حسابات وهمية وجيوش رقمية.. هل يهدد "الذباب الإلكتروني" شفافية الانتخابات المقبلة بالمغرب؟
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
أحدهما قاصر.. صفائح حشيش تقود شخصين للاعتقال بأكاديرتشهد منصات التواصل الاجتماعي نقاشا واسعا حول "الذباب الإلكتروني"، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث تصاعدت المخاوف من إمكانية لجوء بعض الأحزاب السياسية إلى توظيف هذه الأداة الرقمية للترويج لبرامجها، والتأثير على خصومها، وتوجيه الرأي العام.
وتتزايد المخاوف من لجوء جهات سياسية إلى استعمال حسابات وهمية ومنصات رقمية موجهة، لنشر محتوى معين بطريقة منسقة ومكثفة بهدف التأثير على رأي ومواقف الناخبين، خاصة وأن هذا الأسلوب الرقمي بات أكثر تنظيما وتمويلا، لدرجة بات يشكل فيها أداة ضغط ناعمة في الاستحقاقات الانتخابية.
وفي هذا السياق، يرى حسن خرجوج، المستشار في الهندسة الاجتماعية والرقمنة، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الذباب الإلكتروني أصبح وسيلة سيبرانية فعالة تستعمل بشكل ممنهج خلال فترات الانتخابات.
وأوضح أن هذا "الذباب" يعتمد تقنيات متنوعة من بينها "البوتات" (Bots) وهي روبوتات برمجية، إلى جانب الحسابات المزيفة، وتقنيات تضخيم المحتوى بشكل مصطنع، فضلا عن خوارزميات تسهل انتشاره.
وأشار إلى أن هذه الأدوات تدار إما بواسطة الذكاء الاصطناعي أو من خلال سكريبتات شبه أوتوماتيكية، وتستخدم لبث كميات كبيرة من الرسائل المضللة في وقت وجيز، مما يخلق انطباعا مضللا حول ما يبدو أنه رأي عام حقيقي.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يلاحظ خرجوج، نشاطا مكثفا لهذه "الجيوش الرقمية" على منصات مثل فيسبوك، إكس، وتيك توك، حيث تطلق حملات ممولة بأساليب غير شفافة، كما تستغل هذه الجهات ضعف الرقابة على أنظمة الإعلانات الرقمية، في ظل غياب قانون صارم ينظم الحملات الرقمية ويضمن شفافيتها.
ويؤكد خرجوج أن المغرب بحاجة إلى بيئة رقمية قائمة على مبادئ أخلاقية، تتأسس على تطوير أدوات فعالة لرصد المحتوى الزائف والتفاعلات المشبوهة، وتشكيل لجان مختصة بمراقبة الحملات الرقمية، بالإضافة إلى حملات توعية للمواطنين لتعزيز قدرتهم على التمييز بين المحتوى الحقيقي والمفبرك، حماية للنقاش الديمقراطي من التلاعب، خاصة من قبل الأحزاب السياسية.
من جهته، يشير عبد الصمد مطيع، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى ضرورة فهم مصطلح الذباب الإلكتروني من أجل إدراك تأثيره الحقيقي في السياقات الانتخابية، معرفا إياه بأنه مجموعة من الحسابات الوهمية أو المدفوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى التأثير على الرأي العام من خلال نشر محتوى، سواء كان صحيحا أو مظللا.
ويقارب مطيع تأثير الذباب الإلكتروني من زاويتين، أولاهما تتعلق بتأثيره المباشر، إذ يشكل أداة لنشر الأخبار الزائفة والشائعات، مما يؤدي إلى تشويش إدراك الناخبين وتشكيل انطباعات مغلوطة، كما يمكن أن يساهم في توجيه النقاش العمومي نحو مواضيع تخدم مصالح معينة.
أما الزاوية الثانية، فتتمثل في كون هذه الأداة وسيلة للتلاعب، إذ يستخدم الذباب الإلكتروني لإظهار دعم أو رفض وهمي لمرشح أو توجه سياسي معين، ما يؤثر على قناعات الناخبين ويغذي الانقسامات بينهم، بما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي، بل والتأثير في سير العملية ذاتها.
ولتجاوز هذا التهديد، يدعو مطيع إلى اعتماد استراتيجيات فعالة لرصد هذه الظاهرة، تبدأ من داخل الأحزاب السياسية عبر تشكيل هياكل لليقظة الرقمية، إلى جانب إدماج التربية الإعلامية والرقمية ضمن برامج التوعية الموجهة للناخبين، بما يضمن الشفافية والمصداقية في المعلومات المتاحة خلال الحملات الانتخابية.