بعد قرار التعليق.. جمعية السوسيولوجيا الإسرائيلية: نرفض الحرب على غزة و"العقوبة خاطئة"
klyoum.com
في أول رد رسمي لها على قرار الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) بتعليق عضويتها، على خلفية الإبادة الجماعية في غزة، عبرت الجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع (ISS) عن أسفها لما أسمته بـ"الواقع الذي أدى إلى قرار التعليق"، مشيرة إلى وجود تباين داخلي في مواقف أعضائها، بين من يراه "احتجاجا مشروعا"، ومن يعتبره "عقوبة خاطئة التوجيه".
ففي بلاغ نشرته مساء أمس الخميس 03 يوليوز 2025، أعربت الجمعية الإسرائيلية عن "قلقها العميق إزاء حجم الدمار والموت والمعاناة الإنسانية المروعة التي لحقت بسكان غزة على يد الحكومة الإسرائيلية"، معتبرة أن بعض أعضائها منخرطون في احتجاجات وأبحاث تنتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تأمل "إنهاء العنف والحرب، والتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وتحقيق حل سياسي عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وقالت الجمعية الإسرائيلية في بلاغها، اطلعت عليه جريدة "العمق": "بصفتنا علماء اجتماع ومواطنين، يشارك العديد منا، في ظل القيود المفروضة على النقد داخل الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني في إسرائيل، في جهود متواصلة للاحتجاج، والتوثيق، ومعارضة سياسات الحكومة وأفعالها. وتشمل هذه الجهود بيانات علنية، والمشاركة في التظاهرات، والتعليم والبحث الذي يتحدى السرديات السائدة، والتضامن مع الزملاء والمجتمعات المستهدفة".
وأضاف البلاغ أن قرار تعليق العضوية أحدث تباينا في ردود الأفعال داخل الجمعية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن البعض اعتبر تعليق العضوية خطوة احتجاجية مشروعة في ظل حجم الدمار غير المسبوق في غزة ومسؤولية الحكومة الإسرائيلية عنه، فيما اعتبر آخرون أن "التعليق يُمثل عقوبة خاطئة التوجيه، لا تأخذ بعين الاعتبار وضع علماء الاجتماع الإسرائيليين العاملين في ظل القمع السياسي المتزايد وتراجع هامش الحريات".
إقرأ أيضا: إعلان مفاجئ لاجتماع “السوسيولوجيين الشواذ” بمنتدى الرباط يفجر جدلا جديدا.. ودعوات لتدخل الدولة
وحذرت الجمعية أن "التعليق قد يُضعف أحد المواقع القليلة المتبقية للمقاومة النقدية داخل المجتمع الإسرائيلي، وقد يؤدي من غير قصد إلى تعزيز جهود اليمين لقمع حرية الأكاديميا"، معتبرة من أن البعض يرى أن استهداف جمعية وطنية معينة بالتعليق يتعارض مع التزام الجمعية الدولية المعلن بـ”تمثيل علماء الاجتماع في كل مكان، بغض النظر عن مدارسهم الفكرية أو مناهجهم العلمية أو مواقفهم الأيديولوجية”.
وختم البلاغ بالقول: "على الرغم من هذا الاختلاف، فإننا موحدون في قلقنا على حياة وكرامة جميع شعوب المنطقة، وفي التزامنا بدور علم الاجتماع كعلم نقدي ومنخرط في زمن الشدائد. ونبقى متمسكين بالحوار العلمي الدولي وبالمهمة المشتركة لمواجهة الظلم، ونأمل أن تعيد الجمعية الدولية النظر في قرارها مستقبلا".
إقرأ أيضا: “أغلقنا الباب فلنحذر النافذة”.. تحذيرات من “تسلل” إسرائيليين لمنتدى الرباط رغم تعليق عضوية رابطتهم
ويأتي هذا الرد في سياق الجدل الواسع الذي سبق انطلاق المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، المنعقد في الرباط، حيث كانت مشاركة باحثين إسرائيليين قد فجرت موجة احتجاجات واسعة، بلغت حد إعلان مئات الباحثين المغاربة والأجانب مقاطعتهم للتظاهرة، وإعلام الهيئة المغربية للسوسيولوجيا رفضها أي مشاركة إسرائيلية، معتبرة أنه "لا مكان لمن يمس حقوق الفلسطينيين" في المنتدى.
ورغم إعلان الجمعية الدولية في وقت سابق عن تعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا، إلا أن ذلك لم ينهِ الجدل، إذ عبر العديد من الباحثين والنشطاء عن مخاوف من “تسلل” إسرائيليين بشكل فردي إلى المنتدى، محذرين من "إغلاق الباب وترك النافذة مفتوحة"، وفق تعبير الدكتور عصام الرجواني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
إقرأ أيضا: الجمعية الدولية للسوسيولوجيا ترد على دعوات مقاطعة منتدى الرباط.. وباحثون يرفضون “الحياد الأكاديمي”
واستندت دعوات المقاطعة، التي أطلقها عشرات الباحثين المغاربة والعرب والدوليين، إلى ما وصفوه بـ"تواطؤ علمي مع الإبادة الجارية في غزة"، متهمين الجمعية الدولية بعدم الوضوح في الفصل بين مشاركة المؤسسات الإسرائيلية ومشاركة الأفراد المنتمين إليها، وهو ما دفع الحملة الدولية للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل (PACBI) إلى الدعوة لمقاطعة المنتدى بشكل كامل.
وكانت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا قد تبنت موقفا واضحا، رفضت فيه استقبال أي وفد أو أكاديمي إسرائيلي، استنادا إلى الإبادة المستمرة في قطاع غزة، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، فيما اعتبر بعض الباحثين أن موقف الجمعية الدولية "يختبئ وراء الحياد الأكاديمي"، الذي تحول إلى ذريعة لتطبيع غير معلن مع الاحتلال.
إقرأ أيضا: منسق هيئة السوسيولوجيا يوضح خلفيات رفض استقبال الإسرائيليين: لا مكان لمن يمس الفلسطينيين
وفي هذا السياق، تُطرح تساؤلات جديدة حول مدى التزام الجمعية الدولية بتعهدها بتعليق عضوية الجمعية الإسرائيلية، وحول وجود آليات حقيقية لمنع مشاركة غير مباشرة عبر أسماء منفردة أو مؤسسات غربية حليفة.
يُشار إلى أن المنتدى الدولي للسوسيولوجيا، الذي تحتضنه الرباط من 6 إلى 11 يوليوز الجاري، يعيش على وقع تصاعد التوترات بسبب "التطبيع الأكاديمي"، وسط دعوات متزايدة إلى فرض رقابة صارمة على لائحة المشاركين، وتفادي تحويل المغرب إلى منصة لتبييض الاحتلال تحت غطاء أكاديمي.
إقرأ أيضا: “إبادة غزة” تدفع الهيئة المغربية للسوسيولوجيا لرفض استقبال الإسرائيليين في المنتدى العالمي بالرباط