اخبار سلطنة عُمان
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢١
أشرف كمال - الخليج أونلاين
ما تطورات 'كورونا'؟
رغم تسارع وتيرة الإصابات بسبب 'أوميكرون'، فإن حالات الوفاة والمضاعفات الخطيرة أقل مما كانت في السابق.
ما أسباب تطور 'كورونا'؟
منظمة الصحة العالمية تقول إن غياب العدالة في توزيع اللقاحات هو الذي أدى وسيؤدي إلى مزيد من المتغيرات، مؤكدةً أنَّ رفع وتيرة التحسين في الدول كافة سيهزم الوباء.
ما التوقعات المستقبلية لـ'كورونا'؟
غالبية الدراسات تشير إلى أن العالم يتجه للتعايش مع الوباء كأمر واقع، وأن مرور الوقت وتطوُّر الفيروس يقللان قدرته على قتل المرضى حتى لو كان سريع الانتشار.
في الوقت الذي كان العالم يتجه فيه نحو العودة بالحياة إلى طبيعتها والتخلص من هاجس كورونا، فوجئت غالبية الدول بالمتحور الجديد 'أوميكرون' الذي قلب الحسابات رأساً على عقب، وفتح باب التكهنات بشأن مستقبل الوباء.
ومع اقتراب العام الجديد، وبدلاً من أن تتسع رقعة رفع القيود التي كانت مفروضة طوال العام الجاري، بدأت عديد من دول العالم فرض قيود جديدة؛ للحد من تفشي المتحور الجديد، فيما تدرس دول أخرى فرض إجراءات أكثر صرامة.
على الرغم من ذلك، لم يتجه العالم نحو الإغلاق على النحو الذي كان في بداية الوباء، حيث كان التركيز على تقديم جرعة معززة ودعوة من لم يتلقوا اللقاح إلى الحصول عليه، أكبر بكثير من التركيز على التدبير الحكومية.
عدالة توزيع اللقاح
وبعيداً عن المخاوف المتعلقة بسرعة انتشار المتحور الجديد، فإن منظمة الصحة العالمية والخبراء المستقلين يرون أن المسألة لا تتعلق بقدرة الفيروس على التحور بقدر تعلُّقها بقدرة العالم على توفير توزيع أكثر عدالة للكميات المتوافرة من اللقاح.
وقد جدد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، دعوته الدول الغنية إلى إتاحة الفرصة للدول الفقيرة من أجل الحصول على اللقاح، وقال إن عدم تحصين الشعوب الفقيرة يعني أن العالم سيواجه مزيداً من المتحورات.
وقال في بيان يوم 22 ديسمبر 2021: 'بكل صراحة، من الصعب فهم كيف أنه بعد عام منذ إدارة أول اللقاحات، 3 من بين كل 4 عاملين صحيين في أفريقيا لم يتلقوا التطعيم بعد'.
وفي بيان آخَر يوم الاثنين 27 ديسمبر 2021، قالت المنظمة إن العالم لم يتمكن من تطعيم 40% من سكانه بنهاية العام الجاري كما كان مقرراً، مشيرة إلى أن هذا الأمر يلقي بظلال من الشك حول إمكانية تحقيق الهدف المتمثل بتطعيم 70% من سكان العالم بحلول منتصف العام المقبل.
وأضافت المنظمة: 'كان ممكناً تطعيم 40% من سكان كل بلد بحلول سبتمبر 2021، إذا وُزِّعت هذه اللقاحات بإنصاف عبر مبادرة كوفاكس والصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات (AVAT)'.
وحذَّرت المنظمات الدولية من تأثير الاكتناز ونهج 'أنا أولاً' على وصول اللقاحات للأفقر والأضعف في العالم، وأكدت أن التضامن هو السبيل الوحيد للانتصار على الفيروس.
وفي مارس قال رئيس المنظمة إن مجموعة من الدول الغنية استحوذت على نصيب الأسد من اللقاحات التي تم توفيرها (225 مليون جرعة آنذاك)، في حين ما تزال الدول الفقيرة تراقب وتنتظر.
ولفتت عديد من الصحف الغربية إلى أن استمرار الآلية الحالية لتوزيع اللقاحات، والتي تقوم بالأساس على قدرة الدول المالية والسياسية، يعني أن الفيروس قد يتطور، بدرجاتٍ أكثر خطورة، في الدول التي تتدنى فيها معدلات التطعيم إلى ما دون 2%، كما هو الحال في بعض دول أفريقيا.
وكانت 'وول ستريت جورنال' لفتت عقب ظهور المتحور 'أوميكرون' إلى خطورة استمرار غياب العدالة في توزيع اللقاحات، مشيرة إلى أن دولة مثل نيجيريا، أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، قامت بتطعيم 1.7٪ فقط من سكانها البالغ عددهم 206 ملايين نسمة.
