البقالي: غزة فضحت نفاق الغرب.. و"التواطؤ المهني" يزور حقيقة إسرائيل
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
طفل يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة مدرسية في المغرب.. والسبب نسيان قاتل!كشف محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة في أوروبا، في حديثه عن قضية غزة وتداعياتها على المشهد الإعلامي العالمي، عن حجم التضليل الذي مورس من طرف وسائل إعلام غربية بخصوص الاعتداءات التي تمارس ضد الفلسطينيين بغزة، معتبرا أن تغطية هذه القضية كشفت عن الانحياز في العديد من وسائل الإعلام الغربية، وأظهرت الوجه الآخر لـ"الحرية" المزعومة هناك.
وأشار خلال استضافته في برنامج "نبض العمق" إلى أن تغطية الأحداث في غزة كشفت عن "التضييق" على حرية التعبير، حتى في الدول الغربية التي ينظر إليها كنموذج في هذا المجال. هذا التضييق ليس بالضرورة قمعا مباشرا، بل يأتي عبر طرق "ناعمة" مثل تأثير المصالح الاقتصادية وتركيز ملكية وسائل الإعلام في أيادي قليلة، بالإضافة إلى دور الخوارزميات التي تتحكم فيما يُنشر ويُشاهَد. هذه العوامل، بحسب البقالي، تجعل هامش الحرية يضيق، وتؤدي إلى حجب أو تهميش الأخبار التي "تزعج المسؤولين" أو تتعارض مع مصالح معينة.
البقالي الذي غطى العديد من الأحداث الإنسانية والحروب، تحدث عن تجربته في تغطية أزمات إنسانية قاسية مثل موجات لجوء السوريين، والتي وصف قصصهم بأنها كانت "مؤلمة وموجعة جدا". لكنه ركز بشكل خاص على ما يحدث في غزة، معتبرا أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها غزة، شكلت اختبارا حقيقيا للقيم والمصداقية الإعلامية، خاصة في الغرب.
وسجل الإعلامي المغربي بقناة الجزيرة القطرية، أن "حرب غزة عرت نقاق الغرب وأنه ليس لهم دروس بعد اليوم يقدمونها لنا"، موضحا أنه ف"ي كل الحروب يقال بأن الضحية الأولى هي الحقيقة لكن بالنسبة لهم في غزة أن تذكر الحقيقة وتنقل الصورة كما يحدث في غزة هذا الأمر، له تأثير مباشر على الرأي العام وأحيانا يتم الحجب، حيث تتم الأمور بطريقة لطيفة وناعمة".
وساق مراسل الجزيرة بأوروبا مثالا على ذلك، وأورد: "عندما يتم عن الأسرى الإسرائليين يتم تقديم صورة أهاليهم وأسرهم التي تنتظرهم والقصة الانسانية حول معاناتهم والحديث عن إسم الشخص وصورته وابنه وزوجته، والنتيجة أنها تخلق رابطا بين المشاهد وهذا، لأنه أنه يمكن أن تتعاطف مع شخص يوجد في الأسر وأمه تنتظره و تبكيه".
وأضاف أنه عندما نتحدث عن الفلسطينيين في غزة، نتحدث عن أرقام، كأن هؤلاء لا أسماء ولا أهل ولا وجوه لهم ولا أحد ينتظرهم، ومع تكرار حوادث قتل المدنيين في فلسطين تصبح الأرقام لا قيمة لها، مشيرا إلى أن تغطية الإعلام الغربي لحرب غزة سقطت في توزير الحقيقة ليس بالضرورة من خلال الكذب ولكن عبر الأخطر من ذلك تقديم نصف الحقيقة وألا تكون نزيها وهو ما حدث بالبضبط للإعلام الغربي.
في سياق حديثه عن غزة، استنكر البقالي ما وصفه بـ"التواطؤ المهني" في التغطية الإعلامية الغربية، والتي لجأت، في نظره، إلى "التضليل" و"التزوير" في تقديم الصورة. وأوضح أن هذا التضليل لا يقتصر على الكذب الصريح الذي يسهل كشفه، بل يتجلى في "أنصاف الحقائق"، وعدم النزاهة في تقديم المعلومة، واستخدام تقنيات مثل "أنسنة" ضحايا جانب وتجريد ضحايا الجانب الآخر من إنسانيتهم والاكتفاء بتقديم أرقام لا تعكس حجم المأساة.
واعتبر الصحافي بقناة الجزيرة القطرية أن ما حدث في غزة من "مقتلة" للصحفيين حيث قتل أكثر من 100 صحفي في أقل من ثلاثة أشهر، لم يحدث في أي صراع حديث آخر، مؤكدا أن هذا العدد الكبير وطريقة قتل الصحفيين "البشعة" يجب أن يضع إسرائيل "خارج التصنيف" في قضايا حرية الصحافة، وأن يُخصص لها "ترتيب خاص لوحدها".
وخلص المتحدث إلى أن ما أظهرته تغطية غزة يؤكد أن "الدروس" التي كانت تُعطَى للعالم من قبل الغرب في قضايا الحرية وحقوق الإنسان "لم تعد لديهم"، وأن هذه التغطية، التي كانت "فاضحة" و"مناقضة للقيم" التي يبشر بها الإعلام الغربي نفسه، يجب أن تدفع الغرب إلى "الصمت على الأقل للـ 50 سنة المقبلة" والتوقف عن إعطاء هذه الدروس.
في جانب آخر، رفض البقالي المقارنة بين قضايا داخلية مثل التنمية في مدينة تازة وقضية غزة، معتبرا هذا الجدل "فارغا". وأكد أنه لا يوجد "تضاد" بين دعم قضايا الوطن الداخلية والتضامن مع القضايا الإنسانية مثل مأساة غزة.