الأقل في معدلاته.. كيف نجحت دول الخليج في مواجهة الإيدز؟

طه العاني - الخليج أونلاين

كم معدل انتشار الإيدز في دول الخليج؟

أقل من 2 لكل 100 ألف نسمة.

كيف تصدت دول الخليج لمرض الإيدز؟

وضعت استراتيجيات وطنية تهدف لمكافحة مرض الإيدز والقضاء عليه.

تحيي العديد من الدول فعاليات اليوم العالمي للإيدز في 1 ديسمبر من كل عام للتوعية بالمخاطر الكبيرة المرتبطة بهذا المرض، ومسبباته واستذكار ضحاياه.

وسجلت دول التعاون الخليجي أقل معدلات الإصابة بين دول الإقليم بسبب البرامج والمبادرات التي نجحت في مواجهة الإيدز لتصبح النسبة أقل من 2 لكل 100 ألف، وهي بانخفاض مستمر.

وتعود أسباب المخاوف من وجود الإيدز في دول المجلس بحسب المسؤولين، إلى الممارسات والسلوكيات الخطرة لدى بعض السكان، وانخفاض مستوى المعرفة العامة حول المرض، وارتفاع نسبة الهجرة وتنقل الناس، وزيادة استخدام المخدرات عن طريق الحقن، والعمالة الوافدة المصابة من البلدان الموبوءة.

السعودية

وتؤكد السعودية حرصها على رعاية وحماية صحة القاطنين على أراضيها، ومن بينهم المصابون بالإيدز، وذلك من خلال إتاحة البرامج الوقائية والعلاجية لمكافحة الإيدز، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الوصمة والتمييز والحفاظ على حقوق المصابين، والعمل كذلك على حماية الشباب والنساء والأطفال من الإصابة بهذا المرض.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية في 10 يونيو الماضي، عن القائم بالأعمال بالإنابة في وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة محمد بن عبد العزيز العتيق، قوله إن المملكة أنشأت في عام 1994 البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز'.

وأشار العتيق إلى أن هذا البرنامج يقدم جميع خدمات منع انتقال عدوى الفيروس، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية، ومن ضمنها العلاج والخدمات النفسية والاجتماعية.

وأفاد أن البرنامج يلتزم بتوعية وتعريف أفراد المجتمع، بضمنهم الأم والطفل، عن المرض، مع توفير حملات توعوية متواصلة من أجل الوصول إلى الأهداف الإنمائية العالمية.

وبيّن أن المملكة تدعم الاستراتيجيات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى القضاء على مرض 'الإيدز' بحلول عام 2030.

وفي عام 2019 قدر المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لرعاية مرضى الإيدز بمنطقة الرياض (مناعة)، عثمان بن إبراهيم المزيد، لـصحيفة عكاظ، عدد الإصابات بمرض الإيدز في السعودية بنحو 20 ألف مصاب، منهم 7000 سعودي.

قطر

ووضعت قطر برنامجاً وطنياً لمكافحة الإيدز يهدف إلى توعية المجتمع بالمرض، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة للمصابين، بحسب حمد الرميحي، مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العام في قطر.

وقال الرميحي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية في ديسمبر الماضي، إن الخطة الاستراتيجية للدولة لمكافحة الإيدز تشتمل على تقديم أحدث العلاجات وأكثرها فاعلية بالمجان للمصابين من المواطنين والمقيمين على حد سواء، وذلك لكسر سلسلة انتقال الإصابة.

كما تتضمن الخطة تقديم خدمات الاستشارات والفحص عالية الجودة، مع نشر التوعية للتقليل من الوصمة والتمييز المجتمعي ضد الأشخاص المصابين المتعايشين مع المرض.

من جانبه، كشف الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس قسم الأمراض المعدية ومدير برنامج'الإيدز' في مؤسسة حمد الطبية، في العام 2018 أن قطر تسجّل كل عام ما بين 15 و25 حالة إصابة جديدة بالمرض معظمها من فئة الشباب.

الإمارات

وتعمل الإمارات على زيادة الوعي حول الإيدز رغم قلة الإصابات بهذا المرض المعدي.

وأظهرت البحوث أن الإمارات واحدة من أقل الدول ذات معدلات عدوى الإيدز، ومع ذلك فهي تتخذ إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار المرض.

وتبرر الإمارات إجراءاتها بتنوع جنسيات الوافدين المقيمين في الدولة، فضلاً عن تطور نشاط قطاع السياحة، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير لزيادة الوعي حول الإيدز والأمراض المعدية الأخرى.

ويقدّر وجود 113 شخصاً مصاباً بالفيروس في الإمارات، وفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية عام 2020، ولا تتوفر إحصاءات حديثة عن أعداد مصابي الإيدز في هذه الدولة الخليجية.

