طويلة الأمد مع منظمة الصحة العالمية، وهي من أشد المؤيدين لمبادرات الصحة العامة العالمية، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية وحدها ساهمت المملكة بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي في العمليات التي تنهض بها المنظمة في مختلف البلدان، بما فيها اليمن والعراق وباكستان وبنغلادش وغيرها.

من جانبه أكد المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري لوكالة الأنباء السعودية، في يناير الماضي، أن المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تعد شريكاً أساسياً لمنظمة الصحة العالمية منذ سنوات عديدة لدعم مختلف البرامج التي تنفذها المنظمة والمنظمات الأممية الأخرى، الأمر الذي مكن المنظمة من تقديم خدمات صحية متميزة بمختلف مستوياتها وأنواعها.

قطر.. أكبر 10 مانحين

وفي نوفمبر 2021، عقدت دولة قطر ومنظمة الصحة العالمية حواراً استراتيجياً يهدف إلى مناقشة فرص التعاون والشراكة القائمة والمستقبلية بين الطرفين، وذلك بمقر المنظمة في جنيف.

وبحسب صحيفة 'الشرق' القطرية، يرمي الحوار الاستراتيجي إلى مواءمة أولويات منظمة الصحة العالمية وقطر، مع الهدف المتمثل في تحديد فرص التمويل المحتملة للبرامج والمبادرات التي تسعى إلى تحسين النتائج الصحية وتحقيق أهداف التنمية الاستراتيجية ذات الصلة بالصحة مع التركيز على منطقتي شرق المتوسط وأفريقيا.

ويأتي هذا الحوار الاستراتيجي في أعقاب التوقيع مؤخراً على اتفاق 'المساهمات الطوعية الأساسية' بين منظمة الصحة العالمية وصندوق قطر للتنمية، حيث يضع هذا الاتفاق الدوحة ضمن أكبر 10 مانحين متطوعين أساسيين لمنظمة الصحة العالمية في عام 2021.

الكويت.. المساهم الأول

ولاقى دور الكويت احتفاء وتقدير 'الصحة العالمية'، حيث عززت مكانتها كواحدة من أهم الشركاء العالميين الاستراتيجيين للمنظمة بمساهمة تزيد عن 200 مليون دولار أمريكي للفترة من 2015-2020 وحدها.

وتشير المنظمة إلى أن هذه الأموال المقدمة من الكويت مكنتها من تقديم المساعدة الصحية التي تشتد الحاجة إليها، والتي تخفف من معاناة ملايين الأشخاص حول العالم.

وأشارت الصحة العالمية إلى أن الكويت أكدت التزامها كشريك عالمي في مجال الصحة لأنها المساهم الأول والوحيد من إقليم شرق المتوسط في صندوق الطوارئ التابع للمنظمة، مؤكدة أن هذه الأموال تؤدي دوراً حاسماً في مساعدة المنظمة وشركائها الصحيين على الاستجابة لتفشي الأمراض وحالات الطوارئ الصحية في غضون ساعات، ومن ثم إنقاذ الأرواح والموارد، وفي عام 2020، احتلت الكويت المرتبة الـ12 بين أكثر المانحين.

الإمارات.. المليارات الثلاثة

وأعلنت حكومة دولة الإمارات ومنظمة الصحة العالمية، في ديسمبر الماضي، شراكة لدعم القطاع الصحي العالمي.

وحسب المعلومات الصادرة، فإن الشراكة تهدف إلى تعزيز مبادرات تقديم الخدمات في مجالات الصحة والرعاية الصحية على المستوى العالمي، من خلال تبني نموذج حكومة الإمارات في المسرعات الحكومية لتسريع تنفيذ المبادرات وتطوير الحلول والمشروعات الهادفة للارتقاء بالقطاع الصحي وقطاع الرعاية الصحية حول العالم، وبناء القدرات وإعداد الكفاءات.

وسيعمل الجانبان على دعم تنفيذ برنامـج عمـل منظمة الصحة العالمية 2019 – 2023، وتحقيق هدف 'المليارات الثلاثة'، الذي يركز على تعزيز استفادة مليار شخص من التغطية الصحية الشاملة، وتمتع مليار شخص آخر بصحة أفضل، وحماية مليار شخص على نحو أفضل من الطوارئ الصحية، بما يضمن تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.

البحرين.. المكتب القُطري

وافتتحت منظمة الصحة العالمية، في يوليو 2021، مكتبها الرسمي في مملكة البحرين، وهو المكتب القُطري العشرون للمنظمة في إقليم شرق المتوسط، والـ152 للمنظمة عالمياً.

وحسب بيان الصحة العالمية، فإن المكتب سيساعد المنظمة في العمل على الصعيد الميداني مع السلطات، وشركاء الأمم المتحدة، وطائفة من الجهات المعنية في جميع القطاعات لتوثيق عُرى التعاون في مجال الصحة العامة على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.

