اخبار المغرب

الحرة

سياسة

إسرائيل والاعتراف بـ"مغربية الصحراء".. خطوة ذات "مردود سياسي كبير"

إسرائيل والاعتراف بـ"مغربية الصحراء".. خطوة ذات "مردود سياسي كبير"

klyoum.com

تمضي الحكومة الإسرائيلية نحو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بحسب ما كشفه رئيس الكنيست، أمير أوحنا، الخميس بالرباط، والذي أشار إلى أن "مشاورات جدية" تجري بين المسؤولين الإسرائيليين سيعلن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن نتائجها قريبا.

واستهل أوحنا، ذو الأصول المغربية، حديثه في اللقاء الصحفي الذي أعقب اجتماعه برئيس مجلس النواب المغربي، بالدارجة المغربية مشيدا بالعاهل المغربي محمد السادس وبعلاقة الشعبين المغربي والإسرائيلي، قبل أن يصرح:" قلتها من قبل وأقولها الآن بشكل واضح، يجب أن تتجه إسرائيل نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، وأنا أدعم ذلك". 

وأكد أوحنا، بحسب ما نقله مراسل موقع قناة الحرة بالرباط، على وجود محادثات جادة داخل الحكومة الإسرائيلية للاعتراف بمغربية الصحراء، لافتا إلى أنه يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قراره بهذا الشأن خلال الأشهر القادمة.

واجتمع المسؤول الإسرائيلي، بعد زوال اليوم، مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ولم يعلن الجانبان بعدُ تفاصيل اللقاء الذي يأتي بعد يوم واحد من مباحثات أجراها بوريطة مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي.

ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا من أراضيه ويقترح إعطاء المستعمرة الإسبانية السابقة حكما ذاتيا لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تطالب باستفتاء على حق تقرير المصير بالصحراء.

وأفاد مصدر دبلوماسي لرويترز، أمس الأربعاء، بأن اتخاذ إسرائيل موقفا فيما يتعلق بالصحراء الغربية، قد يؤدي إلى ترقية كاملة لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب لتتحول بعثاتها الدبلوماسية وهي مكاتب اتصال معينة حاليا إلى سفارات مع احتمال أن يحمل المستقبل إبرام اتفاقية تجارة حرة.

ولم ترد الخارجية المغربية ولا البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بالرباط على طلب موقع "الحرة"، للتعليق على المستجدات الأخيرة، إلى حدود نشر التقرير.

"حدث بارز"

الخبير المغربي في العلاقات الدولية، حسن بلوان، يبرز أن زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي للمغرب  "تمثل حدثا بارزا في تطور العلاقات بين البلدين"، خاصة وأنها تأتي بعد يوم واحد من زيارة مهمة أخرى لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي.

ويوضح بلوان في تصريح لموقع "الحرة" أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي "في غاية الأهمية لمستقبل العلاقات بين البلدين، حيث ترتبط بقضية الصحراء التي تشكل أولوية قصوى بالنسبة للدبلوماسية المغربية".

ومنذ استئناف العلاقات، تبادل مسؤولو البلدين زيارات عدة، وأبرمت الحكومتان المغربية والإسرائيلية اتفاقيات تعاون تشمل مجالات الأمن والطاقة والتكنولوجيا والزراعة.

وفي ظل التطورات الأخيرة والدينامية المتسارعة على مستوى العلاقات بين البلدين منذ إعادة العلاقات يشير المتحدث إلى أن "كل المؤشرات تدل على قرب إعلان رسمي من الحكومة الاسرائيلية يعترف بمغربية الصحراء ويدعم وحدة الأراضي المغربية".

"خصوصية العلاقة"

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل، مئير مصري، أن قراءة التطورات الأخيرة "تتطلب فهم خصوصية العلاقة التي تربط إسرائيل بالمغرب والتي ربطت المملكة الشريفة بالشعب اليهودي على مر العصور"، مشيرا إلى "أن العلاقة غير مبنية فقط على المصالح، وإنما هناك بعدا عاطفيا وثقافيا يدفع الإسرائيليين نحو المغرب". 

ويوضح الأستاذ الإسرائيلي في تصريح لموقع "الحرة"، أن الاتفاقيات الإبراهيمية لم تكن سوى مناسبة لتوثيق تلك العلاقة في سياق التقارب الإسرائيلي العربي، مبرزا أن لـ"ربع الشعب الإسرائيلي جذور مغربية، وهذا هو المكون السكاني الأكثر عددا في إسرائيل. لذلك لا يمكن مقارنة هذه العلاقة بالعلاقات التي تربط إسرائيل بدول أخرى صاحبة عضوية في الجامعة العربية".

