غلاء اللحوم الحمراء بالمغرب.. هل يشكل استيراد اللحوم الحل الأمثل للتحكم في الأسعار؟
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
أب غاضب يهاجم طاقم ثانوية بـ ساطورأطلق المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، قبل أيام، مبادرة جديدة في سوق اللحوم بالمغرب، وذلك بالسماح باستيراد اللحوم الطازجة والمجمدة من مجموعة من الدول، مع وضع شروط صارمة لضمان سلامة المنتجات المستوردة.
خطوة تهدف بالأساس إلى كبح جماح الأسعار التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع تضرر القطيع الوطني بسبب الجفاف وارتفاع الأثمنة بسبب سياق دولي تميز باشتداد الصراعات السياسية.
إجراء جعل الملف يقف أمام مجموعة من التساؤلات، أولها هل بدأت عملية الاستيراد من قبل المهنيين؟ وما هي انعكاساتها على الواقع المعيشي للمستهلك والمربين على حد سواء؟.
عبد الحق البوتشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لهيئة تقنيي تربية المواشي، أكد في تصريح لـ"العمق" أنه حتى اللحظة لا توجد معطيات دقيقة حول انطلاق عمليات استيراد اللحوم الطازجة والمجمدة، موضحا أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيترك أثرًا ملحوظًا على السوق الوطنية، ويعزز استقرار الأسعار التي شهدت ارتفاعات كبيرة مؤخرًا.
وشدد البوتشيشي على أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد أعد دفتر تحملات مفصلًا، يتضمن الشروط الفنية اللازمة لعمليات الاستيراد، مع تحديد الدول التي سيتم الاستيراد منها.
ويرى المهني أن هذه الخطوة جاءت في وقت مناسب، لدعم القطيع الوطني الذي يواجه ضغوطًا كبيرة بسبب تقلص المخزون المحلي، مسجلا أن استيراد اللحوم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأسعار التي بلغت مستويات قياسية، خاصة وأن القرار تزامن مع خطوات أخرى مثل دعم استيراد الأبقار والأغنام وإعفائها من الرسوم الجمركية، مضيفا بالقول أن "هذه التدابير لم تأتِ بثمارها بشكل كامل، مما استدعى اتخاذ هذا الإجراء الجديد كخطوة إضافية".
وفي سياق متصل، أشار المتحدث إلى أن هناك خططًا تعمل على تحقيق استدامة القطيع المحلي، وإعادة بناء القطيع، مؤكداً على أهمية التدابير العميقة التي تلامس حياة المستهلك والمربي، مؤكدا في الوقت ذاته أن الاعتماد الكامل على استيراد اللحوم ليس حلًا دائمًا،
واعتبر رئيس الجمعية الوطنية لهيئة تقنيي تربية المواشي، أن موجات الجفاف التي شهدتها البلاد أثرت على القطاع إلا أنه لا يمكن الذرع الدائم بهذه الأسباب فالوضع يستدعي تبني إجراءات تعزز تربية القطيع الوطني وتدعمه.
وحول موسم الفلاحة الجديد، أشار البوتشيشي إلى المذكرة التي تم توقيعها بين وزارة الداخلية والفلاحة والتي تمنع ذبح صغار الإناث أو "الخروفة"، معتبرا أنها خطوة إيجابية يجب تطبيقها خاصة وأن وزير الفلاحة الحالي أظهر اهتمامه بالوضع الراهم، مشددا في نفس الوقت على أهمية توفير دعم مباشر للمربين لضمان نجاح هذه التدابير.
وحسب المصدر ذاته فإلى جانب الدعم المقدم لأعضاء الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز من أجل حماية السلالات الوطنية، يجب تخصيص دعم خاص مرتبط بالإنتاج، بحيث يحفز المربين ويعزز الحفاظ على السلالات المحلية.
وأضاف البوتشيشي أن الدولة، ومنذ سنوات، تقدم دعمًا من خلال توفير الأعلاف والشعير وتنظيم حملات تطعيم لحماية القطيع، ورغم كل هذه الجهود، إلا أن الوضع الحالي، الذي يتطلب استيراد اللحوم، يؤكد الحاجة لتشخيص شامل للوصول إلى حلول جذرية تخدم القطاع وتعزز استمرارية المربين، مؤكدًا أن هذا سيساهم أيضًا في الحد من الهجرة القروية التي تعاني منها المناطق الريفية.
واختتم البوتشيشي تصريحه بالإشارة إلى أن استيراد اللحوم يعتمد على العرض والطلب ومدى إقبال المستهلكين، متوقعًا أن يتراوح سعر الكيلوغرام بين 70 و80 درهمًا، مما سيخفض الأسعار ويعيدها إلى مستويات معقولة، في خطوة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في السوق وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين.