مبادرة "المثمر".. 5 سنوات من النجاح نحو فلاحة مستدامة ومداخيل أفضل للفلاحين
klyoum.com
تحتفل مبادرة "المثمر" التي تشرف عليها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، بمرور 5 سنوات على انطلاقها، حاملةً إنجازات هامة في مجال تعزيز الفلاحة المستدامة في المغرب.
وتقدم المبادرة، التي تشرف عليها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) منذ عام 2022، مجموعة من الخدمات والحلول المخصصة للفلاحين، تهدف إلى ربط البحث التطبيقي بالمنظومة الفلاحية ورفع كفاءة الإنتاج مع المحافظة على الموارد الطبيعية.
مبادرة "المثمر".. رحلة نحو تحول زراعي مستدام مدعوم بالعلم
بهذه المناسبة، أكد نوفل روديس، مدير مبادرة المثمر، أن مبادرة "المثمر" تشهد تحولًا حاسماً مدعومًا بالخبرة العلمية القوية لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وكلية الزراعة المستدامة والعلوم البيئية التابعة لها، مشددا على أنه "من الأهمية بمكان في هذه اللحظة المحورية أن نتوقف وننظر إلى الوراء ونحتفل بالإنجازات التي تم تحقيقها بروح من الامتنان والرغبة في تعزيز نمو مستدام".
واعتبر روديس في تصريح صحفي، أن "هذه الرحلة التي نخوضها تعكس الثقة المتجددة لشركائنا الذين يشكلون الركائز الثابتة لمبادرتنا. ويتواجد على رأس القائمة الفلاحون الذين وضعوا ثقتهم فينا وأصبحوا فاعلين حقيقيين للتغيير داخل مجتمعاتهم"، مبرزا أن احتضان المبادرة على مستوى كلية الزراعة المستدامة والعلوم البيئية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية منحها روحًا جديدة وتعزيزًا أكبر لمنهجنا العلمي".
وأشار المصدر ذاته إلى أن سنة 2023 عرفت تطورًا هامًا يتماشى مع رؤية جامعة محمد السادس ومجموعة OCP معًا، حيث تمت مضاعفة الجهود لتطوير حلول على المقاس تتمحور حول الاستدامة والقدرة على التأقلم، والتي تلبي الاحتياجات الخاصة للتربة والزراعات مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية المتزايدة باستمرار، مبرزا أن المبادرة ساهمت في تسريع وتيرة تبني الممارسات الفلاحية المتجددة وتعزيز صحة التربة، والتناوب في زراعة المحاصيل، والاستخدام المعقلن للمدخلات، والزرع المباشر، والعديد من الممارسات الهادفة إلى تعزيز فلاحة مستدامة وتوليد مداخيل أفضل للفلاحين بالإضافة إلى المحافظة على الموارد للأجيال المستقبلية.
وشدد روديس على أنه "خلال السنوات الخمس الماضية، اتسع نطاق عملنا، حيث تم تكثيف برامج تحليل التربة، والمنصات التطبيقية، ومنصات الزرع المباشر، ومبادرات تعزيز القدرات لفائدة الفلاحين"، مشيرا إلى أن التعاون الواعد مع InnovX في مجال زراعة الكربون، مهد الطريق أمام الزراعة الحافظة، المستدامة والمسؤولة بيئيًا.
وخلص مدير المبادرة، إلى أن "المثمر" شهدت توافقًا مثمرًا بين البحث العلمي وأرض الميدان، معتبرا أن المبادرة تتطلع إلى أن يكون التعاون الواعد مع InnovX المحفز لهذه الديناميكية ويسهل تبادل ومشاركة الخبرات بين الباحثين، الخبراء والممارسين في مختلف المجالات مثل المياه، البيئة، النباتات والتربة.
مبادرة المثمر.. طاقم متعدد التخصصات بالقرب من الفلاحين
تم إطلاق مبادرة المثمر من طرف مجموعة OCP سنة 2018 وتشرف عليها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية منذ سنة 2022، وتضم طاقمًا متعدد التخصصات يهتم بتطوير وتنمية الفلاحة. حيث تهدف هذه المبادرة إلى ضمان الربط بين البحث التطبيقي والمنظومة الفلاحية من أجل المساهمة في بروز نماذج للتنمية الفلاحية المستدامة والشاملة التي تشكل رافعة للبحث والابتكار.
