اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

غزو صيفي للحشرات يهدد صحة المحمدية.. وصمت السلطات يقلق الساكنة

غزو صيفي للحشرات يهدد صحة المحمدية.. وصمت السلطات يقلق الساكنة

klyoum.com

مع ارتفاع درجات الحرارة وحلول فصل الصيف، تعيش مدينة المحمدية على وقع اجتياح غير مسبوق لمختلف أنواع الحشرات، ما خلف حالة من الاستياء والقلق في صفوف السكان، الذين باتوا يواجهون يوميا مضايقات صحية وبيئية داخل منازلهم وشوارعهم.

فمن الباعوض إلى الذباب والصراصير، أصبح التعايش مع هذه الكائنات الصغيرة كابوسا يؤرق راحة المواطنين، خاصة في الأحياء السكنية القريبة من المجاري المائية، أو تلك التي تعاني من ضعف البنية التحتية في ما يتعلق بالصرف الصحي وتدبير النفايات المنزلية.

في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق المغربي"، عبّر عدد من سكان المدينة عن تذمرهم من غياب أي تدخل فعال من طرف السلطات المحلية والمنتخبة، وعلى رأسها جماعة المحمدية، لمواجهة هذا المشكل البيئي الذي يتكرر كل سنة مع بداية الصيف.

وتعد الحشرات الناقلة للأمراض من بين التهديدات التي تؤرق الأسر، خاصة تلك التي تضم أطفالا أو أشخاصا يعانون من الحساسية، إذ قد تتسبب لسعات البعوض أو تلوث الأطعمة بفعل الذباب في انتشار أمراض جلدية وهضمية موسمية.

ويحذر فاعلون بيئيون من التهاون في التعامل مع هذا الخطر البيئي، مشددين على أن "غياب مكافحة منتظمة ومنهجية للحشرات قد يؤدي إلى بروز موجات من الأمراض المرتبطة بالنظافة، لا سيما مع ضعف الحملات التوعوية والتحسيسية من طرف الجهات المعنية".

وقال حسن حومير، فاعل بيئي بالمدينة، إن "انتشار الحشرات في المحمدية ظاهرة موسمية تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة تراكم النفايات وانتشار المستنقعات المائية، خصوصا في الأحياء الشعبية التي تفتقر إلى التطهير السائل".

وأضاف حومير، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن "تراخي السلطات المنتخبة في القيام بحملات وقائية استباقية، مثل الرش بالمبيدات وتنظيف البؤر السوداء، ساهم في تفاقم الوضع هذه السنة، حيث سجلنا ارتفاعا ملحوظا في نسبة تواجد الحشرات في مختلف مناطق المدينة، ما يشكل خطرا على الصحة العامة".

وأفاد المتحدث نفسه أن "مدينة المحمدية تعرف مع كل صيف اجتياحًا كبيرًا للحشرات، وهو أمر بات يؤرق راحة المواطنين ويؤثر سلبًا على جودة الحياة، خاصة في ظل غياب تدخل جدي وفعّال من قبل الجهات المختصة لمكافحة هذه الآفة البيئية".

وأوضح الفاعل البيئي أن عددا من أحياء المدينة تشهد نشاطًا مكثفًا لمختلف أنواع الحشرات، ما يشكل مصدر إزعاج دائم للساكنة، خصوصًا خلال الليل، ويهدد الصحة العامة. وأضاف أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن المحمدية، بموقعها الاستراتيجي بين الدار البيضاء والرباط، تستقطب عددًا كبيرًا من الزوار والمصطافين خلال موسم الصيف، ما يجعل من الضروري تعزيز جهود النظافة والتطهير.

وأشار حومير إلى أن بعض المناطق القريبة من المجاري المائية والوديان، تشهد تكاثرا كبيرا لحشرة "الشنيولة"، المعروفة بلسعاتها المزعجة، خصوصًا في غياب عمليات دورية لرش المبيدات والقيام بحملات تطهير بيئي.

كما لبمتحدث ذاته نبه الفاعل البيئي إلى الدور السلبي الذي تلعبه بعض المصانع التي تُفرغ المياه العادمة في المحيط دون معالجة، مما يساهم في خلق بيئة مثالية لتكاثر الحشرات، داعيا إلى فرض احترام معايير البيئة على هذه الوحدات الصناعية ومراقبتها بشكل صارم.

وختم حومير حديثه بمناشدة جماعة المحمدية بضرورة وضع خطة عمل واضحة واستباقية لمحاربة الحشرات، تدمج بين حملات التحسيس والنظافة والمبيدات، وذلك حفاظًا على صحة السكان وضمانا لجاذبية المدينة، خاصة في فصل الصيف الذي يعد موسمًا سياحيا بامتياز.

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com