اخبار المغرب

الأيام ٢٤

منوعات

حوار.. البوكيلي يبرز لـ"الأيام 24″ رمزية الدروس الحسنية الرمضانية بالمغرب

حوار.. البوكيلي يبرز لـ"الأيام 24″ رمزية الدروس الحسنية الرمضانية بالمغرب

klyoum.com

على خطى درب أجداده الصالحين، حافظ الملك محمد السادس على ثقافة "الدروس الحسنية" خلال شهر رمضان، وذلك بتخصيص سلسلة دينية تتخذ أبعادا إسلامية محضة، يشارك من خلالها علماء من مختلف دول العالم الإسلامي، تعبيرا على حرص إمارة المؤمنين باعتبارها "نموذجا للتدين الجمالي والحضاري والإنساني" في ضمان الإطار الروحي والديني للأمة المغربية والإسلامية.

وشهدت هذه الدروس التي كانت تعرف سابقا بـ"الدروس المحمدية" أو "اليوسفية" في عهد الراحلين المولى يوسف رحمه الله ومحمد الخامس طيب الله تراه، تغييرات طفيفة خاصة على مستوى الحاضرين لها في القصور الملكية، إذ باتت تعتمد بشكل أوسع وشاسع على حضور رجالات الدولة وسفراء البلدان الإسلامية وعلماء الدين الإسلامي الحنيف.

أحمد البوكيلي، أستاذ باحث في الفكر الإسلامي وحوار الحضارات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، يرسم لـ"الأيام 24″ الصورة الكاملة لرمزية "الدروس الحسنية الرمضانية" التي يترأسها أمير المؤمنين الملك محمد السادس بحضور مختلف علماء المسلمين، ودورها في الحفاظ على الأمن الروحي والديني والثقافي والحضاري للأمة المغربية الإسلامية.

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

حافظ الملك محمد السادس على ثقافة "الدروس الحسنية" خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بتنظيم أمسيات دينية يجتمع فيها مختلف علماء المسلمين، ما مكانة هذه الدروس في مؤسسة إمارة المؤمنين؟

الأصل في الدروس الحسنية أنها تعكس بالدرجة الأولى الفلسفة المقاصدية لإمارة المؤمنين في تنظيم المجال الروحي من خلال المزج بين التأطير الديني لفضاء الأمن الروحي وضمان الوحدة الروحية والمذهبية للأمة المغربية بالإضافة إلى الإشعاع العالمي لرمزية إمارة المؤمنين باعتبارها نموذجا للتدين الجمالي والحضاري والإنساني المؤصل على قيم الاعتدال والوسطية والمحبة والتعايش الشيء الذي يفسّر حضور جلالة الملك محمد السادس باعتباره بالدرجة الأولى رمزا دينيا بكل ما تحمل إمارة المؤمنين من دلالات روحية وأبعاد ثقافية وحضارية.

حيث يتم افتتاح الدروس بإشارة ملكية ويختتم كذلك بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عيه وسلم من طرف جلالته حفظه الله.

لاحظنا أن الدروس الحسنية الدينية يتم إلقاؤها من مختلف علماء المسلمين، ما هي دلالة الانفتاح على عدد كبير من علماء العالم الإسلامي خلال هذه المحطة؟

بما أن الدروس الحسنية تشكل جامعة رمضانية مفتوحة على العالم، فإن اختيار جلالة الملك للضيوف العلماء يتم من خلال هذه الرؤية الملكية التي تمزج بين حضور جميع القارات العالمية وبين جميع رموز المدارس الصوفية، حيث تمثل هذه الدروس جغرافية العالم الإسلامي بل وخريطة الحضور الإسلامي في العالم الغربي برمته.

الجامعة الحسنية الرمضانية مدرسة حضارية للتدين المغربي الذي يقدم للعالم سنويا من خلال الدروس الدينية والعلمية التي تنقل للعالم عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية لدرجة يمكن القول بأن أعظم نموذج للديبلوماسية الروحية والدينية لإمارة المؤمنين، إنما يتم من خلال الدروس الحسنية التي تؤكد على رمزية نموذج إمارة المؤمنين في تقديم نموذج الإسلام الحضاري المنفتح على الإنسانية جمعاء بكل ثقافاتها وأديانها وحضاراتها.

على هذا النحو، ما دلالات اهتمام الملك محمد السادس بهذا الشكل الديني كل سنة؟

أكيد أن الاهتمام الملكي بهذه الدروس الحسنية نابع من قناعة جلالة الملك بالقيمة الحضارية لجمع علماء الأمة الإسلامية على قيم الخير والتعاون والمحبة والتواصل، إذ يمكن اعتبار هؤلاء العلماء سفراء المحبة في العالم حيث يسلمون مباشرة بعد هذه الدروس المباركة على جلالة الملك ويقدمون له آخر إنتاجاتهم العلمية ويتحاورون معه مباشرة.

بالإضافة إلى كون هذه الدروس تؤكد على الدور الريادي لإمارة المؤمنين في تقديم هذا النموذج الحضاري للعالم في زمن هيمنة خطابات الكراهية والقتل باسم الأديان وانتشار تيارات التطرف والعنف الديني.

مع الإشارة طبعا إلى الحضور الكبير لعلماء إفريقيا وهي رسالة لموقع إمارة المؤمنين في إقامة جسور العلاقة الروحية مع إخواننا الأفارقة عبر روابط الزوايا التي تشكل العمق الروحي الرابط بين الأمة المغربية والإفريقية تحت ضلال الأمة الإسلامية ككل.

*المصدر: الأيام ٢٤ | alayam24.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com