جهاز السكانير معطل منذ 4 سنوات.. غياب طبيب أشعة يفاقم معاناة آلاف المرضى بمستشفى ابن امسيك
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
النفط يتراجع عند تسوية تعاملات الجمعة ويسجل خسائر أسبوعيةرغم أن المستشفى الإقليمي ابن امسيك يعتبر المتنفس الصحي الأساسي لساكنة منطقة ابن امسيك وسباتة وما جاورهما، إلا أن المواطنين مازالوا يعانون من حرمانهم من واحدة من أهم الخدمات الطبية الحيوية، وهي خدمة الفحص بجهاز السكانير، وذلك رغم وجود الجهاز منذ ما يقارب أربع سنوات داخل أسوار المستشفى.
المفارقة الصادمة تكمن في أن هذا الجهاز، الذي اقتني بميزانية عمومية مهمة قصد تقريب الخدمة الصحية من المواطنين والتخفيف من معاناتهم، ظل مجرد قطعة ديكور داخل المستشفى، لم يشتغل يوما بسبب غياب طبيب مختص في الأشعة مؤهل لتشغيله.
أمام هذا الوضع، يجد المرضى أنفسهم مجبرين على التنقل إلى مستشفيات بعيدة مثل مستشفى ابن رشد أو مستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء، أو حتى اللجوء إلى المصحات الخاصة التي تفرض أسعارا باهظة قد تصل إلى مبالغ مالية خيالية.
هذا العبء المالي والجسدي يزيد من معاناة الأسر الفقيرة والمتوسطة، خاصة وأن المنطقة تعرف كثافة سكانية كبيرة، ما يجعل الحاجة إلى هذه الخدمة الطبية ملحّة.
وحسب فاعلين محليين، فإن غياب تفعيل خدمة "السكانير" يطرح أكثر من علامة استفهام حول مسؤولية القائمين على قطاع الصحة محليا وجهويا، خصوصا أن الجهاز موجود منذ سنوات ولم تبذل مجهودات كافية لتوفير الموارد البشرية اللازمة لتشغيله. الأمر يعكس، حسب متتبعين، ضعف الحكامة الصحية وسوء التدبير، حيث يتم التركيز على توفير المعدات دون التفكير في استدامة تشغيلها.
وقال سعيد عاتيق، الفاعل السياسي البارز بمدينة الدار البيضاء، إن حالة التوتر والاحتقان التي شهدها المستشفى الإقليمي بنمسيك في الأشهر الماضية، عقب قرار وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتنقيل المديرة السابقة إلى مستشفى آخر، ليست مفاجئة بل لها ما يبررها اليوم.
وأوضح عاتيق، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن القرار الذي وصفه آنذاك المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بأنه جاء دون مبررات واضحة، أثار موجة واسعة من الاستياء داخل الأوساط الصحية. وأضاف أن ذلك الاستياء كان مرتبطا بالتداعيات المحتملة على سير الخدمات الطبية الحيوية بالمستشفى، وهو ما أثار قلق الموظفين والمرضى على حد سواء.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الوضع لم يتحسن مع مرور الوقت، بل تفاقم، خصوصا فيما يتعلق بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي IRM. وقال عاتيق: "اليوم تتعالى شكاوى المرضى من غياب خدمات هذا الجهاز بالمستشفى، وهو ما يطرح تساؤلات جدية: هل الجهاز معطل عن العمل؟ أم أنه لم يتم توفيره بالمرة؟"، مضيفا أن غياب هذه الخدمة يعد أمرا مرفوضا وغير مقبول، نظرا لأهمية التصوير بالرنين المغناطيسي في التشخيص الطبي الدقيق ومتابعة الحالات المرضية الحرجة.
واختتم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن حل هذه الإشكالية يجب أن يكون أولوية قصوى للسلطات الصحية، من خلال صيانة الأجهزة الطبية أو توفير البدائل المناسبة، لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية للمواطنين دون تعطيل.