ما هي أهداف القمة الأمريكية المرتقبة مع زعماء المنطقة؟

أشرف كمال - الخليج أونلاين

ما هي القمة الأمريكية الإقليمية المرتقبة؟

قمة يبحث البيت الأبيض عقدها على هامش زيارة جو بايدن المرتقبة لدولة الاحتلال.

ما هي أهداف القمة؟

صحف غربية نقلت عن مسؤولين أنها تهدف للحفاظ على الزخم الذي أحدثته قمة النقب.

ما هو شكل القمة المتوقع؟

المحلل السياسي أسامة أبو أرشيد يرى أنها في حال تمت ستكون لقاءً لا قمة بالمعنى الكامل.

ما هي دوافع هذه القمة؟

التأكيد على التزام واشنطن بأمن حلفائها، ودعم مكانة 'إسرائيل' بالمنطقة، وتوسيع اتفاقات التطبيع.

تحدث موقع 'أكسيوس' الأمريكي مؤخراً عن قمة إقليمية قد يعقدها الرئيس جو بايدن خلال زيارته المرتقبة لدولة الاحتلال، وهي قمة يقول خبراء إنها تهدف بالأساس لتعزيز مكانة 'تل أبيب' بالمنطقة وتوسيع اتفاقيات التطبيع على حساب قضية فلسطين.

وكان الموقع الأمريكي نقل عن مصادر إسرائيلية أن البيت الأبيض يدرس عقد قمة بين بايدن وزعماء المنطقة على هامش زيارته لـ'إسرائيل' والتي يتوقع أن تكون في نهاية يونيو المقبل.

وما تزال الفكرة أولية إلى حد بعيد كما نقل الموقع، لكن كانت محل نقاش بين مستشار الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيال هولاتا، ونظيره الأمريكي جيك سوليفان، خلال محادثات في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بحسب المصادر.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن الفكرة ما تزال أولية للغاية، وأنها تهدف لتعزيز زخم 'قمة النقب' التي جمعت وزراء 'إسرائيل' ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، في مارس الماضي.

ومن المتوقع أن يزور بايدن دولة الاحتلال نهاية يونيو المقبل، وقالت المصادر إن الزيارة ستكون بين 24 و36 ساعة، وستشمل لقاءات مع مسؤولين في حكومة الاحتلال في القدس المحتلة، ومسؤولين بالسلطة الفلسطينية في بيت لحم.

وقال مسؤولان إسرائيليان (3 مايو 2022) إن أهمية الاجتماع تأتي كتأكيد على التزام الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، في وقت يُنظر فيه إلى أن واشنطن تستعد للانسحاب من المنطقة.

ووفقاً لصحيفة هآرتس العبرية، من المرجح أن يضيف بايدن 'إسرائيل' إلى رحلته  الأوروبية، إما قبل اجتماع (مجموعة الدول الصناعية السبع) في ألمانيا بين 26 و28 يونيو المقبل، أو بعد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإسبانيا 29 و30 من الشهر نفسه.

وستكون هذه أول زيارة يقوم بها الرئيس بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في يناير 2021.

توقيت مهم

تأتي زيارة بايدن في خضم تصعيد متواصل بين الفلسطينيين الذين يشنون عمليات موجعة ضد الإسرائيليين، وبين قوات الاحتلال التي تحاول قمع هذه العمليات بطرق استدعت إدانات إقليمية واسعة.

فقد تصاعد العنف بين الجانبين خلال الشهور القليلة، حيث شنّت قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال وتصفيات واسعة في الضفة الغربية المحتلة وعدد من مدن الداخل الإسرائيلي.

ودعت الولايات المتحدة مؤخراً لخفض التصعيد، فيما هددت حركات المقاومة المتمركزة في قطاع غزة بشن حرب واسعة ما لم تتوقف قوات الاحتلال عن استهداف الفلسطينيين والمسجد الأقصى.

وقالت إدارة بايدن مؤخراً إنها لن تتخلى عن اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، كما أنها تسعى بشكل مستمر لتحفيز مزيد من الدول على الانضمام لاتفاقات التطبيع التي بدأها الرئيس السابق دونالد ترامب في أواخر أيامه بالحكم.

وفي حين تشغل القضية الفلسطينية حيزاً متزايداً في الآونة الأخيرة بسبب الاعتداءات المتصاعدة التي يشنها المستوطنون اليهود بدعم من قوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى وفلسطينيي القدس المحتلة، كانت إدارة جو بايدن قد لعبت دوراً في وقف المواجهة العسكرية التي اندلعت بين قوات الاحتلال وحركات المقاومة الفلسطينية المتمركزة في قطاع غزة خلال مايو 2021، والتي امتدت إلى داخل المدن الفلسطينية المحتلة.

