عبر المونديال.. "قطر" صورة ناصعة لثقافة وتاريخ العرب

كامل جميل - الخليج أونلاين

شهرة واسعة لقطر، والتعريف بها وبثقافتها وتاريخها.

التعريف بثقافة وتاريخ العرب.

نقل صورة نقية عن العرب بعيداً عن صورة 'الإرهاب' لدى كثيرين.

بعيداً عن مشاركة البلد المضيف لبطولة كأس العالم دون دخول التصفيات، وبعيداً عن تنافسه للحصول على اللقب، واستفادته مادياً من خلال الجذب السياحي، يبقى لتعريف الشعوب بالبلد المضيف وثقافته وتاريخه أهمية قد تفوق أهمية المكاسب المادية والرياضية الوقتية والمستقبلية التي تنتج عن استضافة المونديال.

ففي مختلف بلدان العالم، ومع كل يوم تقصر فيه المسافة إلى موعد انطلاق البطولة الكروية الأشهر والأغلى والأهم والأبرز عالمياً، يزداد سماع اسم 'قطر' يتردد على الألسن في كل مكان بجميع قارات الدنيا.

ذلك الوصول إلى البشر في مختلف أصقاع الأرض لن يكون أمراً سهلاً بطبيعة الحال لأي بلد مهما كان ثقله، سوى أن يُقدِمَ على فعل يشدّ إليه الانتباه، وقد لا يصل إلى حجم الانتباه الذي لفت العالم بأسره نحو قطر؛ وذلك للإنجازات غير العادية التي حققتها الدوحة في مجال البنى التحتية لتقديم نسخة مونديالية غير مسبوقة.

تأثير المونديال

لفهم تأثير المونديال وأهميته بالنسبة إلى قطر من زاوية أخرى؛ علينا مراجعة بعض الأرقام، فوفقاً لتوقعات الفيفا ستجذب بطولة كأس العالم على مدى 29 يوماً أكثر من 1.7 مليون زائر للدوحة.

وسيكون هناك نحو 500 ألف زائر في البلاد في أكثر الأيام ازدحاماً في أول مونديال يقام بالشرق الأوسط والمنطقة العربية، ويقدر الفيفا أنه من الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة.

من جانب آخر تشير تقارير دولية تعود إلى 'الفيفا' إلى أن أكثر من 250 مليوناً يلعبون كرة القدم في أكثر من 200 دولة حول العالم؛ وعليه تكون كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية وانتشاراً في العالم.

ويقدر الفيفا أن نحو 3 مليارات شخص سيشاهدون كأس العالم، ومن الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة، كما من المتوقع أن يزور نحو 3 ملايين شخص قطر في 2023.

والعدد مهم جداً لمعرفة تأثير الفرق الـ32 التي ستشارك في المونديال، حيث يبلغ مجموع سكان بلدان هذه الفرق أكثر من مليار ونصف المليار نسمة من مجموع ما يصل لأكثر من 7 مليارات نسمة عدد نفوس العالم.

ولكونها اللعبة الأكثر شعبية فإن العديد من منتخبات العالم لها مشجعون من بلدان أخرى، لا سيما فرق مثل البرازيل وفرنسا وألمانيا وإنجلترا والبرتغال والأرجنتين.

كما أن الفرق الأفريقية المشاركة بالمونديال سيكون لها النصيب الأكبر من المشجعين الأفريقيين الذين لم تتأهل منتخبات بلدانهم إلى المونديال.

وسيكون عشاق نجوم كرة القدم حول العالم؛ أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسيين مبابي وبنزيما، وغيرهم، راغبين في متابعة نجومهم وهم يلعبون مع فرق بلادهم في قطر.

شهرة قطر

ما سبق تلخيص للشهرة التي ستنالها قطر، فبطبيعة الحال سيكون هؤلاء المشجعون لمنتخبات بلادهم أو لمنتخبات أخرى وعشاق كبار لاعبي العالم، على تواصل لمعرفة ما يجري في قطر، والتعرف على تفاصيل دقيقة عن ملاعبها المونديالية وتجهيزاتها الفريدة للمونديال.