ويشير المتحدث ذاته إلى أن خطوة الاعتراف "ستكون ذات مردود سياسي ومعنوي كبير من شأنه أن يعطي دفعة جديدة للعلاقات المتنامية بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن هدف الدولتين على المدى البعيد، ليس التطبيع الدبلوماسي في حد ذاته، وإنما بناء تحالف استراتيجي شامل ومتين".

"ضرورة التوصل إلى تفاهمات"

وفيما يواصل المغرب التأكيد بشكل منتظم التزامه بالقضية الفلسطينية التي ما زالت تحظى بتأييد شعبي واسع في المملكة، يبرز الخبير المغربي أن "إسرائيل قد تحاول أن تقايض موقفها الجديد بتليين المغرب لمواقفه من مسألة يهودية الدولة أو قضية نقل التمثيلية الدبلوماسية إلى القدس".

ويتابع المتحدث ذاته أن الرباط "لا يمكن أن تقبل بمثل هذه الخطوات، على اعتبار أن المملكة لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية باعتبارها أولوية أخرى، إلى جانب رغبتها في تطوير العلاقات مع إسرائيل".

في هذا الجانب، يرى الخبير الإسرائيلي "ألا أحد في إسرائيل يشكك في مغربية الصحراء"، مضيفا أن القضية "إجرائية بحتة ومرتبطة باعتبارات دولية، حان الوقت لتجاوزها".

ويبرز أنه "لا يوجد ما يبرر ألا تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء، فهو واقع سياسي وتاريخي. ولا يوجد كذلك ما يبرر ألا يعترف المغرب بسيادة إسرائيل على عاصمتها الموحدة القدس"، حسب تعبيره.

بالمقابل، يؤكد الخبير المغربي على ضرورة التوصل إلى تفاهمات وآليات مناسبة للاعتراف بمغربية الصحراء، وذلك دون الإخلال بـ"الدور المحوري" الذي تلعبه المملكة في القضية الفلسطينية.

"قمة مرتقبة"

وفي سياق مرتبط، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأربعاء، أنه سيجتمع مع نظرائه من الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم في المغرب "في غضون أسابيع".

وفيما لم يحدد كوهين في حديثه لراديو "كان" الإسرائيلي، موعدا أو مكانا لانعقاد ما يعرف باسم "منتدى النقب" الذي انعقد لأول مرة العام الماضي، قالت وسائل إعلام مغربية إن هناك خطة محتملة لعقد اجتماع في مدينة الداخلة بالصحراء، ولم تقدم الرباط بعد تفاصيل عن مكان أو توقيت الاجتماع.

في هذا الجانب، يوضح بلوان أن نجاح المغرب في تنظيم قمة النقب في مدينة الداخلة بالصحراء الغربية، ليس فقط تأكيد لجدية المواقف الإسرائيلية الأخيرة، بل أيضا إخراج الموقف الأميركي من "الضبابية التي تتعامل بها إدارة الرئيس، جو بايدن"، مع القضية، وهذا ما يسعى إليه المغرب رغم إكراهات الواقع الإقليمي المضطرب، حسب تعبيره.

هدية واحتجاج

وقبل لقائه مع رئيس البرلمان المغربي، قال أوحنا، إنه سيهدي لنظيره المغربي أصغر نسخة من المصحف في العالم ويبلغ عدد حروفه 320 ألف حرف، تمت طباعتها من خلال تقنية نانو- إسرائيلية بحجم 4.7 ملمتر وسمك صغير جدا بلغ 500 ميكرون.

وبحسب تغريدة للمسؤول الإسرائيلي، فإن هذه التقنية الخاصة طورتها شركة المجوهرات الإسرائيلية "تاناور" TANAOR والتي تستخدم لأول مرة لطباعة نسخة من المصحف خصصت لتقديمها هدية خلال زيارة أوحانا التاريخية إلى المغرب. تم فحص الألواح النانوية باستخدام مجهر إلكتروني خاص من قبل علماء خبراء من قسم تكنولوجيا النانو بجامعة تل أبيب.

وفي المقابل،  تظاهر عشرات النشطاء المغاربة، مساء الأربعاء، بالرباط احتجاجا على وصوله، ورفعوا شعارات مناهضة لزيارته ولتطبيع العلاقات بين البلدين، كما أحرقوا العلم الإسرائيلي.

ورفع المتظاهرون، وهم نشطاء في منظمات المجتمع المدني وحقوقيون، شعارات مثل "لا تطبيع مع المحتل، المقاومة هي الحل" و"من الرباط وفلسطين شعب واحد مش شعبين" و"المغرب أرض حرة، أوحانا يطلع برا"، وفقا لرويترز.

وكان المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية. وسبق له إقامة علاقات معها عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993، قبل أن يقطعها رسميا إثر الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عام 2000.

*المصدر: الحرة | alhurra.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com