حصاد المشهد الثقافي في 2024.. المغرب يتألق في سماء منتديات عالمية
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
جواد الزيات يقدم على أول إجراء كرئيس للرجاءشهدت سنة 2024 تنظيم المغرب لمجموعة من الفعاليات الثقافية الدولية وإطلاق عدد من المبادرات الجديدة والاستمرار في تنظيم أخرى بنفس جديد، وذلك في إطار مساعيه للنهوض بالشأن الثقافي والفني ووضع بصمته الخاصة على الصعيد العالمي.
واستمرت المملكة في تنظيم عدة تظاهرات ثقافية كبرى حولتها إلى قبلة لعشاق الفن والإبداع والثقافة. ومن هذه التظاهرات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومهرجان "موازين إيقاعات العالم"، والمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
وقد تمكنت هذه المهرجانات من استقطاب فنانين عالميين من القارات السبع جعلوا من المملكة محط اهتمام الصحافة الدولية ومركزا للباحثين عن الثقافة والترفيه والاستمتاع بالفن ما أدى إلى تسويق صورة المغرب وتاريخه وقيمه لكافة دول العالم وتحقيق إشعاع دولي.
افتتاح المسرح الملكي
من أبرز المبادرات التي طبعت سنة 2024 على المستوى الثقافي تدشين المسرح الملكي بالرباط خلال الافتتاح الذي أشرفت عليه الأميرة للا حسناء، مرفوقة بعقيلة الرئيس الفرنسي، بريجيت ماكرون، في أكتوبر الماضي.
وجرى تشيد المسرح الكبير بالرباط الذي أشرفت على تصميمه المصممة العراقية زها حديد، على مساحة 7 هكتار في قلب ضفة نهر أبي رقراق، بمحاذاة معلمتي صومعة حسان وضريح محمد الخامس، ويشتمل على مسرح يتسع لـ 7000 مقعد، وقاعة للعروض تتسع لـ 1900 مقعد.
ويعتبر هذا المسرح كجزء من البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط 2014 – 2018 “الرباط مدينة الأنوار.. عاصمة المغرب الثقافية”، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس في 12 ماي 2014. وهو فضاء متعدد الاستعمالات مخصص لجميع فنون الخشبة: المسرح والرقص والموسيقى والمسرحيات الموسيقية. ويمكن لهذا المركز الثقافي “استقبال تظاهرات وعروض ثقافية وفنية من الحجم الدولي على طول السنة”، حسب المشرفين عليه.
الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في أكتوبر الماضي، عن اختيار مدينة الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026. بناء على توصية من اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب العالمية.
واعتبرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن "هذا الاختيار جاء ليكرّس التزام المغرب بالعمل على ازدهار الكتاب والديمقراطية"، ومناسبة "تتحقق فيها الالتقائية المنشودة بين ما تبذله مكونات المجتمع المدني من أجل بناء مجتمع قارئ، يمنح فرص الاندماج وتساوي الفرص خصوصا في صفوف الشباب".
ويرتقب أن تحظى الآداب المغربية على مدار عام كامل بعناية واهتمام خاصين، من خلال برنامج من الفعاليات الإبداعية والورشات والنقاشات والتكوينات والمعارض، وذلك بهدف تجسيد صورة الرباط كعاصمة للكتاب والقراءة.
وتعود فكرة تأسيس الشبكة العالمية لعواصم الكتاب إلى مطلع الألفية الثالثة حين اختيرت مدريد أول عاصمة عالمية للكتاب في 2001 وجاءت بعدها سلسلة مدن من بينها الإسكندرية في مصر عام 2002، وبيروت في لبنان عام 2009، والشارقة في الإمارات عام 2019.
ويراهن المغرب على جعل العاصمة الرباط وجهة للثقافة المتوسطية عبر مواكبة الاستثمار في الثقافة بتعزيز البنية التحتية السياحية المناسبة لدعم المشروع الثقافي.
مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي
اختارت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" مدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي سنة 2024 بعد الرباط.
وشهد الحدث تنظيم مجموعة من التظاهرات والاحتفالات الفنية والثقافية، من بينها معرض ومتحف السيرة النبوية الذي أشرف على افتتاحه الأمير مولاي الحسن.
وأبرزت هذه الفعاليات التي استمرت لمدة عام مجموعة من مظاهر الحضارة الإسلامية، وما تزخر به المدينة الحمراء من حضارة تاريخية وإشعاع فكري لاسيما على مستوى الفن المعماري الأندلسي، والعمارة الإسلامية للمساجد والقصور.
وتعتبر مراكش من المدن المدرجة على قائمة التراث غير المادي للإنسانية لليونيسكو، وهي التي تشهد تطورا عمرانيا وحضاريا، بفضل البرنامج الملكي "مراكش الحاضرة المتجددة".
افتتاح قاعات سينمائية ودعم إنشاء أخرى
أعطى وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في مارس الماضي، الانطلاقة الرسمية للعمل بـ50 قاعة سينمائية جديدة بمجموع التراب الوطني، في إطار مشروع 150 قاعة سينمائية.
