اخبار المغرب

العمق المغربي

منوعات

كيفية إنشاء مساحة معلومات "نظيفة" في هاتفك خلال 15 دقيقة

كيفية إنشاء مساحة معلومات "نظيفة" في هاتفك خلال 15 دقيقة

klyoum.com

باتت الهواتف الذكية مصدراً لا ينضب من المعلومات والإشعارات التي تتدفق بلا هوادة على مدار الساعة. هذا التدفق المستمر من البيانات يجعل من الصعب التركيز على ما يهم حقاً. وبينما يقضي معظم الناس وقتهم في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو تنزيل MelBet وغيرها من التطبيقات الترفيهية، فإن القليل منهم يدرك مدى تأثير هذه الفوضى المعلوماتية على صحتهم النفسية وإنتاجيتهم. لكن بخطوات بسيطة يمكن إعادة ترتيب المساحة الرقمية الشخصية وتنظيفها خلال وقت قصير لا يتجاوز الربع ساعة.

تنظيم التطبيقات وفق الأولويات

يعاني كثيرون من مشكلة تراكم التطبيقات غير المستخدمة على شاشاتهم الرئيسية. هذه التطبيقات لا تشغل مساحة تخزينية فحسب، بل تستهلك موارد الجهاز وتشتت الانتباه. الخطوة الأولى نحو مساحة معلوماتية أنظف تبدأ بتصنيف التطبيقات حسب أولوية استخدامها.

يمكن تقسيم الشاشة الرئيسية لتضم فقط التطبيقات التي تُستخدم يومياً، مع نقل التطبيقات الأقل استخداماً إلى مجلدات منظمة أو شاشات ثانوية. بهذه الطريقة، يصبح الوصول للتطبيقات الضرورية أسرع وأكثر كفاءة. ينبغي أيضاً حذف التطبيقات التي لم تُستخدم منذ أكثر من شهرين، فهي غالباً ما تكون زائدة عن الحاجة وتسبب تشويشاً بصرياً غير ضروري.

الحقيقة المزعجة أن كثيراً من التطبيقات تم تصميمها لتكون مشتتة للانتباه عمداً. لذا فإن إعادة ترتيبها وفق نمط استخدام مدروس يُعد خطوة أساسية لاستعادة السيطرة على التجربة الرقمية. العبرة ليست بعدد التطبيقات المتاحة، بل بمدى سهولة الوصول للوظائف التي تلبي احتياجات حقيقية.

تخصيص شاشة "الخالية من التشتيت"

بعد تنظيم التطبيقات، يأتي دور تخصيص شاشة رئيسية هادئة، أو ما يمكن تسميته بـ "المساحة الخالية من التشتيت". هذه الشاشة تضم فقط التطبيقات الأساسية التي تساعد على الإنتاجية والتركيز، مثل التقويم وتطبيقات تدوين الملاحظات ومدير المهام.

يُفضل اختيار خلفية بسيطة ذات ألوان هادئة لهذه الشاشة، وتجنب الخلفيات الصاخبة التي تُرهق العين. كما يُنصح بتقليل عدد الأيقونات قدر الإمكان، والاكتفاء بما لا يزيد عن 9 تطبيقات على الشاشة الرئيسية للحفاظ على الوضوح البصري.

نفسية الإنسان تتأثر بشكل كبير بالمحفزات البصرية. وعندما تكون الشاشة الأولى التي تطالعنا عند فتح الهاتف منظمة وهادئة، فإن ذلك ينعكس إيجاباً على حالتنا الذهنية ويقلل من التوتر والتشتت. هذه المساحة المنظمة تشكل نقطة انطلاق يومية تعزز التركيز وتقلل من التشتت الذهني.

إدارة الإشعارات بحكمة

الإشعارات هي أحد أكبر ملوثات المساحة المعلوماتية الشخصية. كل إشعار يقطع سلسلة التركيز ويمكن أن يكلف الإنسان دقائق ثمينة لاستعادة تركيزه الكامل. المثير للدهشة أن معظم الناس يفتحون تطبيقات التواصل الاجتماعي تلقائياً عند رؤية إشعار، حتى لو كانوا في خضم مهمة مهمة.

