اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

تصدع البوليساريو يطفو إلى السطح.. هل وصل المشروع الانفصالي للنفق المسدود؟

تصدع البوليساريو يطفو إلى السطح.. هل وصل المشروع الانفصالي للنفق المسدود؟

klyoum.com

طفت وثيقة صادرة عن عدد من قيادات البوليساريو  الانفصالية بالصراع داخل الجبهة إلى السطح، كما كشفت شروخا في الكيان الانفصالي وشخصت الوضع الراهن بمخيمات تندوف، وأكدت أن المشروع الانفصالي وصل إلى النفق المسدود، في إقرار غير مباشر بانعكاس الاختراقات الدبلوماسية التي حققها المغرب على الجبهة.

وحملت العريضة، التي عُممت على نطاق واسع، توقيعات عدد من كوادر الجبهة الانفصالية، بينهم ما يسمى بـ"سفير" الجبهة الوهمية لدى أوغندا حمادي البشير، و"ممثل" البوليساريو في بلاريوخا بإسبانيا محمد لبات، بالإضافة إلى القيادي في الجبهة محمد صالح الديش، وغيرهم.

ودعت الوثيقة إلى "اتخاذ خطوات استباقية جريئة" لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الانفصالي، وحذرت من "الاستسلام لعواقب مدمرة ولمزيد من المعاناة والشتات"، محملة قيادة جبهة البوليساريو مسؤولية "الأوضاع الخطيرة" التي تمر بها الجبهة، داعية إلى عقد مؤتمر استثنائي قبل نهاية 2025.

ملامح تيار جديد

هذه العريضة تمثل، بحسب مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية عبد الفتاح الفاتحي، محاولة للانفلات من الوصاية الجزائرية على الموقف السياسي لجبهة البوليساريو، كما تعكس ارتباكا حقيقيا على مستوى مستقبل الجبهة، في ظل الزخم الذي يعرفه ملف الصحراء.

وأوضح الفاتحي، في تصريح لـ"العمق"، أن هناك أصواتا من داخل الجبهة الانفصالية، تحاول الانفلات من وصاية الجزائر على الموقف السياسي للبوليساريو، بحيث إن لإملاءات الجزائر تداعيات على الكيان الانفصالي، "وهو ما دفع إلى بروز عناصر تسائل عواقب هذه الوصاية".

هذه الحركية داخل جبهة البوليساريو، بحسب الفاتحي، تأتي في سياق الزخم الذي يعرفه ملف الصحراء مؤخرا، مشيرا إلى أن قياديين يسائلون مدى استقلالية الجبهة، "خصوصا أنهم يعيشون وصاية الجزائر على الموقف السياسي، وهذا سيغضب الجزائر التي ترى أنه من الضروري أن تلعب الجبهة أدوارا بالوكالة ضد مصالح المغرب".

وقال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن قناعة جديدة بدأت تتبلور داخل قيادة الجبهة، وهي "محاولة للإسراع بالقفز من سفينة الجبهة المتهالكة"، مشيرا إلى أن بوادر تبلور تيار جديد برزت من خلال مجموعة من الاحتقانات والتظاهرات التي عرفتها مخيمات تندوف.

ويعكس هذا التحرك، بحسب المتحدث، "بداية فهم حقيقي لتحولات عميقة تشهدها البنية التنظيمية لجبهة البوليساريو"، معتبرا أن الخطوة سعي للانقلاب على القيادة الراديكالية، "وهذا يعزز من الخصومة بين عدد من عناصر الجبهة والتوجه الموالي للجزائر".

حالة سخط

من جهته اعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح، أن العريضة تعبر عن حالة سخط وامتعاض داخل الجبهة نتيجة فشلها في تدبير الملف وعجزها عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة.

وأشار المتحدث، في تصريح لـ"العمق"، إلى أن الجبهة تلقت العديد من الهزائم والانتكاسات المتتالية، سواء على المستوى الميداني أو السياسي أو الدبلوماسي، فضلا عن تأزم الوضع الاجتماعي والاقتصادي داخل المخيمات، "نتيجة تراجع الدعم الدولي، وتزايد وتيرة النهب الممنهج للمساعدات، وانخراط عناصر قيادية في كافة أشكال الانتفاع والتربح".

وأشار إلى أن الجبهة لا تزال متمسكة بنفس الخطاب الانفصالي الراديكالي المتجاوز، و"تستعمل نفس اللغة ونفس الشعارات السياسية المتجاوزة منذ تأسيسها، فضلا عن استمرار نفس العناصر في مواقع قيادية، في ظل غياب التغيير والتشبيب والتداول السلمي على السلطة والتعددية السياسية".

وتابع أن قاطني المخيمات لا يجدون أي فرصة للمساهمة في تدبير الشأن العام، الأمر الذي يضطرهم إلى التمرد والانتظام في حراكات معارضة، "ضدا على نظام الحزب الواحد القائم على الخطاب والممارسات الستالينية التوتاليتارية، التي تصادر الحريات والحقوق المدنية والسياسية".

ولفت محمد سالم عبد الفتاح إلى أن هذا الحراك سبقه حراكات، من قبيل "خط الشهيد" و"8 مارس" و"المبادرة الصحراوية للتغيير" وغيرها، مشيرا إلى أنها اصطدمت بواقع الجبهة الاستبدادي وغياب الحريات ومصادرة الحقوق السياسية والمدنية، وعجزت عن إحداث تغيير.

كما اصطدمت، يضيف المتحدث، بتنصل الدولة المستضيفة من مسؤولياتها المترتبة عليها إزاء ما يفترض أنهم لاجئون على أراضيها، حيث فوضت "بشكل غير قانوني ممارسة سلطاتها لصالح الجبهة الانفصالية"، مستنتجا أن جل الحراكات تعجز عن إحداث أي تغيير في تعاطي الجبهة سواء مع النزاع المفتعل أو مع تدبير الوضع في المخيمات.

بدوره اعتبر منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي "فورساتين"، العريضة "صرخة قوية تحذيرية من الانهيار التام للمشروع الانفصالي"، مضيفا أنها عرت الواقع المأساوي الذي تتخبط فيه المخيمات، نتيجة فقدان عصابة القيادة للبوصلة، وترهل مؤسسات البوليساريو وتفشي الفساد، وتسير في اتجاه "إسقاط قيادة البوليساريو"، من أجل "الانعتاق من مجهول مخيمات تندوف".

وأوضح "فورساتين"، في بيان له، أن العريضة تعبر عن "تذمر جماعي، وسعي حثيث للحرية وتوجيه الدفة إلى الاتجاه الصحيح بما يخدم إنهاء استمرار تواجد الصحراويين فوق الأراضي الجزائرية، والذي لن يكون إطلاقا ما دامت عصابة القيادة هي من تدير شؤون المخيمات وتتبنى مخططات النظام الجزائري بالنيابة".

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com