الشباب المغربي يصنع الفرق.. جائزة المغرب للشباب تكرم الإبداع وتكرس ثقافة الاعتراف
klyoum.com
احتضنت المكتبة الوطنية، اليوم الجمعة، فعاليات الدورة الثانية من جائزة المغرب للشباب، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، والتي ترأس حفلها وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العمومية.
الوزير بنسعيد شدد، في كلمته بالمناسبة، على أن هذه الجائزة ليست مجرد مناسبة لتوزيع الجوائز أو الاحتفال بالنجاح، بل تمثل تجسيدا حقيقيا لثقافة الاعتراف بالجهود والثقة الكاملة في الشباب المغربي، مبرزا أن الدورة الثانية، كسابقتها، عرفت إقبالا لافتا من الشباب، وهو ما يعكس طموحا عميقا لديهم نحو التميز والابتكار، مؤكدا أن المشاريع المتقدمة ليست فقط أفكارا حالمة بل حلول عملية لإشكاليات مجتمعية ملموسة.
ومن خلال تأكيده أن الشباب الفائزين ليسوا فقط حاملي جوائز بل جزء من الحل، أشار الوزير إلى أهمية دمج الشباب في معادلة التنمية، معتبرا إياهم قدوة ومصدر إلهام للعمل على مبادرات مستقبلية. وخص بالذكر شبابًا مثل حمزة، ملك، ياسين وعلي، الذين واصلوا تطوير مشاريعهم في مجالات المقاولة، البحث العلمي، الإبداع الثقافي، والفن، بعد تتويجهم في الدورة السابقة.
وشدد بنسعيد على أن الاعتراف بمجهودات الشباب يشكل خطوة أساسية في بناء الثقة، وتعزيز الإبداع، وتثبيت قناعة أن المجتمع حاضن لطموحات شبابه، حيث يجد كل فاعل شاب مكانا لتقدير أفكاره واحتضان مشروعه، مضيفا أنه لا يتم فقط الاحتفاء بالفائزين، بل رسالة واضحة مفادها التقدير والإيمان بقدرتهم على إحداث الفرق.
الإقبال الكبير الذي عرفته الجائزة في مرحلتها الثانية لم يكن، بحسب الوزير، مجرد أرقام بل تعبير صادق عن الطموح الشبابي نحو المساهمة في مواجهة التحديات، والمشاركة الفعلية في مسار التنمية الشاملة التي تعرفها المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.
كما ذكّر بنسعيد بما جاء في خطاب العرش لسنة 2023، حيث أكد الملك أن "الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف وتسلح بالجد وروح الوطنية، يبهر العالم بإنجازاته".
وقد توجت الجائزة في دورتها الثانية نخبة من الشباب الذين تألقوا في مجالات مختلفة، مجسدين بأفكارهم ومبادراتهم روح الابتكار والمسؤولية المجتمعية، حيث كانت مشاركاتهم خير دليل على قدرة الشباب المغربي على تحويل التحديات إلى فرص.
في مجال البحث العلمي، حازت شيماء رشدي على المركز الأول بفضل مشروعها الرائد "استكشاف طرق جديدة لتحسين كمية ونوعية الحيوانات المنوية"، الذي يركز على تقييم تأثير بعض العوامل الإتيولوجية على سلامة الحمض النووي للحيوانات المنوية والهرمونات التناسلية، ومعدل نجاح تقنيات التلقيح الاصطناعي.
ومن خلال اعتمادها تقنيات بيوكيميائية حديثة، نجحت في تطوير أول وحدة وطنية متخصصة في استكشاف العقم الذكوري، ما أتاح للطواقم الطبية مؤشرات دقيقة لفهم الوضعيات الصحية المرتبطة بالخصوبة، مع اقتراح مكملات غذائية مضادة للأكسدة كحل علاجي حديث.
أما في مجال التكنولوجيا، فقد تميزت نسرين صديق بمشروعها "لومينا"، وهو نموذج مبتكر لأول مركبة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية في المغرب، بمقعد واحد وتصميم مستقبلي عصري. المشروع لا يتطلب رخصة قيادة، وتم اختباره في ظروف مناخية قاسية بجبال إفران. من أبرز خصائص المركبة قدرتها على شحن ذاتي خلال الحركة بفضل نظام ذكي لإدارة الطاقة مطور بالكامل محلياً، ما يخفض وقت الشحن الكامل إلى ساعتين فقط، ويجعل منها حلاً حضرياً بيئياً وفعالاً.
في مجال العمل التطوعي، نالت كنزة سمود جائزة التميز عن مبادرتها "شباب ضد الأخبار الزائفة"، التي تركز على تمكين الشباب من أدوات التفكير النقدي ومهارات مواجهة الأخبار المضللة. المبادرة تُنفذ عبر ورشات تطبيقية ميدانية داخل الجامعات والأحياء الهشة، مستهدفة فئات شبابية معرضة لمخاطر التطرف أو الهجرة غير النظامية، كما تشمل خريجي مؤسسات الإصلاح. وتعتمد المقاربة التفاعلية للمشروع على إشراك المستفيدين مباشرة في بناء قدراتهم وتحفيزهم على الوعي الإعلامي والمواطنة الفاعلة.
وفي مجال المقاولة، تألقت خديجة عبوا حسو بمشروعها "شيبس صحي مجفف بالتجميد"، الذي يقدم بديلاً صحياً مبتكراً لمنتجات السناك التقليدية. باستخدام تقنية متطورة تعتمدها وكالة "ناسا" لتجفيف الأغذية، يتم إنتاج شرائح طبيعية %100 من الفواكه والخضروات، خالية من السكر والمواد المضافة والغلوتين، وتحافظ على قيمتها الغذائية كاملة، ما يجعل منها خياراً غذائياً مثالياً وخفيفاً، موجهاً للمستهلك الواعي والصحي.
وفي المجال الفني والثقافي، نال أمين مكروم التتويج عن مشروعه "استوديو لايزي دريمرز المغرب"، الذي يسعى إلى تأسيس صناعة أنمي مغربي راقٍ، يستلهم القصص والتراث المحلي، ويقدمه بأساليب فنية مستوحاة من الأنمي الياباني. يهدف المشروع إلى تعزيز الحضور المغربي في الساحة الثقافية العالمية، عبر إنتاج محتوى بجودة عالية وباللغات المتعددة، إلى جانب توفير برامج تدريبية للشباب، وفتح آفاق التعاون الدولي في هذا القطاع الإبداعي الواعد.