وتشير المنظمة إلى أنه لطالما نهضت البحرين بدورٍ استراتيجي كدولة عضو وشريك للمنظمة في إقليم شرق المتوسط وخارجه، ويأتي إنشاء المكتب تتويجاً لشراكة تاريخية بين المنظمة ووزارة الصحة البحرينية.

سلطنة عُمان.. الأنشطة المختبرية

وثمن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، الدور الفاعل لسلطنة عمان مع المنظمة وشراكتها القوية في أنشطتها ومبادراتها الكبرى.

وتنقل صحيفة عُمان، في نوفمبر 2021، عن المنظري قوله: إن 'للسلطنة إسهامات في دعم جهود المنظمة لتوفير احتياجات الدول المحدودة الدخل، كما أسهمت في دعم الأنشطة المختبرية في الإقليم من خلال إتاحة المختبر المركزي للصحة العامة، ذي الإمكانيات التشخيصية المتقدمة، كمختبر مرجعي ومركز تدريبي لدول إقليم الشرق المتوسط، والذي يسهم منذ إنشائه عام 2009 في أنشطة الترصد وتبادل الخبرات مع مختبرات الصحة العالمية المتعاونة.

كما وقعت السلطنة ممثلة بوزارة الصحة، في يونيو 2021، استراتيجية التعاون القُطري المشتركة مع منظمة الصحة العالمية، وذلك لتحقيق الأثر الصحي لدعم السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية الصحية للسلطنة.

علاقة ممتدة وتعاون مستمر 

ويقول أيمن خسرف، الصيدلاني والإعلامي الطبي، إن هناك علاقات تمتد لفترة طويلة بين منظمة الصحة العالمية ودول مجلس التعاون الخليجي.

ويبين في حديثه مع 'الخليج أونلاين' أن هذه العلاقة قائمة على جانب واحد وباتجاه واحد، وهو موضوع الدعم المالي المقدم من قبل دول الخليج إلى منظمة الصحة العالمية للقيام بمشاريع صحية في دول أخرى يعاني القطاع الصحي فيها من احتياجات مادية. 

ويضيف خسرف أنه خلال السنوات الخمس السابقة، أصبحت هذه العلاقة أكثر ترسيخاً وأكثر تبادلية، حيث أصبحت منظمة الصحة العالمية شريكة هذه الدول في تنفيذ بعض المشاريع، وأصبح لها مكاتب في معظم الدول الخليجية، مثل السعودية والكويت والإمارات والبحرين، ومن ثم 'انتقلت العلاقة من مجرد تقديم منح مادية دورية، إلى علاقة تبادلية تنافسية تشاركية'.

ويشير الإعلامي الطبي إلى أن المنظمة افتتحت مكتباً في قطر للاستفادة من المونديال الذي سيقام نهاية العام الحالي، بهدف ترسيخ دور الرياضة في تعزيز الحصة البدنية والنفسية، كما ستعمل على تنظيم هذه الحشود في ظل الأوبئة التي نعيشها هذه الأيام، وطريقة تفادي الإصابات خلال المونديال. 

ويلفت إلى أن منظمة الصحة ستنفذ هذا الأمر بالتعاون مع الكوادر الطبية من المنطقة العربية والخليجية، وسيتسنى لتلك الكوادر التعرف أكثر على المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وكل هذا سوف يزيد من خبرتهم لتعزيز الصحة على النطاق المحلي.

ويردف خسرف أنه خلال فترة الوباء اكتشفنا أن الكثير من الهيئات الصحية 'تجلس في برج عالٍ'، أي إنها 'لا تدرك مدى اهتراء النظم الصحية في بعض الدول'، ويعتقد أن العلاقات والتواصل بين هذه المنظمات والدول كان 'يعتريها الكثير من التشوهات والخلل؛ مما تسبب بفوضى عارمة في مسألة المعلومات وغيرها. فانتقلنا من حالة الوباء الحقيقي لحالة الأوبئة المعلوماتية'.

ويسترسل بالقول: 'ولحل هذه المعضلة فتحت منظمة الصحة العالمية مكاتب في دول الخليج لزيادة تبادلية وتشاركية المعلومات، ولكي تصبح مفعلة بصورة أكبر للمستقبل، بحيث إنه لو تعرضنا لوباء آخر تكون المنظمة أيضاً قريبة من شعوب هذه الدول لتعرف بالضبط وضع القطاع الطبي وعيوبه. 

وينهي خسرف حديثه بخلاصة القول إن المنفعة أصبحت متبادلة بين منظمة الصحة ودول الخليج، بمعنى أن الدول الست 'عندما تقدم منح مالية، فإنها تأخذ بالمقابل معلومات وبنية لوجستية رقمية وبنية لوجستية تواصلية، لتكوين صور أكثر دقة حول الوضع الصحي في هذه الدول، وربما أيضاً سيكون فرصة لمشاهدة خبراء وأطباء يعملون في الخليج من بقية الدول العربية والأفريقية، ينقلون صورة عن الوضع الطبي الصحيح لهذه الدول.