أفضل استراتيجية للتعامل مع الإشعارات هي إيقافها بالكامل لجميع التطبيقات غير الضرورية. يمكن الاحتفاظ فقط بإشعارات المكالمات الهاتفية والرسائل من جهات اتصال محددة. أما التطبيقات الأخرى، فيمكن تخصيص وقت محدد للتحقق منها يدوياً، بدلاً من السماح لها بمقاطعة اليوم متى شاءت.

بعض الهواتف الحديثة توفر ميزة "وضع التركيز" أو "عدم الإزعاج" التي تسمح بتصفية الإشعارات وفق جداول زمنية أو حسب النشاط الحالي. استغلال هذه الميزة يحقق توازناً بين البقاء على اتصال والحفاظ على مساحة ذهنية هادئة.

تنظيم البريد الإلكتروني

البريد الإلكتروني مصدر آخر للفوضى المعلوماتية التي تعيق الإنتاجية. صندوق الوارد المليء بآلاف الرسائل غير المقروءة يسبب إرهاقاً نفسياً وصعوبة في تحديد الرسائل المهمة. يمكن تنظيف البريد خلال دقائق معدودة باتباع منهجية بسيطة.

البداية تكون بالاشتراك في خدمة مثل "Unroll.me" التي تساعد في إلغاء الاشتراك الجماعي من النشرات الإخبارية غير المرغوبة بنقرات قليلة. بعدها، يمكن إنشاء فلاتر تصنف الرسائل تلقائياً إلى مجلدات مختلفة حسب الأهمية. واخيراً، يفضل تخصيص أوقات محددة لفحص البريد (مرتين يومياً مثلاً) بدلاً من التحقق المستمر.

معظم مستخدمي البريد الإلكتروني يعانون من "متلازمة صندوق الوارد الصفري"، وهي الرغبة المستمرة في تصفير عدد الرسائل غير المقروءة. هذا السلوك، رغم أنه قد يبدو منظماً، يؤدي غالباً إلى تشتت مستمر وانخفاض الإنتاجية. الأفضل هو تبني نظام أكثر استرخاءً يركز على معالجة الرسائل المهمة فقط.

المحافظة على النظام الرقمي

إنشاء مساحة معلوماتية نظيفة هو خطوة أولى مهمة، لكن الأهم هو الحفاظ على هذا النظام. الفوضى الرقمية، مثل نظيرتها المادية، تميل للتراكم بشكل طبيعي ما لم تكن هناك إجراءات وقائية.

يمكن تخصيص تذكير أسبوعي لمراجعة التطبيقات والإشعارات وإعادة تنظيمها إذا لزم الأمر. هذه المراجعة الدورية لا تحتاج أكثر من خمس دقائق، لكنها تضمن استمرار النظام الرقمي وفعاليته. كما يُنصح بتعيين يوم شهري للتنظيف الرقمي الشامل، يشمل حذف الصور غير الضرورية والملفات المؤقتة وتحديث التطبيقات.

العقل البشري يعمل بشكل أفضل في بيئات منظمة، حتى لو كانت افتراضية. المساحة الرقمية النظيفة تعزز الشعور بالسيطرة والهدوء، وتقلل من الضغط النفسي المرتبط بالتشتت المعلوماتي. هذا الاستثمار البسيط في تنظيم الهاتف يمكن أن يحسن جودة الحياة الرقمية بشكل ملحوظ.

المثير للاهتمام أن هذه الخطوات البسيطة، رغم سهولتها، قليل من يطبقها بانتظام. لكن النتائج الإيجابية تبدأ بالظهور خلال أيام قليلة: تركيز أفضل، إنتاجية أعلى، وشعور أكبر بالراحة النفسية عند استخدام الهاتف. هل هناك استثمار أفضل من خمسة عشر دقيقة لتحسين تجربة استخدام جهاز نقضي معه ساعات يومياً؟

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com