اخبار المغرب

العمق المغربي

منوعات

زيلينسكي يثير الغضب بتصريحات تهديدية قبيل "احتفالات النصر" في موسكو

زيلينسكي يثير الغضب بتصريحات تهديدية قبيل "احتفالات النصر" في موسكو

klyoum.com

أشعلت حرب التصريحات الروسية – الأوكرانية في اليومين الماضيين مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار المحلية والعالمية، بعد رد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي حملت تهديدات مبطنة بلهجة استفزازية لموسكو.

فعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي سادت تصريحات المسؤولين الروس والغربيين في الأيام القليلة الماضية، والمبادرة الإيجابية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان هدنة ووقف إطلاق النار وتوقف كافة العمليات العسكرية خلال أيام الذكرى الثمانين لعيد النصر على النازية من 8 إلى 11 مايو الحالي، فإن زيلينسكي رفض هذا المقترح خلال تصريحات صحفية، مؤكدا أن كييف لا تستطيع ضمان سلامة الضيوف الأجانب وقادة العالم الذين سيزورون روسيا لحضور احتفالات يوم النصر في موسكو يوم 9 مايو، قائلا: "لا يمكننا تحمل المسؤولية عمّا يحدث على أراضي روسيا. الروس هم من عليهم ضمان سلامتهم".

ومن المتوقع أن يشارك هذا العام قادة حوالي 20 دولة في الاحتفالات بالذكرى الـ80 للانتصار على النازية في موسكو، من بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة كازاخستان وبيلاروس وكوبا وفنزويلا.

ردود فعل غاضبة على تهديدات زيلينسكي

من جهته، رد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على تصريحات زيلينسكي بالقول إنه لا يمكن لأحد أن يضمن بقاء العاصمة الأوكرانية كييف حتى الـ10 من مايو إذا هاجمت أوكرانيا موسكو خلال احتفالات الذكرى في 9 من الشهر الجاري. واصفاً تصريحات زيلينسكي بأنها "استفزاز لفظي"، وقال إن لا أحد طلب ضمانات أمنية من كييف خلال احتفالات 9 مايو. وكتب ميدفيديف عبر قناته على تيليغرام: "يدرك زيلينسكي أنه في حالة حدوث استفزاز حقيقي في يوم النصر، فلن يتمكن أحد من ضمان أن تظل كييف باقية حتى 10 مايو".

بدوره، رفض رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيتسو، تصريحات زيلينسكي حول وجود تهديدات محتملة للمشاركين في احتفالات عيد النصر، قائلاً: "هذا غير مسبوق. في رأيي، هذا أمر مثير للسخرية.. أنا أرفض مثل هذه التهديدات. أنا ذاهب (للمشاركة في) الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في موسكو".

وأضاف: "زيلينسكي مخطئ في اعتقاده أن الوفود الأجنبية لن تحضر إلى موسكو". ودعا فيتسو إلى تسوية سريعة للنزاع في أوكرانيا، معرباً عن أسفه لرفض أوكرانيا عرض القيادة الروسية بوقف إطلاق النار خلال ذكرى عيد النصر.

من جانبه، وصف رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنها "ممتازة وغنية بالمحتوى"، مؤكداً حضوره العرض العسكري في العاصمة موسكو بمناسبة "عيد النصر" الذي يصادف في 9 مايو.

الخارجية الروسية: تصريحات زيلينسكي تعتبر تهديداً مباشراً

في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في حديث لوكالة نوفوستي، إن "التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي هي تهديد تقليدي من إرهابي دولي. ولهذا السبب بالذات، رفض رأس النظام في كييف الهدنة التي اقترحها رئيس روسيا خلال الأيام التي ستُجرى فيها الفعاليات الاحتفالية بمناسبة النصر، وهدد بشكل لا لبس فيه زعماء العالم الذين يخططون لزيارة موسكو في 9 مايو". مشيرة إلى أن زيلينسكي "نشر تجربته الإرهابية الأجنبية إلى قارات أخرى عندما نفذ سلسلة من الأعمال المتطرفة في مالي، لكنه اليوم وصل إلى الحضيض: فهو الآن يهدد بالقضاء جسديًا على المحاربين القدامى الذين سيشاركون في المسيرات والاحتفالات في هذا اليوم المقدس".

