قصف منشآت إيران النووية.. هل دخل الشرق الأوسط مرحلة ما بعد التفاهمات؟
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
الشابي يقترح إعارة مهاجم الرجاءفي خطوة عسكرية لافتة، شنت الولايات المتحدة قصفا دقيقا استهدف ثلاثة مواقع لتخصيب اليورانيوم داخل إيران، في تحرك يحمل أبعادا تتجاوز ما هو تكتيكي ليضع البرنامج النووي الإيراني من جديد تحت المجهر، رافعا تحديات وتساؤولات جدية حول مستقبل الاستقرار الإقليمي والتوازنات الدولية بالشرق الاوسط .
وفي هذا السياق، اعتبر أيمن الحداد، الأستاذ الباحث والخبير في مجال العلاقات الدولية، أن المشاركة الأمريكية في هذه الحرب تندرج ضمن استراتيجية واضحة لفرض خط أحمر أمام المشروع النووي الإيراني. في اطار مساعيها الازلية لمنع طهران من تطوير قدرات نووية عسكرية، وحماية أمن إسرائيل باعتبارها حليفًا استراتيجيًا.
إقرأ أيضا: “قلق بالغ” و”دعوات للتهدئة” ..دول عربية تحذر من “الانزلاق للفوضى” بعد ضرب نووي إيران
ورأى الخبير ضمن تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن هذه الخطوة جاءت استجابة مباشرة لضغوط داخلية وخارجية، ظلت تطالب إدارة ترامب باتخاذ إجراءات حازمة تجاه الوتيرة المتسارعة لتخصيب اليورانيوم من قبل الجانب الإيراني، واستكمال البنية التحتية النووية، في ظل محدودية الضربات الجوية الإسرائيلية التي أثبت عجزها ما من مرة.
وبشأن الأبعاد الجيوسياسية لهذا التدخل الأمريكي، صرح الحداد أن القصف يتجاوز كونه مجرد عملية عسكرية محدودة الأثر، معتبرًا الحادث تأكيدًا لاعتماد إسرائيل على الغطاء الأمريكي في القضايا الأمنية الحساسة، وتجديدًا للتحالف الإسرائيلي الأمريكي الوثيق من خلال تعزيز مكانته كضامن لأمن الحلفاء في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي ذاته، أن هذه الضربة تحمل رسالة ردع موجهة إلى إيران وإلى أطراف أخرى قد تسعى إلى تحدي النفوذ الأمريكي في المنطقة، خصوصًا في التدعيات المرتقبة لهذه الهجمات على العلاقات الدولية في مستويات متعددة.
فعلى المستوى الأمريكي-الإيراني، اعتبر الحداد انه من المرجح أن تزيد هذه الضربات من حدة التوتر بين واشنطن وطهران، ما من شأنه أن يؤدي الى تراجع فرص التفاوض، في ظل احتمالات جادة للجوء الجانب الإيراني إلى أساليب ردّ غير متكافئة.
أما على المسار الدبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني، قال الخبير في العلاقات الدولية، إن الضربة تعيد الملف إلى مربع المواجهة العسكرية، وتقلل من فرص إعادة إحياء الاتفاق النووي أو الوصول إلى صيغة جديدة مقبولة لجميع الأطراف من شانها ان تضع حد لهذه الصراعات وخوفات المجتمع الدولي.
وفي ختام مداخلته، أكد الحداد أن المشاركة الأمريكية تحقق هدفًا مؤقتًا وفرصة تاريخية لتأخير التقدم النووي الإيراني، مستفيدة من تطورات إقليمية متسارعة، أبرزها انهيار نظام بشار الأسد، وتراجع نفوذ حزب الله في لبنان، والضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن. محذرا في السياق نفسه من احتمالات تصعيد مفتوح يصعب التنبؤ بنتائجه، في ظل غياب مسار موازٍ للحوار، رغم المحاولات الأوروبية.
وفي السياق ذاته، شبّه الخبير والمحلل الاقتصادي بدر الزاهر، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، الآثار الاقتصادية المتوقعة لهذه الحرب بما خلّفته الحرب الأوكرانية الروسية، من تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي، بالنظر إلى الأهمية الجيو-اقتصادية للطرفين في سلاسل التوريد والطاقة العالمية.
واعتبر الزاهر أن سيناريو الأزمة الأوكرانية قد يتكرر، نظرًا لما قد تُسببه الحرب الإسرائيلية الإيرانية من اضطرابات في أسعار البترول والغاز الطبيعي، نتيجة تموضع الطرفين الجغرافي والدبلوماسي، ما يُنذر بارتفاع كبير في الأسعار على المستوى العالمي، بسبب اختلال في الموازين التجارية وسلاسل الإمداد.
وأشارت تقارير عديدة لبلوغ سعر برميل البترول الواحد ما يقارب 90 دولار بعدما كان قبل بداية الحرب لا يتعدى 60 دولار فقط في ظل اشارات واضحة للتداعيات المالية للصراع على دول العالم . أمام توقعات بتجاوزه حاجز المئة في الفترة القليلة المقبلة ما من شأنه الأضرار بكلفة النقل على المستوى الدولي باعتبار المنطقة إحدى أهم مناطق التوريد الدولية للمواد النفطية في العالم .
وختم الزاهر مداخلته بالتحذير من التطورات العسكرية و السياسية التي تشهدها المنطقة، والتأثيرات المرتقبة في حالة تفاقمها خاصة إذا ما شمل المساس بمضيقي هرمز وباب المندب أو قناة السويس ما قد يُفضي إلى اضطرابات حادة في التجارة العالمية والطاقية.