اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

أربك معسكر الانفصال.. زوما يحرج الجزائر ويمنح المغرب نقطة جديدة في معركة الصحراء

أربك معسكر الانفصال.. زوما يحرج الجزائر ويمنح المغرب نقطة جديدة في معركة الصحراء

klyoum.com

في تحول لافت في مواقف النخبة السياسية بجنوب إفريقيا، أعلن الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي تحت السيادة الوطنية، ما يمثل لحظة فارقة في مسار العلاقات بين الرباط وبريتوريا، ويطرح بوادر تحوّل استراتيجي محتمل في تموقع جنوب إفريقيا إزاء قضية الصحراء.

رغم التوترات التي طبعت العلاقات بين البلدين منذ اعتراف بريتوريا بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" عام 2004، ووقوفها المستمر إلى جانب "البوليساريو"، إلا أن هذا التصريح الجديد لزوما يعكس وجود تصدّع داخل النخبة السياسية الجنوب إفريقية، وبداية انقسام بين مؤيد للمغرب وآخر متمسك بالتحالف التقليدي مع الجزائر.

علاقات متقلبة 

شهدت العلاقات المغربية الجنوب إفريقية تقلبات ملحوظة منذ نهاية نظام الفصل العنصري. ففي سنة 2002، شارك الملك محمد السادس في قمة التنمية المستدامة بمدينة كيب تاون، حيث التقى الرئيس ثابو مبيكي، وتم الاتفاق حينها على إقامة علاقات دبلوماسية، تُوّجت بفتح قنصلية مغربية. غير أن هذا المسار اصطدم لاحقًا بموقف عدائي من بريتوريا تجاه الوحدة الترابية للمملكة، بلغ ذروته بمعارضة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.

لكن اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بجاكوب زوما سنة 2017 على هامش قمة الاتحاد الإفريقي–الاتحاد الأوروبي، يبدو أنه أسس لتحول تدريجي في الرؤية داخل بعض أجنحة السلطة في جنوب إفريقيا، وهو ما تجلى اليوم في إعلان زوما وحزبه دعمهم لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

رسائل مشفّرة

وفي هذا الإطار، قال الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية وتحليل السياسات، إن موقف زوما يحمل رسائل سياسية قوية، أولها أن الدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس نجحت في اختراق جبهة الرفض التاريخية داخل جنوب إفريقيا بهدوء وصبر، مستثمرة الرصيد المشترك مع النخب السياسية للبلد.

أما الرسالة الثانية، وفق اسليمي، فتكمن في أن التحول لم يأت من فراغ، بل نتيجة مسار دبلوماسي طويل بدأ منذ اللقاء الملكي في 2017، وهو ما يعكس عمق العمل المغربي في القارة، خاصة في صفوف الأحزاب ذات الرمزية التاريخية كـ"رمح الأمة" الذي يتزعمه زوما، ويعد امتدادًا لحركة نيلسون مانديلا.

وفي الرسالة الثالثة، يشير اسليمي إلى أن النخبة السياسية الجنوب إفريقية بدأت تدرك أن مصالحها الإستراتيجية لا يمكن أن تستمر في ظل علاقة مشروطة أو غير متوازنة مع الجزائر، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع المغرب، البلد المحوري في شمال وغرب القارة.

أما الرسالة الرابعة، فترتبط بالدينامية المتزايدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي على المستوى الدولي، حيث أصبح هذا المقترح يحظى بنقاش داخلي متقدم داخل جنوب إفريقيا، مما يخلق نوعًا من التنافس السياسي حوله بين القوى الحزبية، في ظل تراجع انسجام الحزب الحاكم مع توجهات المجتمع الدولي.

وفي ختام تحليله، اعتبر اسليمي أن الرسالة الخامسة موجهة إلى الجزائر، التي باتت – حسب تعبيره – تفقد أوراقها في القارة الإفريقية، بعد أن تخلّت عن دعمها دول رئيسية مثل كينيا، غانا، نيجيريا، وجزء مهم من جنوب إفريقيا.

وشدد اسليمي على أن موقف جاكوب زوما لا يعكس فقط توجهًا فرديًا، بل يمثل مؤشرًا واضحًا على تحوّل استراتيجي محتمل قد يشمل الحزب الحاكم ذاته، ما يعني أن جنوب إفريقيا قد تعيد النظر في موقفها الرسمي من قضية الصحراء المغربية خلال السنوات القليلة المقبلة.

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com