الفاتحي يحذر من أياد خفية تسعى لخدش استقرار المغرب واستغلال احتجاجات القاصرين
klyoum.com
شهدت الساحة المغربية مؤخرا تحولات في الحراك الشبابي، حيث تحولت بعض المظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح إلى أعمال عنف وتخريب استهدفت الممتلكات العامة والخاصة، مما أثار قلقا واسعا في الأوساط السياسية والاجتماعية حول دوافع هذه التحولات والجهات التي قد تقف وراءها.
وفي هذا السياق، كشف المحلل السياسي عبدالفتاح الفاتحي، في تصريح لجريدة "العمق"، أنه ليس هناك ما يبرر أعمال العنف التي طالت المنشآت العمومية والخاصة، مما يعني وجود أياد غير آمنة تحاول خدش الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي يميز المملكة عن باقي دول المنطقة.
أوضح فاتيحي أن خروج التظاهرات الشبابية عن طابعها السلمي مس في العمق مشروعية مطالبها، بعدما كانت قد حظيت بإجماع وطني يدفع بالفاعل الحكومي إلى التسريع بإيجاد حلول تخدم في النهاية الصالح العام وتدفع بالبلاد نحو الارتقاء والتقدم.
أكد المحلل السياسي على أنه يجب على الجميع أن يكون حذرا من عبث أعداء الوطن حتى لا يتسللوا وسط مظاهرات المحتجين السلميين، مشددا على ضرورة عزل المغرر بهم للقيام بأعمال تخريبية تمس بأمن وسلامة الوطن، وفقا لما أورده المصدر.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المطالب يجب أن تتبلور ظاهريا من خلال حامليها لمباشرة حوار مسؤول ينتهي بالتوافق على إيجاد حلول لها، بالقدر الذي يحصن مكتسبات الإجماع الوطني على أن أمن الوطن واستقراره خط أحمر لا يمكن العبث فيه مهما كانت المبررات.
وتابع الفاتحي أن الإحصاءات تؤكد أن السواد الأعظم للمشاركين في أعمال التخريب هم من القاصرين بنسبة تزيد عن 70 في المائة، وهو ما يعني، حسب المصدر، أن هذه السلوكات صادرة عن جهات فاقدة للأهلية، مما يتطلب البحث حول ما إذا كانت هناك جهات تغرر بهم للقيام بالتخريب وإفساد جدية المطالب المشروعة.
وأضاف أنه من الطبيعي أن تستغل بعض الجهات المعادية هذه التظاهرات حتى تيسر تجرعها لمرارة الخيبات الدبلوماسية والاجتماعية أمام النجاحات المغربية، ولاسيما فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية.
وأمس الخميس، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الأشكال الاحتجاجية التي تعرفها مناطق المملكة، اتخذت أول أمس الأريعاء منحى تصعيديا جسيما بتحولها إلى تجمهرات مست بالأمن والنظام العامين، تخللتها أعمال عنف وشغب خطيرة.
وكشف المتحدث أن أعدادا كبيرة من القاصرين انخرطت في هذه الاحتجاجات بشكل مثير للاستغراب، تعدت في المجمل نسبة 70 في المائة من مجموع المشاركين، وعرفت استعمال أسلحة بيضاء والرشق بالحجارة وتفجير قنينات للغاز وإضرام النيران في العجلات المطاطية.