وخلال العام الماضي، بدت واشنطن متمسكة بتمديد أجل الهدنة التي تم التوصل إليها بين الجانبين بوساطة مصرية قطرية، رغم أنها لم تتخذ أي خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع عزة كما تعهدت بعد وقف الحرب.

وقد أثارت تهديدات المقاومة بشن حرب واسعة ما لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مخاوف الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين، فضلاً عن تهديدات السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات تصعيدية للرد على سلوك 'تل أبيب'؛ خصوصاً في ظل عدم تحريك حل الدولتين الذي تعهدت واشنطن بإحيائه خلال وبعد الحرب الأخيرة.

تعزيز مكانة 'إسرائيل'

المحلل السياسي الدكتور أسامة أبو أرشيد، قال إن القمة لم يتم التأكد منها حتى الآن، وإن ما يجري الحديث عنه هو لقاء بين بايدن وعدد من قادة المنطقة برعاية إسرائيلية وفي مكان غير معروف.

وفي تصريح لـ'الخليج أونلاين'، أضاف أبو أرشيد أن دوافع هذا اللقاء تتمثل في رغبة الولايات المتحدة تأكيد ضمانها لأمن حلفائها بالمنطقة، خصوصاً مع تزايد مخاوف هؤلاء الحلفاء من انسحاب أمريكي متواصل من المنطقة.

كما أن الولايات المتحدة تريد أيضاً البناء على 'قمة النقب' وترسيخ اتفاقات التطبيع الجديدة، والتأكيد على التزامها بمواصلة التطبيع، وهو ما يعني أن واشنطن تنفي فرضية انسحابها من الشرق الأوسط وإحداث فراغ أمني، حسب أبو أرشيد.

ولفت المحلل السياسي إلى أن إدارة بايدن تحاول أيضاً التأكيد على أنه لا مجال حالياً لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال، وهو ما صرّحت به السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة مؤخراً.

وخلص أبو أرشيد إلى أن اللقاء المرتقب سيتجاهل قضية فلسطين تماماً، حتى لو شمل اجتماعاً بين بايدن والرئيس محمود عباس، وأنه يهدف بالأساس إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن الإدارة الحالية ستواصل السير على نهج إدارة دونالد ترامب فيما يتعلق بتعزيز قوة 'إسرائيل' بالمنطقة.

قضايا متعددة

على الرغم من ذلك، فإن ثمة العديد من القضايا الشائكة الأخرى التي قد تكون سبباً في عقد القمة المرتقبة، ومن بينها ملف إيران النووي الذي فقد الكثير من الزخم مؤخراً، إضافة إلى تزايد تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، ورغبة بعض الأطراف في إعادة الزخم إلى اتفاقات التطبيع التي بدأت أواخر 2020.

من بين هذه القضايا، ملف إيران النووي الذي يواجه جموداً كبيراً وصل إلى حد تأكيد مسؤولين إسرائيليين لصحيفة 'إسرائيل اليوم'، أواخر أبريل 2022، أن واشنطن على وشك أن تقترب من إعلان فشل مفاوضات فيينا المتعلقة به؛ بسبب تمسك الإيرانيين برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية.

وكانت 'تل أبيب'، وما تزال، راغبة في إنهاء هذه المفاوضات، وهي تتشارك هذا الهدف مع الرياض وأبوظبي والمنامة، وقد تحدثت صحف عبرية مؤخراً عن تحالف إقليمي عسكري يتشكل يضم دولة الاحتلال ودولاً أخرى في المنطقة لمواجهة 'الخطر الإيراني'.

هناك أيضاً حالة الفتور المسيطرة على العلاقات الأمريكية السعودية والعلاقات الأمريكية الإماراتية، والذي تزايد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وبعد الموقف الأمريكي من هجمات الحوثيين على الرياض وأبوظبي، والذي يعتبره البلدان الخليجيان 'غير كافٍ'.

وعلى المستوى الدولي، ما تزال الولايات المتحدة تحاول حشد أكبر عدد ممكن من الدول ضد موسكو التي لم توقف غزوها لأوكرانيا رغم العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي فرضها عليها الغرب، ورغم التراجع الكبير لأدائها في أرض المعركة.