وأكد بنسعيد في كلمته الافتتاحية بالمركز الثقافي لمدينة تامسنا، أن اختيار هذا المركز له بعد رمزي، يتجلى أساسا في منح الفرصة للمدن الصغرى والمتوسطة حق الوصول للثقافة عموما.
وكشف الوزير أن ثمن الولوج لهذه القاعات سيكون رمزيا، حيث سيتراوح ما بين 15 درهما للشباب و20 درهم، معتبرا أن ارتفاع الأثمنة كان من أهم أسباب عزوف الشباب عن ولوج القاعات السينمائية.
كما أعلنت لجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي، عن منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء عدد من القاعات السينمائية الوطنية.
وكشف المركز السينمائي المغربي، نونبر الماضي، أنه تقرر بعد دراسة الملفات المرشحة تقديم دعم لإنشاء قاعات سينمائية بقيمة أربعة ملايين درهم لكل من "سينيرجي كاروسيل" بالرباط، "سينيرجي" بالدار البيضاء، "سينيرجي النخيل" بمراكش.
ترسانة قانونية.. واحتفاء بالسنة الأمازيغية
شهدت سنة 2024 تطورا في الترسانة القانونية الخاصة بتأطير الشأن الثقافي، حيث تمت المصادقة على مجموعة قوانين في مجالات متنوعة، منها، القانون المتعلق بحماية التراث، والذي يمكن من تعزيز المقتضيات الخاصة بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية، وإحداث سجل وطني لجرد التراث.
ومن بين هذه القوانين أيضا، القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي الذي يهدف إلى المساهمة في تحقيق الانتقال الرامي إلى النهوض بالسينما المغربية في أبعادها الاقتصادية والاستثمارية، والذي حظي بإشادات واسعة من مختلف أبناء القطاع.
كما تم خلال هذه السنة الاحتفاء بشكل رسمي برأس السنة الأمازيغية التي تتزامن مع الـ14 يناير من كل عام، وذلك بعدما أقر الملك في ماي 2023، أن المناسبة تعد عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.
توثيق التراث في اليونيسكو
في إطار مساعيها للحفاظ على التراث المغربي وصونه، عملت وزارة الثقافة على تسجيل عناصر جديدة للتراث اللامادى المغربي فى اليونسكو والتحضير لملفات أخرى، حيث جرى تسجيل "الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية" ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادى لليونسكو.
وجرى إدراج الحناء والتقاليد المرتبطة كتراث ثقافي مشترك بين 16 دولة عربية، هي: المغرب، المملكة العربية السعودية، الأردن، الكويت، فلسطين، مصر، الإمارات العربية المتحدة، تونس، العراق، السودان، البحرين، موريتانيا، سلطنة عمان، قطر، اليمن والجزائر.
وأشار ملف إدراج الحناء في قائمة التراث غير المادي إلى أنها "ترمز إلى دورة حياة الفرد، منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته"، مسجلا أن استخدام الحناء، الذي غالبا ما يكون بأشكال تعبير شفهية كالأغنيات والحكايات، يرتبط بالطقوس والتقاليد الاجتماعية التي يعود تاريخها إلى عدة قرون.
ويمكن أن تختلف زخارف وتصاميم الحناء من منطقة إلى أخرى، حيث يختلف الوشم المؤقت المستوحى من الثقافة الأمازيغية في شمال إفريقيا، مقارنة بتصاميم الزهور الأكثر جرأة في شبه الجزيرة العربية.
العام الثقافي بين قطر والمغرب
تعد تظاهرة العام الثقافي بين قطر والمغرب التي جرى تنظيمها خلال سنة 2024 من أبرز الأحداث الثقافية للمملكة هذا العام، وذلك بسبب تسليطها الضوء على ثراء الفن والثقافة بالبلدين والعلاقات المتميز بين شعوبهما وقياداتهما.
وخلال المناسبة تم تنظيم مجموعة من الأنشطة أبرزها معرض بمتحف الفن الإسلامي بالدوحة خاص بمجموعة حلي وجواهر أمازيغية في ملكية القصر الملكي ضم 200 قطعة من الجواهر الفضية ذات أهمية وحمولة تاريخية وثقافية، تمثل مختلف جهات ومجموعات عرقية متنوعة بالمغرب، من جبال الأطلس إلى الأقاليم الصحراوية.
كما أشرفت الأميرة للا حسناء مرفوقة بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني على تدشين "دار المغرب" بقطر في فاتح نونبر الماضي، التي استضافت عرض أزياء قفطان استثنائي يحتفي بتميز وفرادة الأزياء المغربية الأصيلة، إضافة إلى عرض التبوريدة الذي شهده حفل الختام.
ولم تقتصر تظاهرات العام الثقافي على الدوحة فقط إذ شهد المغرب من جانبه تنظيم العديد من التظاهرات الكبيرة منها ترؤس الأميرة للا حسناء والشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، في أكتوبر الماضي بقصر البديع بمراكش، حفل عشاء تظاهرة "فاشن تراست أرابيا" إلى جانب ترؤسها الجائزة الكبرى لبطولة "لونجين" العالمية للقفز على الحواجز والتي جرت جولتها الختامية، لأول مرة بالرباط، بعد انطلاقها من الدوحة في شهر مارس الماضي مرورا بعدد من المدن العالمية.