أما إثيوبيا، وهي ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان (110 ملايين نسمة)، فقامت بتطعيم 1.2% من السكان.
إلى جانب ذلك، أكدت مبادرة 'كوفاكس' العالمية لتوزيع اللقاحات على الدول الفقيرة، أن عديداً من الدول الأفريقية لم تتمكن من توزيع الكميات التي حصلت عليها، بسبب نقص الإمكانات اللازمة لتوفير مراكز للتطعيم؛ ما أدى إلى تلف مئات الآلاف من الجرعات.
الجرعات المعززة
في غضون ذلك، يبدو أن العالم يتجه نحو فرض جرعة، وربما جرعات، معززة؛ لتجنب العودة إلى الإغلاق والمضي قدماً في التعايش مع الفيروس، وقد بدأت دول خليجية تطبيق قرارات تهدف إلى دفع السكان نحو تلقي الجرعة المعززة.
ففي الكويت لم يعُد مسموحاً للمواطنين الذين مضى على تلقِّيهم الجرعة الثانية 9 أشهر، السفر، ما لم يحصلوا على الجرعة المعززة، كما لن يكون بإمكان سكان السعودية دخول المنشآت التجارية بدءاً من فبراير 2022، دون تلقي الجرعة الثالثة.
فقد أكدت الدراسات قدرة 3 جرعات من اللقاحات على مواجهة المتحور 'أوميكرون'، كما أكدت منظمة الصحة (28 ديسمبر 2021)، أن الإصابة بـ'أوميكرون' تمنح مناعة ضد المتحور 'دلتا' الأكثر شراسة وخطراً على الحياة.
وكان الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن، قال في يوليو 2021، إنَّ تلقِّي الجرعة الثالثة قد يكون أمراً روتينياً حتى يتمكن العالم من استعادة نمط حياة ما قبل الوباء.
تفاؤل حذر
في السياق، قال الطبيب الكويتي فهد العنزي لـ'الخليج أونلاين'، إن سرعة انتشار 'أوميكرون' ستوفر مناعة كبيرة ضد الفيروس على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هذه السرعة في الانتشار ليست مصحوبة بأعراض خطيرة ولا حالات وفيات مرتفعة.
وأعرب العنزي عن اعتقاده أن عام 2022 قد يشهد انحسار الوباء بشكل شبه كامل، مشيراً إلى أن الأمر لن يتوقف عند حد الجرعات المعززة، وأنه ربما يصبح تطعيماً موسمياً على غرار الأنفلوانزا.
وفي تطور لافت على صعيد مواجهة الفيروس، حصلت شركة 'فايزر' الأمريكية (في 24 ديسمبر 2021)، على ترخيص طارئ لأقراص 'باكسلوفيد' التي طورتها مؤخراً، والتي أثبتت التجارب قدرتها على مواجهة الفيروس منزلياً بنسبة 90% تقريباً خلال 5 أيام فقط.
ويوم الثلاثاء (28 ديسمبر 2021)، قالت مجلة 'ذي أتلانتيك' الأمريكية أيضاً إن 'أوميكرون' قد يكون بداية نهاية الوباء، لافتة إلى أن ردّ فعل الحكومة تجاه المتحور الجديد كان 'فاتراً' رغم القلق الواضح.
واعتبرت المجلة أن عدم عودة الحكومات إلى إجراءات العام الماضي دليل على أن العالم قرر التعايش مع الوضع مهما كانت خطورته.
كما لفتت إلى أن الأوبئة غالباً ما تضرب العالم بقوة في موجتها الأولى قبل أن تتعودها الأجسام، وهو ما يرجح احتمالية تعايش العالم مع الوباء خلال الفترة المقبلة، حتى لو لم تتراجع حالات الإصابة.
وخلصت المجلة إلى أن الشهور القليلة المقبلة قد تمنح الناس حماية أكبر ضد السلالات الحالية والمقبلة من الفيروس، مشيرة إلى أن اتساع رقعة الإصابات بـ'أوميكرون' سيخلق مناعة عالمية جماعية في النهاية.
وفي الولايات المتحدة، خفّضت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (الاثنين 27 ديسمبر 2021)، فترة العزل الموصى بها للمصابين الذين لا يعانون من أعراض، من 10 إلى 5 أيام فقط.
وجاء القرار بعدما أكدت الدراسات أن العدوى تنتقل من شخص لآخر خلال الأيام الـ5 الأولى من الإصابة بالفيروس، وغالباً قبل ظهور الأعراض على المصاب نفسه.