جفاف وأضرار بالملايين.. واستثمارات فلاحين بدكالة تتبخر تحت حرارة الشرقي (فيديو)
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
إحباط محاولة تهريب 4 أطنان ونصف من الشيرا بطنجة كانت متجهة لأوروباضربت موجة حر شديدة مصحوبة برياح "الشرقي" منطقة بولعوان بإقليم الجديدة، ما أدى إلى تدمير شبه كامل لمحاصيل العنب الدكالي. وبلغت درجات الحرارة نحو 46 درجة مئوية على مدى ثلاثة أيام متتالية، مما تسبب في تلف واسع للمزروعات، وزاد من معاناة الفلاحين الذين يعانون أصلا من انقطاع مياه السقي.
وحمل نبيل الريطب، رئيس تعاونية المردودية لإنتاج العنب الدكالي ببولعوان، الجهات المسؤولة مسؤولية ما وصفه بـ"انقراض المنتوجات الفلاحية". وقال: "أي مشروع فلاحي ينقرض، فالسلطات هي السبب". وأضاف أن موجة الشرقي دمرت كل المزروعات، وأفقدت الفلاحين مورد رزقهم الوحيد.
وأكد في حديثه أن الفلاحين لجأوا إلى مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية بحثا عن حل لأزمة السقي، لكنهم واجهوا جميعا الجواب نفسه: "لا مياه متوفرة". وقد أدى الاعتماد الكامل على الآبار إلى استنزاف الفرشة المائية، ما زاد الوضع تأزما، ودفعهم إلى مناشدة الملك قصد التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى.
وذكر أن الفلاحين استثمروا مبالغ ضخمة في مشروع زراعة العنب ببولعوان، بعد سنوات من الاشتغال في الزراعات المعيشية. وبلغت قيمة الاستثمارات الفردية ما بين 40 و100 مليون سنتيم، حسب ما أكده ميلود عزمي، فلاح ورئيس جمعية المياه المخصصة للأغراض الزراعية.
وعبر ميلود عن معاناة منطقة دكالة من الانقطاع التام لمياه السقي منذ سنة 2020، ما أجبر الفلاحين على الاعتماد الكلي على مياه الآبار. وتسبب هذا الضغط المتزايد في استنزاف كبير للفرشة المائية الجوفية، مما زاد الوضع الفلاحي هشاشة.
وأكد أن الفلاحين حاولوا مجابهة الوضع بوسائلهم الذاتية، لكن أزمة الجفاف خرجت عن السيطرة. وأوضح عزمي أن كل محاولات المواكبة باءت بالفشل بسبب غياب الدعم الحكومي، رغم التوجه إلى وزارة التجهيز والماء، وطلبهم حصة بسيطة من مياه السقي.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن جمعيات وتعاونيات فلاحية راسلت وزارة الفلاحة لطلب تدخل عاجل، لكن دون جدوى. كما أوضح عزمي أن المشروع يشغل نحو ألف أسرة من مختلف الدواوير المجاورة لبولعوان، ورغم ذلك "لم تتلق مطالب الفلاحين أي اهتمام يذكر".
وأكد أحد الفلاحين أن المنطقة لم تعرف انقطاعا لمياه السقي منذ سنة 1999، لكن السنوات الست الأخيرة شهدت تحولات جذرية. وقال: "انكمشت المساحات المزروعة، وتراجع تنوع الإنتاج، ولم تجد احتجاجاتنا ومطالبنا آذانا صاغية".
واستشهد ميلود عزمي بمضامين الملك محمد السادس سنة 2018، الذي دعا فيه الحكومة إلى تأهيل الفلاحين الصغار وتشجيعهم على إطلاق مشاريعهم الإنتاجية. وقال: "لبينا نداء جلالة الملك، واستثمرنا في مشاريع العنب، لكن المسؤولين يرفضون منحنا حتى حصة واحدة من مياه السقي".
وأعرب المتحدث ذاته عن قلقه البالغ بشأن مصير الفلاحين بعد "الخراب الذي طال محاصيلهم، في ظل غياب تام لأي تدخل أو خطة إنقاذ ملموسة"، مقدرا حجم الخسائر الإجمالية بنحو 90 مليون درهم. وقال بأسى: "أملك خمس هكتارات، استثمرت فيها 100 مليون سنتيم، وزرعت ما يقارب 10 آلاف شجرة عنب دكالي… لم تنجُ واحدة منها. اقترضت 80 مليون سنتيم لتمويل المشروع، واليوم وجدت نفسي أمام الخسارة المطلقة، كل شيء ضاع".
ودعا الحكومة إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ ما تبقى من أشجار العنب، وتقديم تعويضات للفلاحين الذين يعيشون على حافة الانهيار.