اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

حرارة الصيف ترفع استخدام المكيفات.. وتحذيرات من مخاطر صحية صامتة

حرارة الصيف ترفع استخدام المكيفات.. وتحذيرات من مخاطر صحية صامتة

klyoum.com

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزيد الضغط على استخدام الأجهزة الكهربائية في المنازل، وخصوصاً أجهزة التبريد، مثل المكيفات والمراوح، التي يتضاعف عدد ساعات تشغيلها مما يؤدي إلى ارتفاع فاتورة الكهرباء بطبيعة الحال. وتشهد الفواتير زيادة بنحو 20 في المائة، مقارنة مع فترات الطقس المعتدلة، ويعود السبب إلى زيادة الاعتماد على الأجهزة الكهربائية.

إذ تستهلك المكيفات نسبة عالية من الكهرباء التي تؤثر بدورها في الفاتورة الشهرية، وعليه يبحث العديد من الناس عن طرق للتبريد والاقتصاد في الطاقة على حد سواء،، حيث يراها الكثيرون وسيلة فعالة لمواجهة موجات الحر وتلطيف الأجواء داخل المنازل. إلا أن هذا الاعتماد المتزايد على المكيفات يثير تساؤلات حول تأثيرها الصحي، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال، كبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة.

وفي هذا السياق، حذّر عدد من الأطباء من سوء استعمال المكيفات، مشيرين إلى ارتباطها بمشكلات صحية تشمل أمراض الجهاز التنفسي، التهابات المفاصل، الحساسية الجلدية، إضافة إلى آثار مفاجئة على القلب والأوعية الدموية نتيجة التغير السريع في درجات الحرارة.

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن المنظومة الكهربائية الوطنية سجلت خلال موجة الحر الأخيرة في 30 يونيو المنصرم أعلى ذروة للقدرة المطلوبة بسبب استعمال المكيفات الهوائية.

وأشارت بنعلي، في هذا الإطار، إلى أنه تم توقيع قرار مشترك في شتنبر 2024 مع وزير الصناعة والتجارة بشأن تحديد مستوى الأداء الطاقي الأدنى والعنونة الطاقية الإلزامية لمكيفات الهواء، لا سيما في المناطق الحضرية، مضيفة أنه تم بموجب القرار تحديد معايير مستوى الأداء الطاقي للمباني، والتي ينبغي تحيينها بشكل منتظم في ظل التغير المناخي المتسارع.

وفي ما يتعلق بالمناطق الجبلية والقروية، سجلت أن الوزارة تعمل مع الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية من أجل العودة إلى استعمال مواد البناء المحلية والتقليدية، مبرزة أن درجة الحرارة في البنايات النموذجية المستوحاة من الجدار الحجري المحصور تبقى معتدلة بين 15 و25 درجة حتى في بعض المناطق التي تشهد حرارة مرتفعة.

الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أوضح أن أجهزة التكييف ليست ضارة أو مفيدة في المطلق، بل إن آثارها تتفاوت حسب طريقة استخدامها. وأشار إلى أن من بين فوائدها أنها تساهم في تخفيف تأثير الحرارة المرتفعة، خاصة أثناء النوم، مما يضمن راحة الجسم ويحسن جودة الاستيقاظ، كما أنها تقلل من الضغط على القلب والشرايين، الذي قد تسببه درجات الحرارة المفرطة.

في المقابل، حذر حمضي من أضرار الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، أو استخدامها بشكل غير سليم. فالمكيفات تعمل على تجفيف الهواء من الرطوبة، ما يؤدي إلى جفاف الجلد، وتهيج الطبقات الرطبة التي تغلف أعضاء الجسم مثل الأنف والفم والرئتين، مما يقلل من مقاومتها للميكروبات.

كما أكد أن عدم تنظيف وصيانة فلاتر التكييف بانتظام قد يؤدي إلى تراكم الغبار والجراثيم، وهو ما يزيد من احتمال الإصابة بأمراض مثل حساسية العين، التهابات الحلق، ونزلات البرد العادية.

ودعا حمضي إلى مراقبة وصيانة أجهزة التكييف باستمرار، خصوصًا في المنازل التي تضم أطفالًا أو أشخاصًا مسنين، موضحًا أن استخدام المكيفات ليس ممنوعًا بالنسبة لهذه الفئات، لكن ينبغي احترام شروط الحماية، من بينها تجنب الجلوس أمام المكيف لساعات طويلة.

كما نبه إلى خطورة تشغيل المكيفات لفترات قصيرة بهدف "تبريد الغرفة قليلاً" ثم إيقافها، حيث تؤدي هذه الممارسات إلى اضطرابات في حرارة الجسم، ما قد يُفضي إلى مخاطر صحية جسيمة.

وأشار حمضي إلى أن الفارق الكبير بين درجة الحرارة الخارجية وبرودة المكيف قد يؤدي إلى ما يُعرف طبيًا بـ"الصدمة الحرارية" (choc thermique)، والتي قد تتسبب في فقدان الوعي وتسارع ضربات القلب، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على كبار السن ومرضى القلب. وأوصى بألا يتجاوز الفرق بين درجة الحرارة داخل الغرفة وخارجها 8 درجات مئوية كحد أقصى.

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com