منسق مسيرة الأحرار: ضحينا رغم عراقيل مصر.. والرسالة وصلت (فيديو)
klyoum.com
المشاركون قدموا تضحيات كبيرة لإنجاح هذه المسيرة، بعضهم استقال من وظيفته، أو سدد ديونه، أو كتب وصيته، استعداداً للمشاركة في هذه المسيرة نصرةً للقضية الفلسطينية، ورغبة في فك الحصار عن قطاع غزة".
كان هذا ما جاء في حديث منسق مسيرة الأحرار إلى غزة، يوسف عزيز، في حوار مع جريدة "العمق المغربي"، مشيراً إلى أن المسيرة شهدت مشاركة وفود من 54 دولة، حيث رشح كل وفد أشخاصاً محل ثقة ولهم تاريخ نضالي في دعم القضية الفلسطينية، لقيادة المسيرة.
وأضاف عزيز: "المسيرة عرفت مشاركة واسعة من المغاربة، حيث تكلف بعضهم بجمع التبرعات، وتنظيم المشاركين، والتنسيق مع الشركاء، وبلغ عددهم 200 مشارك، وكان العدد مرشحاً للارتفاع لولا بعض الظروف، من بينها تغيير موعد المسيرة، مشيراً إلى أن "مجموعة العمل من أجل فلسطين" رفضت المشاركة كتنظيم لعدم توفرها على ترخيص، إلا أن بعض أعضائها شاركوا بصفتهم الفردية."
وأكد المنسق أن أكبر تحد واجه المنظمين في إيصال المعلومات حول المسيرة كان ضيق الوقت، حيث كانت المهلة قصيرة جداً وكان الجميع تحت ضغط كبير، مما دفعهم لبذل أقصى الجهود لحشد أكبر عدد من المشاركين.
وانطلقت المسيرة صباح 9 يونيو من تونس، عبر عدة قوافل إلى القاهرة، حيث كان من المقرر الانطلاق رسمياً في 12 يونيو، بهدف فك الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، من خلال الاعتصام أمام معبر رفح، إلا أن السلطات المصرية بدأت بالتدخل فور وصول المشاركين إلى المطار.
وبين المتحدث أن نجاح المسيرة كان مرهوناً بجمع أكبر عدد من المشاركين، لكن السلطات المصرية اتبعت استراتيجية لتقسيم وفلترة المشاركين منذ وصولهم إلى المطار، حيث تم توقيف نحو 50 بالمئة منهم ومنعهم من المشاركة، وفي 10 يونيو، تم توقيف جميع المغاربة المشاركين والذين فاق عددهم 40 شخصاً، وتم التحقيق معهم.
وحسب عزيز، تم السماح له إضافة لبعض المشاركين المغاربة بالدخول، وذلك بعد إقناعهم للسلطات المصرية بأن هدفهم هو السياحة، رغم وجود نية غير معلنة للمشاركة في المسيرة بعد استصدار التصاريح.
وأوضح أن المشاركين واجهوا رقابة كبيرة من السلطات المصرية، واصفاً تعاملها بالبراغماتي، لدرجة تغيير الفندق هرباً من رقابة السلطات، موضحاً أن قرار تغيير نقطة انطلاق المسيرة من القاهرة إلى الإسماعيلية كان مفاجئاً وصعباً، وعزى سبب التغيير إلى حجز السلطات للمشرفين ووضعهم تحت الضغط لإجبارهم على تغيير وجهة الانطلاق، بهدف إفشال المسيرة.
وأردف عزيز: "بعد الوصول إلى الإسماعيلية، توجهنا إلى مطعم لمتابعة الوضع، وبعد تأكدنا من أن نقطة العبور الثانية كانت محاصرة، طلبنا من المشاركين المتواجدين في القاهرة عدم التوجه إلى الإسماعيلية، كما طلبنا من الموجودين في الإسماعيلية العودة للقاهرة، خاصة بعد مشاهد توقيف المشاركين وإعادتهم للقاهرة، الإسماعيلية كانت في حالة استنفار وطوارئ، مع إنزال أمني كثيف، وتفتيش للفنادق، ومنع دخول الأجانب، وتسخير "البلطجية" لتعنيف المشاركين."
ورغم هذه التحديات، أكد عزيز أن المنسقين لم يتراجعوا عن هدفهم، بل استمروا في جهودهم إلى أن تم اعتقال جميع المشاركين، وبالتالي إفشال المسيرة، مشيراً إلى أن دورهم كمنسقين كان الأصعب.
واعتبر عزيز أن المسيرة، رغم عدم تحقق هدفها، نجحت في تعزيز الوعي الشعبي بالنضال من أجل فلسطين، والانتقال من الشعارات إلى الأفعال، مؤكداً أنها تمثل الشرارة الأولى لمسيرات شعبية لكسر الحصار عن القطاع.
وختم المتحدث بأن التجربة كانت ملهمة، وكشفت عن طاقات شابة مناضلة في المغرب والعالم العربي والإسلامي، ما يفند حسب عزيز المزاعم التي تتهم الشعوب العربية والإسلامية بالانبطاح.