باحث مغربي: خطة ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير سكانها جريمة حرب.. وعلى العالم التحرك
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
وفد فرنسي يستكشف فرص الاستثمار بجهة الداخلة-وادي الذهبفجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قنبلة مدوية بالإعلان عن خطته للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
واقترح ترامب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، معتبرا أن الرئيس السيسي والملك عبد الله سيوافقان على المقترح لاحقا رغم معارضتهما حاليا، فيما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.
واعتبر ترامب أن عزمه السيطرة على غزة هدفه تحويل القطاع إلى ما أسماه “ريفييرا الشرق الأوسط”، متعهدا بإعادة إعمارها وزيارتها شخصيا، مردفا: “غزة ليست مكانا صالحا لحياة الناس، (…) والسبب الوحيد الذي يجعلهم يريدون العودة هو عدم وجود بديل”.
وأمس الخميس الذي يصادف اليوم الـ19 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على أن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال وإعادة توطين الفلسطينيين في مجتمعات أخرى.
بالتزامن مع ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه أوعز للجيش بتجهيز خطة لمغادرة سكان القطاع طوعا، مبديا ترحيبه بخطة الرئيس الأميركي الذي قال إن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.
الباحث في العلاقات الدولية، عبد الله الهندي، أشار إلى أن "خطة ترامب تتعارض من الناحية القانونية، بشكل صارخ مع مبادئ القانون الدولي، خاصةً تلك المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، لأن تهجير السكان قسراً يُعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني".
وأضاف الهندي "أن السيطرة على أراضي الغير بالقوة يُعد خرقاً لميثاق الأمم المتحدة، الذي يحظر استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي محاولة لفرض تغييرات ديموغرافية في الأراضي المحتلة تُعتبر جريمة حرب وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
أما على الصعيد السياسي، فقد أوضح الهندي، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن هذه الخطة "قد تعمق من التوترات في المنطقة، خاصةً في ظل الرفض المبدئي من قبل مصر والأردن لفكرة استقبال الفلسطينيين المهجرين. كما أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تآكل الثقة في الدور الأمريكي كوسيط في عملية السلام، خاصةً وأنها تُظهر تحيزاً واضحاً لصالح إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية".
وتابع المتحدث قائلا، "من جهة أخرى، فإن تصريحات ترامب حول "الملكية طويلة الأمد" للولايات المتحدة في غزة تثير تساؤلات حول طبيعة الدور الأمريكي في المنطقة، وما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى فرض هيمنة مباشرة على أراضٍ عربية، وهو ما قد يزيد من حدة العداء للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط".
واختتم الباحث تصريحه بالقول: "على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لوقف هذه الخطط الخطيرة، وأن يعمل على إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يتماشى مع مبادئ القانون الدولي ويحترم حقوق الشعب الفلسطيني".
وارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 وإلى غاية 19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 173 ألف شهيد وجريح ومفقود من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، مع تدمير شبه كلي للبنية التحتية والخدمات في قطاع غزة المحاصر.