اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

تقرير رسمي "يفضح" تقاعس وزارة البواري في التحول لنظام الري الموضعي

تقرير رسمي "يفضح" تقاعس وزارة البواري في التحول لنظام الري الموضعي

klyoum.com

فضح تقرير للمجلس الأعلى للحسابات حول أنشطته برسم 2023-2024، تقاعس وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في التحول إلى نظام الري الموضعي للحد من استنزاف المياه الجوفية، ودعا إلى تسريع وتيرة التحول إلى هذا النظام وتعميمه لضمان الاستخدام الفعال والمستدام للموارد المائية.

وأشار تقرير المجلس إلى أن الفلاحة هي القطاع الأكثر طلبا للموارد المائية في المغرب بحجم طلب قدر بـ14,5 مليار متر مكعب سنة 2020. داعيا إلى التدبير الرشيد والمستدام لموارد المياه المخصصة للسقي باعتباره خيارا استراتيجيا للصمود أمام التغيرات المناخية.

وأضاف المصدر ذاته، نقلا عن معطيات لوزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، أن المساحة المجهزة بنظام السقي الموضعي بلغت حتى نهاية سنة 2023 حوالي 794 ألف هكتار، أي ما يقارب 50% من إجمالي المساحة المسقية على الصعيد الوطني، مقارنة بنسبة 43% سنة 2020 و 9% سنة 2008.

وسجل المجلس، الذي يرأسه أحمد رحو أن الجهود المبذولة لعصرنة قنوات نقل المياه من السدود، وتحديث شبكات السقي الجماعي، وتوسيع نطاق استخدام الري الموضعي، لم تمكن من الحد من زيادة الطلب على مياه السقي، مشيرًا إلى تفاقم ظاهرة استنزاف المياه الجوفية نتيجة التوسع في المساحات المسقية بهذه الموارد المائية.

وذكر المجلس الأعلى للحسابات، أنه سجل في مهمته الرقابية حول تثمين السدود، التي أنجزها سنة 2022، وجود إمكانيات كبيرة لتحسين أداء قنوات نقل المياه من السدود إلى المدارات السقوية، حيث سيمكن إصلاح هذه القنوات من توفير كميات مهمة من المياه قد تصل إلى 400 مليون متر مكعب.

كما يمكن تسريع وتيرة التحول إلى السقي الموضعي، ولا سيما عبر تحسين إجراءات التجهيز الداخلي للضيعات الفلاحية في إطار مشاريع التحول الجماعي إلى السقي الموضعي، يضيف المصدر ذاته.

ونقل التقرير عن الوزارة المعنية، أن الفلاحة المسقية تعاني من عجز مزمن في التزود بالمياه في الأحواض المائية باستثناء حوضي اللوكوس وسبو، ويتفاقم هذا العجز خلال فترات الجفاف وانخفاض المخزون الماني للسدود تحت تأثير تغير المناخ.

وتابع المصدر نفسه، نقلا عن وزارة الفلاحة، بأن الوضع يزداد تفاقما بفعل ارتفاع الطلب على الماء الصالح للشرب الذي يحظى بالأولوية في التزود، وبالتالي فإن دوائر الري لا تستفيد إلا مما تبقى من مخزون مياه حقيقات السدود بعد تأمين تلبية طلب الماء الصالح للشرب.

وفيما يخص الجهود المبذولة لتحديث شبكات السقي الجماعي وتوسيع نطاق استخدام الري الموضعي، أفادت الوزارة بأن هذه الجهود مكنت من اقتصاد و توفير مياه الري بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 40% ومضاعفة الإنتاجية وتثمين الماء بـ 2 و 3 مرات، بحسب التقرير.

في المقابل، أوصى المجلس الأعلى للحسابات بتعزيز التدبير المندمج للموارد المائية من خلال الحرص على حماية أكبر للمخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية، والاستعمال المعقلن للمياه السطحية والموارد غير الاعتيادية.

وحث المجلس في تقريره السنوي 2023-2024، على تشجيع اللجوء إلى الموارد المائية غير الاعتيادية، ولا سيما تحلية مياه البحر، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة وتجميع مياه الأمطار، بالإضافة إلى تقليص الكميات المهمة للتسربات في شبكات النقل للرفع من مردوديتها، وحماية أفضل للسدود من ظاهرة التوحل، فضلا عن تسريع إنجاز المشاريع المتعلقة بالربط بين الأحواض المائية.

كما دعا إلى تعبئة التمويلات الضرورية من أجل إنجاز البرامج التي تستجيب للتحديات المطروحة، وبتسريع برامج التحول إلى الري الموضعي.ذكر التقرير بإطلاق في سنة 2020 البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، بغلاف مالي قدره 143 مليار درهم، وذلك للتخفيف من حدة الأزمة المائية، خاصة في ما يتعلق بتأمين الماء الصالح للشرب وتلبية احتياجات القطاعات الإنتاجية.

وأكد المجلس الأعلى للحسابات أن السعة التخزينية الإجمالية للسدود ارتفعت من 18,7 مليار متر مكعب سنة 2020، إلى 7,20 مليار متر مكعب عند متم سنة 2023، وذلك بفضل تشغيل مجموعة من السدود الكبيرة، التي تم الشروع في إنجازها قبل إطلاق البرنامج، مع تسجيل تأخر في تنفيذ بعضها مقارنة مع التوقعات.

وبخصوص تدبير الطلب والاقتصاد وتثمين الماء، بلغت المساحة المجهزة بنظام السقي الموضعي، حتى نهاية سنة 2023، حسب التقرير، حوالي 50 في المائة من إجمالي المساحة المسقية على الصعيد الوطني، مقارنة بـ 43 في المائة سنة 2020.

ورغم الجهود المبذولة لتحديث شبكات السقي الجماعي وتوسيع نطاق استخدام الري الموضعي لتحقيق الاقتصاد في استهلاك المياه، فإن ذلك لم يمكن من الحد من زيادة الطلب على مياه السقي.

وأبرز التقرير أن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027 يروم أيضا إعادة استعمال 100 مليون متر مكعب سنويا من المياه العادمة المعالجة في أفق سنة 2027، مشيرا إلى أن حجم المياه التي تمت معالجتها وإعادة استعمالها خلال سنة 2023 بلغ حوالي 37 مليون متر مكعب، لكن ذلك اقتصر فقط على القطاع الصناعي وسقي المساحات الخضراء، فيما لا يزال اللجوء إلى هذا النوع من المياه جد محدود في القطاع الفلاحي.

وفي ما يخص المخاطر التي قد تواجه تحقيق أهداف السياسة المائية، أوضح تقرير المجلس الأعلى للحسابات أنها تشمل احتمال تفاقم الوضعية المائية الحرجة بسبب التغيرات المناخية، وتأخر إنجاز مشاريع محطات التحلية، وتلك المتعلقة بالري الموضعي، وكذا مشاريع الربط بين الأحواض المائية، بالإضافة إلى مشاريع السدود، وخاصة في المناطق التي تعرف تساقطات مطرية مهمة.

كما تشمل هذه المخاطر تأخر إنجاز مشروع الربط لنقل الكهرباء المتأتية من الطاقات المتجددة، قصد تزويد محطات تحلية مياه البحر، إضافة إلى إشكالية تعبئة التمويلات الضرورية.

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com