ووفق ما ذكر مواطنون عرب يقطنون في بلدان أجنبية ويحملون جنسياتها، فإن قطر باتت لها شهرة واسعة في مختلف دول العالم.

محمد الدليمي، وهو عراقي يحمل الجنسية الأمريكية ويعيش قي ولاية كنساس الأمريكية، يقول إن كثيرين يلتقيهم في مجال عمله، ومن أصدقائه الأمريكيين والمكسيكيين، لم يكونوا يعرفون شيئاً عن قطر.

وأضاف الدليمي الذي يقول إنه ليس من عشاق الساحرة المستديرة، لـ'الخليج أونلاين' أن هؤلاء يحدثونه عن قطر وما ستقدمه خلال المونديال، مضيفاً: 'ليس جميعهم من محبي كرة القدم، فبعضهم علم من خلال ما ينقل من أخبار ومن مشجعين عن إنجازات حققتها قطر في البنية التحتية'.

يؤكد الدليمي أيضاً: 'كثيرون هنا يقولون إنهم لم يسمعوا من قبل باسم قطر. أحدهم قال إنه كان يعتقد أنها تقع في أفريقيا'.

علي حسان، عربي آخر يحمل الجنسية الدنماركية، وهو من أصول سورية، قال لـ'الخليج أونلاين': إن 'اسم قطر أخذ يتردد كثيراً بين الدنماركيين. هم يتحدثون باستغراب حول ما فعلته قطر لتتمكن من استضافة البطولة العالمية'.

أضاف حسان: 'أعتقد أن قطر نجحت كثيراً في تغيير صورة نمطية كانت مأخوذة عن العرب بشكل عام، غالباً تتعلق بالتشدد الديني والإرهاب'.

تأثير الإنترنت

وفقاً لإحصائيات العام الجاري 2022، يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم 4.95 مليارات شخص.

هذا الرقم يعادل تقريباً 62% من إجمالي سكان العالم، كما أن هذا العدد في تزايد مستمر، حيث يوجد نحو 257 مليون مستخدم جديد للإنترنت خلال العام الواحد تقريباً.

ويقدر معدل نمو مستخدمي الإنترنت حالياً، بحسب تقارير إعلامية، بنحو 5.7%، أي ما يعادل أكثر من 700 ألف مستخدم جديد كل يوم.

ولكونه حدثاً مهماً، بل هو الأهم في الوقت الحالي وخلال فترة انطلاقته، فإن المونديال سيكون الشغل الشاغل للشبكة العنكبوتية، والأكثر متابعة وبحثاً فيها من قبل الأشخاص في مختلف دول العالم.

كل هذا يعني أن قطر ستكون شاغلة الدنيا خلال فترة ليست بالقصيرة، وهو ما يعتبر في تقديرات اقتصادية إعلاناً لقطر يعدل مئات مليارات الدولارات في كل يوم من أيام البطولة، هذا في حال حساب تكلفة الإعلانات التجارية.

ما الذي سيعرفه العالم؟

السؤال هنا ما الذي سيعرفه العالم عن قطر غير الرياضة والمونديال ومباريات كرة القدم؟

الجواب باختصار، وفق ما أكده مواطنون عرب يسكنون بلداناً أجنبية في حديث مع 'الخليج أونلاين'، أن العالم أخذ يتعرف على ثقافة وتاريخ قطر من خلال المونديال، وكثيرون أصبحوا يدركون أن قطر بلد عربي، ويتكلم سكانه اللغة العربية، وتاريخه جزء من حضارة وثقافة عربية متجذرة الأصول تمتد إلى آلاف السنين.

ذلك أيضاً يعني تعريفاً مهماً وبارزاً للمنطقة الخليجية، والدول العربية بشكل عام، والثقافة العربية، وكل ما تحمله من ثقل وتأثير على المستوى الإنساني.