مشرفي: قوة الأمم في علمها.. والجامعة المغربية مطالبة برفع تحديات العصر
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
هزة أرضية تضرب المغرب وتثير القلقأكد مصطفى مشرفي، العميد الجديد لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، أن "من يمتلك القوة ومصادرها سيجد له مكانا مريحا في مسرح الأمم"، مشددا على أن توطين العلم الحديث وتطبيقاته، بما في ذلك التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وما فوق الإنسان، هو السبيل إلى امتلاك مفاتيح التأثير في هذا العالم المتحول.
وأضاف أن استحضار أدوار المدرسة والجامعة في هذه الصيرورة التاريخية ضرورة لا محيد عنها، لأنه "لا قوة بدون علم، ولا علم بدون تعليم جيد، ولا سبيل لهذا الأخير دون مؤسسات تعليمية قادرة على رفع التحديات الكونية".
جاء ذلك خلال مراسيم تنصيبه رسميا عميدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، أمس الثلاثاء، في حفل احتضنته قاعة "الحسين السنوسي" بمقر الكلية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، وسط حضور أكاديمي وإداري.
وحضر هذا الحدث العلمي البارز عدد من الشخصيات الأكاديمية البارزة والفعاليات العلمية والحقوقية، من عمداء وأساتذة جامعيين ومسؤولين إداريين، إضافة إلى ممثلين عن السلطات المحلية وشخصيات من عالم السياسة والقانون، الذين عبروا عن دعمهم للمسار الأكاديمي والإداري الحافل الذي راكمه الأستاذ مشرفي.
وفي كلمته بالمناسبة، عبّر العميد الجديد عن اعتزازه بالثقة التي حظي بها من طرف حكومة صاحب الملك محمد السادس، مجددًا التزامه بخدمة الكلية والانخراط الفاعل في أوراش الإصلاح والتحديث التي تشهدها الجامعة المغربية، مؤكدا أن الكلية التي بات مسؤولا عنها مدعوة إلى الاضطلاع بدور محوري في ترسيخ قيم الجودة والابتكار والانفتاح.
وأشار إلى أن المرحلة التي نعيشها "بالغة التعقيد وتشهد تحولات عميقة على جميع المستويات، حيث تتوارى القواعد التقليدية وتفرض المعطيات الجديدة مراجعة جذرية لأدوار المؤسسات الجامعية"أ، مؤكد أن "أي نجاح في بناء جامعة تستجيب لتحديات العصر، لن يتحقق إلا بتوفير ضمانات أساسية، على رأسها روح المسؤولية والتضامن، وتشجيع الإبداع، واستبطان المرونة في التدبير، وإلا فإن الشعارات ستبقى مجرد كلمات براقة لا غير".
وفي استعراضه لأهم أولوياته على رأس الكلية، شدد العميد الجديد على مركزية العمل الجماعي والنهج التشاركي، وتعزيز الشراكات الوطنية والدولية، وتثمين الرأسمال البشري، إضافة إلى تهيئة بيئة جامعية حاضنة للإبداع والابتكار، توفر للطلبة ليس فقط إمكانيات التحصيل الأكاديمي، بل أيضًا فضاءات رياضية وثقافية وترفيهية تساهم في بناء شخصيتهم.
وأكد، أن المغرب يتمتع بمقومات القوة بفضل موقعه الجيوستراتيجي، وتاريخه العريق، وإمكاناته المادية، ورأسماله البشري، غير أن هذه المؤهلات لا تعني غياب التحديات. فالعالم، بحسب تعبيره، يعيش مرحلة من التقلبات الحادة وعدم اليقين، وسط تهديدات متزايدة تمس الاستقرار، من بينها تصاعد الإرهاب، والاختراقات السيبرانية، وتحولات بنيوية تضرب التوازنات الاقتصادية والسياسية التقليدية.
ودعا إلى ضرورة انخراط النخب الأكاديمية في تعبئة جماعية وشاملة، تُؤسس على العزم وروح الاستباق، لمواكبة هذه التحولات واستغلال الفرص التي تتيحها، مذكرا بالتوجيهات الواردة في الخطاب الملكي السامي خلال افتتاح البرلمان في أكتوبر 2024، والتي شددت على أهمية الجاهزية الوطنية للتعامل مع المتغيرات العالمية، وعلى ضرورة مساهمة الجامعة في تحقيق الأمن المعرفي والاستراتيجي للبلاد.