الريسوني: أهل السنة الحقيقيون هم أهل جهاد ووحدة.. وإيران أحق بالشكر
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
مصرع سائق تروتينيت في حادث دهس مروع بطنجةدعا الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى إعادة الاعتبار لمضمون "السنة النبوية" ومعنى الانتماء إلى "أهل السنة"، مشددا على أن هذا اللقب الشريف لم يعد عند بعض المسلمين سوى شعار سياسي أو سلاح طائفي، بينما حوّله آخرون إلى رموز ومظاهر سطحية لا تعكس جوهر السنة النبوية.
وفي مقال جديد نشره على موقعه الرسمي بعنوان "يا أهل السنة، هذه هي السنة"، قال الريسوني إن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائمة على الجهاد بمفهومه الشامل، مشيرا إلى أن الرسول كان المجاهد الأول والأعظم، وأن الجهاد يمثل "الصفة الجامعة لرسول الله وسنته"، بل إن حتى الجهاد المسلح بالسيف هو جزء أصيل من السنة، على حد تعبيره.
وأضاف: "السنة تقول لنا: من مات ولم يغز، ولم يحدِّث به نفسه، مات على شعبة من نفاق. وفي السنة أيضا: من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا. فلا يكون من أهل السنة من لا غزا، ولا جهز، ولا أمدّ، ولا خلف، ولا تحدث بخير عن المجاهدين، ولا حتى كف أذاه عنهم".
وفي هذا السياق، استحضر الريسوني قصة عالم مغربي وصفه بـ"الشيخ الصالح المتصوف المجاهد"، وهو محمد بن يحيى البهلولي، الذي وردت أخباره في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لأحمد بن خالد الناصري، مذكرا بأنه قاطع السلطان أحمد الوطاسي بعدما عقد هدنة مع البرتغاليين، ورفض لقاءه أو أخذ مخصصاته منه، إلى أن وافاه الأجل وهو فرح بإعلان الجهاد مجددا، بعدما بشّره أحد تلامذته بذلك وهو في النزع الأخير.
وتابع الريسوني أن من مقومات الانتماء الحقيقي لأهل السنة أيضا، الاجتماع والوحدة ونبذ التفرقة، وهو ما يدل عليه وصف "أهل السنة والجماعة". وأردف: "أما الذين تفرقوا شيعا، وأصبحوا دولا ومذاهب وخصومات وشتائم، فقد حادوا عن السنة والقرآن معا"، لافتا إلى أن الدول الاستعمارية تتعامل مع المسلمين بمنهجية "الاحتواء"، بينما دول "أهل السنة" تصرّ على الاقتتال والاستقواء بالأعداء.
وفي محور ثالث، انتقد الريسوني بشدة من سماهم "بعض أهل السنة" الذين ينكرون حتى مجرد تقديم الشكر لإيران على دعمها للمقاومة الفلسطينية، مستغربا تجاهلهم للحديث النبوي: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، ورواية أخرى: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس". وأضاف أن من السنة النبوية أيضا، ثناء النبي على النجاشي النصراني وشهادته له بأنه "ملك لا يُظلم عنده أحد"، رغم أنه لم يكن يعرف الإسلام في حينه.
وختم الريسوني مقاله بالتساؤل: "أليس هذا كله من السنة؟ فأين أنتم من السنة يا بعض ‘أهل السنة’؟"