مجلس الرميلي يتجاهل احتجاجات جيل "Z".. وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية بالبيضاء
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
قصة حرب الرمال بين المغرب والجزائرفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات شباب جيل "Z" في مختلف المدن المغربية، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، اختار مجلس جماعة الدار البيضاء، الذي تترأسه نبيلة الرميلي، الصمت المطبق خلال دورته العادية لشهر أكتوبر، دون أن يقدم أي موقف سياسي أو توضيح رسمي بخصوص هذه الدينامية الشبابية اللافتة.
فخلال أشغال الدورة التي حضرها أزيد من 90 عضوا، بدا لافتا أن النقاشات داخل المجلس ظلت حبيسة الملفات الإدارية والتنظيمية، في تجاهل تام لمطالب الشارع الشبابي الذي يعبّر عن غضبه في المنصات الرقمية والفضاءات العامة، منددا بغلاء الأسعار وتراجع فرص الشغل وانسداد الأفق.
ورغم أن المجالس الترابية تعد من بين المؤسسات الأكثر التصاقا بالمواطنين، كونها تدبر شؤونهم اليومية وتساهم في بلورة السياسات المحلية، فإن مجلس جماعة العاصمة الاقتصادية لم يُبدِ أي تفاعل مع القضايا التي تؤرق الجيل الجديد من المغاربة.
ويرى متتبعون أن هذا الموقف يعكس ضعفا في الحس السياسي لدى المنتخبين، الذين اكتفوا بالانخراط في نقاشات تقنية وإجرائية، بعيدة عن نبض الشارع ومطالب فئة تعتبر نفسها "المنسية" في السياسات العمومية.
وفي المقابل، كسر جدار الصمت فقط من طرف زهرة حنين، العضو الاستقلالية بالمجلس، التي اعتبرت أن تجاهل هذه الحركة الشبابية المتصاعدة يمثل خطأ سياسيا فادحا، داعية إلى ضرورة الإنصات لهذا الجيل الذي يشكل اليوم قوة رقمية واجتماعية حقيقية لا يمكن الاستهانة بها.
وأكدت زهرة حنين، عضو مجلس جماعة الدار البيضاء عن حزب الاستقلال، خلال مداخلتها في أشغال الدورة العادية لشهر أكتوبر، على ضرورة الإنصات إلى صوت الشباب وفتح قنوات تواصل حقيقية معهم، معتبرة أن “جيل اليوم يمتلك طاقات وأفكارا جديدة ينبغي إدماجها في النقاش العمومي وصنع القرار المحلي”.
وقالت حنين إن “الشباب لا يبحث فقط عن فرص الشغل، بل يطالب أيضا بالكرامة وبأن يكون طرفا فاعلا في رسم السياسات العمومية، خصوصا في مجالات التعليم والصحة التي تمس الحياة اليومية للمواطنين”.
وأضافت المتحدثة أن العاصمة الاقتصادية تعيش أزمة صامتة في قطاع الصحة، مشيرة إلى أن “المستشفيات والمراكز الصحية بالمدينة تعاني من خصاص مهول في الأطر والتجهيزات، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين”.
وشددت عضو المجلس الجماعي على أن “الدار البيضاء لا يمكن أن تظل رهينة لتدبير تقني صامت في ملفات حيوية، بينما سكانها يعانون في صمت”، داعية إلى تدخل عاجل من قبل الجهات المختصة لإنقاذ القطاع الصحي وتوفير بنية تحتية تليق بمدينة تعد من أكبر الحواضر المغربية.
وختمت حنين مداخلتها بالتأكيد على أن “الجيل الجديد من الشباب هو رهان المستقبل، ويجب أن يجد مكانه الطبيعي في برامج التنمية المحلية، من خلال إشراكه في بلورة المقترحات والمشاريع التي تستجيب لطموحاته وتطلعاته”.