18 يوما من التوتر والعطش.. ساكنة أولاد يوسف ببني ملال تحكي فصول اعتصام "مول الشاطو" (فيديو)
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
بعد دهسها بسيارة على الشاطئ.. نقل الطفلة غيثة للعلاج بإيطالياخيم التوتر على دوار أولاد يوسف، نواحي بني ملال، طيلة 18 يوما، بعد أن اختار شاب الاعتصام فوق خزان الماء الذي يزود الساكنة بمياه الشرب، في واقعة بدأت بالتعاطف مع المحتج، قبل أن يزحف الغضب على هذا التعاطف، بسبب انقطاع الماء والتصرفات العنيفة للمعتصم.
بداية القصة
بدأت القصة حين صعد الشاب "بوعبيد" فوق خزان الماء (الشاطو)، احتجاجا على ما قال إنه "ظلم وتعدّ من أبناء عمومته"، متّهماً إياهم بالاعتداء عليه وسرقة بعض أغراضه، كما زعم بأن والده "قُتل"، في حين يقول بعض جيرانه إن الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية.
وفي هذا الصدد، قال أحد جيرانه الدوار وعضو الجمعية المكلفة بتدبير مياه الشرب: "بمجرد ما صعد إلى الخزان، اتصلت بالمقدم، وأخي الذي يرأس جمعية توزيع الماء أخبر القائد، فحضرت جميع السلطات من اليوم الأول، وحاولت إقناعه بالنزول. لكن دون جدوى".
وأضاف أنهم طلبوا منه النزول لمحاورته، كما مدوه بالأكل والماء. لكنه رفض، ورفع مطالب "غير منطقية"، وأشار إلى أن هذا الشخص معروف بإزعاجه لجيرانه، و"كان يصعد سابقا فوق الخزان لكنه كان ينزل بعد وقت وجيز، أما هذه المرة فرفض المغادرة نهائيا".
تجمهر وتوتر
في السياق ذاته، قال أحد القاطنين بالمنطقة، إنهم طيلة أيام الاعتصام، ظلوا يعيشون تحت ضغط دائم، بحيث يتجمهرون بشكل يومي حول الخزان، مع وجود أمني مستمر، وأجواء مشحونة زادت من منسوب القلق، خصوصا بعد اضطرار الجمعية إلى توقيف تزويد السكان بالماء الشروب.
وأوضح أن السكان ارتابوا من شرب الماء، خشية أن يضع شيئا في الخزان أو يلوّث الماء عمدا، فاضطر الكان في ظل هذا الوضع إلى البحث عن أماكن أخرى لجل مياه الشرب، قبل أن تنتهي الأزمة ويتم تنظيف الخزان وإعادة تشغيله.
وقال أحد الجيران إنه مباشرة بعد نهاية الاعتصام بتلك الطريقة الدرامية، التي كادت أن تودي بحياة أحد عناصر الوقاية المدنية، "اختفت كل من والدة المعتصم وأخوه مغادرين المنطقة، لأنه وضعهم في دائرة اللوم و"جاب ليهم الشوهة".
نهاية درامية
بعد فشل كل محاولات الحوار، قررت السلطات إنهاء الاعتصام بشكل سلمي، يقول أحد السكان، فتم قطع الماء والطعام عنه في مرحلة لاحقة لدفعه إلى النزول، وبعد ذلك قال إنه بدأ يفقد الوعي ولا يستطيع الحركة، فطالب بمساعدته على النزول.
في هذه اللحظة، يضيف المتحدث، تطوع "عنصر من الوقاية المدنية وصعد إليه لإنزاله، لكنه باغته وانهال عليه بالضرب بقضيب حديدي، قبل أن يهدده برميه من فوق"، مطالبا بمده بهاتف نقال وطعام. لكن عنصر الوقاية المدنية، في غفلة من المعتصم، قفز من فوق فاعترضه زملاءه بوسادة هوائية.
وبعد ذلك، يضيف السكان، قبل أن تتدخل السلطات،ارتمى الشاب من فوق خزان الماء لكنه لم يصل الأرض، بل ظل معلقا بحبل من عنقه، قبل أن يتم إنقاذه، ونقله للمستشفى لتلقي العلاج.