عرشان: جائزة الماء بمهرجان تيفلت ليست بهرجة بل صرخة تحذير من أزمة العطش
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
بالفيديو.. تعاون أمني إسباني مغربي يحبط تهريب أزيد من 15 طن حشيشأكد عبد الصمد عرشان، رئيس مجلس جماعة مدينة تيفلت، أن إطلاق "جائزة الماء" ضمن فعاليات مهرجان تيفلت لم يأت من فراغ، بل جاء استجابة للظروف المناخية الصعبة التي يواجهها المغرب، وتنزيلا لتوجيهات الملك محمد السادس الداعية إلى ترشيد استهلاك الماء والحد من مخاطره.
وأوضح عرشان أن هذه المبادرة تحمل بعدا عمليا وتوعويا في الآن ذاته، قائلا: "بصفتنا مجلسا وشريكا أساسيا في تنظيم هذا المهرجان، فكرنا في كيفية تقديم مساهمة ملموسة للمواطن، وخاصة ساكنة تيفلت التي تعاني من أزمة حقيقية في تزويدها بالماء".
وأشار المتحدث إلى أن المسؤولية مشتركة بين المواطن والمؤسسات، مشددا على ضرورة ترسيخ وعي جماعي باستخدام الماء بشكل ذكي ورشيد، ومضيفا أن المنتخبين والسلطات المحلية عليهم واجب مواكبة هذا التحول عبر سياسات فعالة، وهو ما يتم الاشتغال عليه عبر لقاءات دورية مع مسؤولي القطاع لتشخيص الإشكالات التي تعترض إيصال الماء الصالح للشرب.
وفي حديثه عن التحولات المؤسساتية، أبرز عرشان أن المكتب الوطني للماء لم يعد يدبر ملف الماء بل دخلت هناك شركات مساهمة، ما يفرض فترة انتقالية لتكيّف المؤسسة مع مهامها الجديدة ومعالجة الأعطاب القائمة، قائلا في هذا الصدد: "نطمئن الساكنة بأن الأمور تُعالج وتأخذ مسارها الصحيح، ولكننا في حاجة ماسة إلى تغيير نمط تعاطينا مع الماء، لأنه لم يعد متوفرا كما في السابق".
وأكد عرشان أن جائزة الماء ليست مجرد فكرة رمزية، بل تجربة واقعية تهدف إلى التحسيس بأن المغرب يعيش شحا حقيقيا في الموارد المائية، مضيفا: "إذا لم نحسن استخدام هذه المادة، سنجد أنفسنا في أزمة عطش لا نتمناها لبلادنا ولا لأبنائنا".
واعتبر عرشان أن المهرجان لم يعد مجرد مناسبة للفرجة والموسيقى، بل صار منصة حقيقية لبث رسائل اجتماعية وتنموية، وقال: "الفكرة تحمل اليوم رسالة نبيلة تحث الجميع على الترشيد والتضامن، وعلى المواطن أن يدرك أننا في وضع مقلق، وأننا إذا لم نتدارك الأمر، فإن العواقب ستكون وخيمة".
وختم عرشان تصريحه بالإعلان عن الدخول في شراكة مرتقبة مع جامعة محمد الخامس من أجل تعميق هذه التجربة وتوسيع نطاقها، موضحا أن الهدف ليس إصدار توصيات بقدر ما هو تحفيز مختلف الجهات على الاضطلاع بدورها، بعيدا عن الشعبوية.
وأردف قائلا: "الحكومة تشتغل وفق برنامج واضح وتنفيذا لتوجيهات الملك، وهناك مشاريع مائية كبيرة أنجزت في وقت قياسي، مثل محطات تحلية المياه. لكن في المقابل، علينا نحن محليا أن نكون في مستوى التحدي، وأن نرافق المواطن في فهم أبعاد هذه الأزمة، لأن الحل لا يمكن أن يكون مركزيا فقط، بل يجب أن ينبع من وعي جماعي مشترك".