ووفق معطيات للمجموعة، فإن مبادرة المثمر توفر مجموعة من الخدمات والمنتجات والحلول المخصصة لنشر ونقل المعرفة الزراعية للفلاحين عن قرب. حيث تبدأ هذه الخدمات بصحة التربة من خلال برنامج تحليل التربة، مرورًا بحلول التسميد المخصص الذي يلبي احتياجات التربة والزراعات مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية.
ويشمل العرض أيضًا آلية للمواكبة ونقل التكنولوجيا بدعم من فريق المهندسين الزراعيين الملتزمين بخدمة الفلاحين عن قرب، بالإضافة إلى برنامج المنصات التطبيقية، وبرنامج الزرع المباشر، وبرنامج تعزيز القدرات متعدد الأهداف (الفلاحون، النساء، البائعون، والقادة الشباب).
وأشارت المجموعة إلى أن عرض المثمر 100% رقمي، ويوفر حلولًا رقمية من أجل مواكبة أكبر عدد من الفلاحين وربطهم بالأسواق، مبرزة أن طموح الفريق هو تزويد الفلاحين بالأدوات الضرورية للانتقال من الأنشطة المعيشية إلى مشاريع مربحة ومستدامة.
في فبراير 2023، انضمت وحدة عمل مبادرة "المثمر" إلى كلية الزراعة المستدامة والعلوم البيئية (CAES) بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وتسعى الكلية إلى أن تكون رافعة للتنمية الفلاحية المستدامة والعلوم البيئية في إفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتبادل الخبرات بين المبادرة والجامعة.
مبادرة "المثمر".. 5 سنوات من خدمة الفلاحة المغربية
انطلقت مبادرة المثمر في شتنبر 2018، حاملةً معها بشائر التغيير والتقدم للفلاحة المغربية. وقد لاقت المبادرة ترحيبًا حارًا من قبل الفلاحين الذين وجدوا فيها حلولًا ملموسة تُلامس احتياجاتهم وتُساهم في تحسين مردوديتهم. وعلى أرض الواقع، يقف جنبًا إلى جنب مع الفلاحين، فريق من المهندسين الزراعيين الشباب المخلصين. وبدعمهم وتعاونهم، تمكنت المبادرة من إحداث نقلة نوعية في مختلف المناطق، تاركةً بصمة إيجابية واضحة على تطوير القطاع الفلاحي.
وتعود هذه النجاحات إلى عوامل أساسية، أهمها الثقة الكبيرة التي وضعها المغاربة في مجموعة OCP، صاحبة المبادرة، والتي مكنتهم من توفير "النية الحسنة" والدعم اللازم لتنفيذها على أرض الواقع. كما لعب الفلاحون والشركاء المحليون والمؤسساتيون والمجتمع المدني والسلطات المحلية دورًا هامًا في تسهيل عملية تنزيل المبادرة على أرض الواقع، مؤمنين بأهميتها في تحقيق التنمية الفلاحية المستدامة.
واليوم، يفتخر فريق المثمر بظهور "الفلاحين النموذجيين"، وهم سفراء متطوعون ينشرون الوعي بأهمية المبادرة ويشجعون زملاءهم على الانضمام إلى برامجها وتبني الممارسات الفلاحية الجيدة. ويُعتبر هذا التقدم في حد ذاته أعظم إنجاز يمكن تحقيقه.
وبفضل جهودهم الدؤوبة، تُقدم مبادرة المثمر الدعم لأكثر من 27,200 فلاح وفلاحة بشكل مباشر، فيما يستفيد منها بشكل غير مباشر أكثر من 400,000 شخص من خلال الحلول الرقمية المبتكرة. وعلى الصعيد الميداني، ينتشر فريق من المهندسين الزراعيين الشباب في أكثر من 40 إقليمًا، يعملون جنبًا إلى جنب مع الفلاحين، ناقلين إليهم المعرفة العلمية والتكنولوجيات الحديثة.
وإلى جانب الجهود المبذولة من قبل فريق المثمر، أعرب طاقم المبادرة عن امتنانه لجميع شركائه المؤسساتيين والصناعيين، الذين يقفون جنبًا إلى جنب معهم لخدمة الفلاحين بشكل أفضل. وتشمل هذه الشراكات المؤسسات العلمية (INRA وIAV وENA وUM6P)، والإدارات المختلفة بالوزارة الوصية، وشركاء من مصنعي وموزعي الأسمدة، والمنظمات المهنية الفلاحية.