الكويت

واعتمدت الكويت، العام الماضي، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز.

وأكدت الوكيلة المساعدة لشؤون الصحة العامة في وزارة الصحة، بثينة المضف، بتصريحات صحفية في 30 نوفمبر 2022، أن الهدف من الاستراتيجية تحسين الوصول للرعاية الصحية وتطوير المؤشرات الصحية للأفراد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة.

كما تسعى إلى خفض عدد الإصابات الجديدة بالمرض والمحافظة على معدل صفر للإصابة بين الأطفال، وتركز الاستراتيجية أيضاً على خفض معدلات التمييز ضد الأفراد المصابين بالفيروس.

وترجح تقارير كويتية وجود أكثر من 440 مصاباً بالإيدز في البلاد، مشيرة إلى أن زيادة عدد الحالات المكتشفة تعني زيادة الوعي ودقة الفحوصات المستخدمة.

البحرين

وتولي البحرين اهتماماً بالغاً لمتابعة الوضع الوبائي لفيروس نقص المناعة المكتسب، حيث وضعت القوانين وحثت على بذل كل الجهود الرامية للسيطرة على المرض وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والأهداف العالمية.

وتوفر البحرين الخدمات الصحية المجانية عالية الجودة مع سهولة الوصول إليها من خلال الرعاية الصحية الأولية والثانوية، والتنسيق المباشر لضمان توفير المشورة والكشف والعلاج المبكر والمتابعة المستمرة للمصابين، وهو ما يُساهم بفعالية في تحقيق أهداف اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز.

من جانبها كشفت الوكيلة المساعدة للصحة العامة في وزارة الصحة البحرينية مريم الهاجري، في مايو الماضي، أن إجمالي عدد الحالات المصابة بالإيدز في البحرين بلغت 351 حالة حتى نهاية 2021.

سلطنة عمان

وحققت سلطنة عمان، في سبتمبر 2022، إنجازاً علمياً كبيراً بحصولها على اعتراف من منظمة الصحة العالمية بالقضاء على انتقال مرض نقص المناعة البشري (الإيدز)، ومرض الزهري من الأم إلى الجنين.

وبذلك تكون السلطنة هي أول بلد في منطقة الشرق الأوسط يحصل على هذا الاعتراف الدولي بنجاحه في تحقيق هذا الهدف، وفق وكالة الأنباء العُمانية.

ويوضح الوضع الوبائي للإيدز في سلطنة عمان حتى نهاية عام 2020 أن عدد المتعايشين مع المرض 1826 حالة، بينهم 1454 حالة تحت العلاج.

استراتيجيات مواجهة المرض

ويقول المتخصص في الصحة العامة وإدارة المؤسسات الصحية، الدكتور أحمد نور، إن منطقة الشرق الأوسط تعتبر الأبطأ سرعة في انتشار المرض بين مناطق وأقاليم العالم، فيما تعد دول الخليج الأنجح في الحد من انتشار الوباء.

ويضيف لـ'الخليج أونلاين' أن 'هذا النجاح يعود إلى جملة من الاستراتيجيات التي تتخذها دول المجلس للحد من انتشار المرض'.

ويبيّن د.أحمد أن من قرارات دول الخليج إيقاف استيراد الدم من الخارج، وتكثيف جهود التوعية، وتقوية الوازع الديني، خاصة بين الشباب، وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، ونشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه.

كما تضمنت القرارات الخليجية لمواجهة الفيروس، وفق د. أحمد، 'الإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، والتخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي'.

ويتابع القول: 'من القرارات الأخرى الدعوة لنبذ عزلة المصابين، وتيسير الحصول على الأدوية، ومداومة استعمالها، والمساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة من المرض'.

ويلفت المتخصص في الصحة العامة إلى أن المكتب التنفيذي لمجلس التعاون تبنى مبادرة مكافحة الإيدز كإحدى أولويات وزارات الصحة في الخليج، وتشكيل لجنة خليجية متخصصة ببرنامج مكافحة المرض تحت مظلة المكتب التنفيذي لوضع الاستراتيجيات وخطط العمل ومؤشرات المتابعة لتنفيذ تلك الخطط.

وحسب د. أحمد، فقد عمل المكتب التنفيذي لمجلس التعاون على تنشيط برامج التوعية الصحية حول المرض مع التركيز على الشباب بوصفهم من أهم الفئات المستهدفة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتشجيع البرامج التوعوية فيما يتعلق برفع الوصمة والتمييز ضد المعايشين لمرض الإيدز بما يضمن حقوقهم الاجتماعية والنفسية.