الأسد الإفريقي 2025.. شراكة استراتيجية مغربية أمريكية تكشف عزلة الجزائر الإقليمية
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
عرض مقومات السياحة الفاخرة للمغرب على وكالات الأسفار الأرجنتينيةانطلقت الدورة الحادية والعشرين من مناورات "الأسد الإفريقي" بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، وذلك خلال الفترة ما بين 12 و23 ماي الجاري بعدة مناطق بالمملكة من بينها أكادير وطانطان وتزنيت. وتشهد هذه النسخة، التي تعد من أكبر المناورات العسكرية في القارة الإفريقية، مشاركة أكثر من 30 دولة من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط، سواء كدول مشاركة أو بصفة ملاحظ.
ويهدف تمرين "الأسد الإفريقي"، الذي ينظم بتعليمات من الملك محمد السادس، إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة للدول المشاركة، وتطوير قابلية التشغيل البيني على المستويات العملياتية والتقنية والإجرائية، ويتضمن أنشطة عملياتية متنوعة تشمل تدريبات ميدانية وتكتيكية برية وبحرية وجوية، بالإضافة إلى تمارين للقوات الخاصة والإنزال الجوي، وتمرين مشترك لتخطيط العمليات، فضلا عن أنشطة موازية ذات طابع إنساني واجتماعي.
وفيما تعزز هذه المناورات الضخمة مكانة المغرب كشريك موثوق به على الساحة الدولية، يرى مراقبون أنها كشفت حجم الارتباك والعزلة التي يعيشها النظام العسكري الجزائري. وتشير التحليلات إلى أن الجزائر حاولت إخفاء هذه العزلة الإقليمية والدولية بخوض مناورات عسكرية موازية، سعت من خلالها إلى الزج بمصر وموريتانيا في تحالف وصف بالهجين، إلا أن الدولتين رفضتا الانخراط في هذا المسعى، نظرا لعدم اعترافهما بالكيان الوهمي لميليشيات "بوليساريو"، التي يتجه المنتظم الدولي بشكل متزايد نحو تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وفي هذا السياق، يؤكد عبد الفتاح الفاتحي، رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن "الجزائر تحس بعزلة دولية كبيرة على المستوى الدولي والجهوي، وهي اليوم تحاول قدر الإمكان القيام بردات فعل تخفي فيها واقع أزماتها الدبلوماسية مع جيرانها، مع فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التي تستدعيها لحضور احتفالات انتصار روسيا على النازية". ويضيف الفاتحي أن هذا الوضع تفاقم "بسبب انسحاب مصر من مناورات لجنة دفاع شمال أفريقيا بسبب مشاركة البوليساريو".
ويرى الفاتحي ضمن تصريح لجريدة "العمق" أن "هذا الواقع المتأزم للجزائر يؤطر أيضا بنجاح مغربي كفاعل دولي وموثوق في شراكته ومؤثر في العلاقات الدولية عبر استدامة تنظيم مناورات الأسد الإفريقية العسكرية بالتعاون مع الجيش الأمريكي ومشاركات دولية واسعة، فضلا عن إعلان فرنسا تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع المغرب بمنطقة الراشدية المغربية المتاخمة مع الحدود الجزائرية".
ويخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن "هذه العزلة تزيد من إرباك الأداء الدبلوماسي الجزائري وتجعله يقدم على ردود أفعال متشنجة، مما يجعله يعمق أزماتها الدبلوماسية مع العديد من دول الساحل والصحراء ومع فرنسا إلى نقطة اللاعودة".
ولذلك، يعتبر الفاتحي أنه "طبيعي أن تحاول الجزائر إنجاح أي نشاط عسكري للتغطية على خيباتها، وللادعاء بما تسميه قوتها الضاربة كرسالة تستهدف بها الداخل فقط"، مشيرا إلى أنه "لا يستبعد أن تقابل الموقف المصري من عدم المشاركة في مناورة عسكرية تضم جبهة البوليساريو، وهو ما سيزيد عزلة الجزائر عن العمل العربي المشترك الذي كانت توظفه لمكاسب سياسية تترجم ما تعتقده قيادتها للنضال الحقيقي من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية".