كلف 100 مليون درهم.. غضب حقوقي بعد تخريب فضاء "كازابلانكيز" بسبب مهرجان موسيقي
klyoum.com
أثار تدهور العشب الطبيعي والمضمار الرياضي بفضاء "كازابلانكيز" في مدينة الدار البيضاء موجة غضب واستياء في أوساط عدد من الحقوقيين والمهتمين بالشأن الرياضي، بعدما جرى استخدام هذا الفضاء الرياضي في احتضان مهرجان موسيقي، ما ألحق أضرارا جسيمة ببنيته التحتية، رغم كونه مشروعا عموميا ضخما كلف الدولة نحو 103 ملايين درهم.
وتفجرت موجة الغضب عقب تداول صور ومقاطع فيديو توثق لحجم الأضرار التي لحقت بالعشب والمضمار، حيث بدت آثار الدوس والتلف بادية بشكل واضح، ما شكل صدمة للعديد من المتابعين الذين واكبوا مراحل إنجاز هذه المنشأة التي كانت تمثل متنفسا رياضيا حيويا لشباب العاصمة الاقتصادية.
في هذا السياق، عبر حقوقيون عن رفضهم لتحويل فضاء "كازابلانكيز"، الواقع وسط مدينة الدار البيضاء، إلى منصة تجارية تخدم مصالح شركة بعينها، مؤكدين أن هذا التوجه يتعارض مع الغاية الأساسية من إنشاء الفضاء، ومطالبين بتدخل عاجل من جماعة الدار البيضاء وولاية الجهة لوقف ما وصفوه بـ"التسيب والتفريط في المال العام".
وانتقد محمد عماري، نائب المنسق الجهوي للهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب، الوضع المتردي الذي أصبحت تعرفه المنشآت الرياضية بالدار البيضاء، وعلى رأسها فضاء "كازابلانكيز"، معتبرا أن ما يجري داخل هذا المرفق "انحراف خطير عن الأهداف الأصلية التي أنشئ من أجلها".
وقال عماري، في تصريح لجريدة "العمق"، إن العشب الطبيعي تعرض للإتلاف، والمضمار أصيب بتدهور كبير، مضيفا: "ما نراه اليوم لا علاقة له بالرياضة، بل نحن أمام ساحة حفلات وسهرات، وهذا أمر مرفوض تماما، لأن هذه الفضاءات أحدثت لخدمة الرياضة، لا للفرجة الفنية أو الترفيه الليلي".
وأشار إلى أن منشأة "كازابلانكيز"، التي كان يفترض أن تكون متنفسا للرياضيين، أُفرغت تدريجيا من مضمونها منذ أن تولت شركة "سونارجيس" الإشراف على إدارتها، قائلا: "كل المنشآت التي أصبحت تحت إشراف هذه الشركة تعرف استغلالا تجاريا مفرطا، ما يتعارض مع وظيفتها العمومية".
وأعرب الحقوقي ذاته عن قلقه من هذا النهج، واصفا إياه بـ"العبثي"، ومعتبرا أن ما يقع يمثل مسّا بهوية المدينة وذاكرتها الرياضية، مضيفا: "من غير المعقول أن تتحول فضاءات رياضية صرفت عليها الملايين إلى مشاريع للربح، على حساب الشباب وممارسي الرياضة".
وتساءل عماري عن الجدوى الحقيقية لهذه الأنشطة الترفيهية: "هل تعود مداخيلها فعلا على جماعة الدار البيضاء؟ وهل تم احترام الاختصاص الوظيفي لهذه المنشآت؟"، مشددا على أن للأنشطة الثقافية والفنية فضاءاتها الخاصة، وأن من الواجب صون المرافق الرياضية من هذا النوع من الاستغلال.
وختم عماري بدعوة مؤسسات الدولة المعنية إلى التدخل العاجل، وفتح نقاش شفاف حول الدور الذي تضطلع به شركة "سونارجيس"، والبحث في مدى التزامها بخدمة المصلحة العامة، بعيدا عن منطق الربح المؤقت والتوظيف التجاري للفضاءات العمومية.