وقالت: "بعد كل هجوم إرهابي على الأراضي الروسية، يتباهى نظام كييف وأجهزته الأمنية، وحتى زيلينسكي شخصيًا، بأن الأمر من تدبير أياديهم، وأن الأمر سيستمر على هذا المنوال. لذلك، فإن عبارة ‘لا يُضمن الأمن في 9 مايو على الأراضي الروسية’ تُعتبر، بالطبع، تهديدًا مباشرًا".

خبراء: زيلينسكي لا يريد السلام

في سياق ذي صلة، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، أن رفض زيلينسكي عرض روسيا لهدنة عيد النصر وتهديده للحضور في احتفالاته "يقوض الجهود السلمية ويحاول مرة أخرى عرقلة المسار التفاوضي"، وأضاف: "على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استخلاص الاستنتاجات".

وعلّق الباحث المتخصص في الشؤون الروسية، الدكتور سعد الدين صالح، على تصريحات زيلينسكي الأخيرة بأنها خطيرة جدا، معتبرا أن رفض زيلينسكي للهدنة يشير إلى أنه لا يريد السلام، وذلك لمصالح شخصية فقط، دون الاكتراث بمصالح البلد والشعب الأوكراني. وأضاف أنه بعد ظهور عدّة مؤشرات ومعلومات في أبريل الماضي توحي باقتراب التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع، والمبادرة الروسية الإيجابية بالهدنة التي كان من الممكن أن تفضي إلى وقف نهائي لإطلاق النار، أفسد زيلينسكي كل شيء، رغم انهيار قواته في الميدان والتقدم الروسي، مما يدل على أنه غير مهتم بالسلام وإنهاء النزاع، لأنه يعتقد أن السلام سيزيحه عن سدة الحكم، ويعني نهاية الدعم المالي والعسكري والسياسي وكل الامتيازات الأمريكية والأوروبية له، ومن المحتمل محاكمته.

تدويل الإرهاب

وحول تهديدات زيلينسكي بضرب موسكو، قال صالح إن ما قالته زاخاروفا حول أن زيلينسكي "ينشر تجربته الإرهابية الأجنبية إلى قارات أخرى" يحمل كثيراً من الحقيقة والواقع. ولهذا شواهد كثيرة، فالقوات الأوكرانية وخبراؤها العسكريون ينشطون ويقومون بعمليات عسكرية في عدة دول أفريقية.

السودان

كتب المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني، إيليا يفلاش، في وقت سابق من العام الماضي، عبر صفحته على فيسبوك، أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين يقدمون الدعم لقوات "الدعم السريع" بدعوة من حميدتي. وبحسب يفلاش، فإن "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقداً عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول".

مالي

من جهة أخرى، أعلنت مالي في أغسطس 2024 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وأرجعت ذلك إلى إقرار مسؤول أوكراني رفيع بضلوع بلاده في معركة أسفرت عن مقتل جنود ماليين وبعض المدنيين.

وجاء في بيان لحكومة مالي أنها عبرت عن دهشتها الكبيرة من تصريحات "أقرّ فيها المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، بضلوع أوكرانيا في هجوم جبان وغادر وهمجي شنّته جماعات إرهابية مسلحة، أسفر عن مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تينزاواتن". وقال يوسوف: "حصل المتمردون على كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها".

تشاد

وكان بعض المحللين قد أشاروا في وقت سابق إلى احتمال تقديم أوكرانيا تدريباً مكثفاً ودعماً فنياً لحركة "فاكت" المتمردة في تشاد، وقد ربط بعض الخبراء هذا التواجد الأوكراني بخطط فرنسية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، خصوصاً بعد تراجع نفوذها في منطقة الساحل.

وبحسب الخبير صالح، فإن المعطيات أعلاه، وتصريحات المسؤولين الأوكرانيين، تُثبت بشكل قاطع تورط كييف في كل الأعمال الإرهابية التي حصلت داخل روسيا وبعض الدول الأفريقية، كما تُثبت أن هذه سياسة أوكرانية ممنهجة.

* كاتب وباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com