مستشار جماعي يشبه بعض أحياء الدار البيضاء بـ"غزة بعد القصف" ويدعو لترشيد الهدم
klyoum.com
أثار كريم الكلايبي، المستشار الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس جماعة الدار البيضاء، نقاشا واسعا خلال أشغال دورة ماي، بعدما وجه انتقادات لاذعة لطريقة تدبير السلطات المحلية لعمليات الهدم التي تعرفها المدينة، وخصوصا في بعض الأحياء الشعبية والتاريخية.
الكلايبي لم يعارض مبدئيا عمليات الهدم، بل عبر عن تأييده لتحرير الملك العمومي وفرض النظام، إلا أنه وجه سهام النقد إلى ما وصفه بـ"الغياب التام للمواكبة الجمالية والتنظيمية"، مضيفاً أن ما يُخلفه الهدم من ركام وأطلال يشوه وجه المدينة، ويحوّل مناطقها إلى فضاءات أقرب إلى مشاهد الحروب.
وقال المستشار البامي: "ما نراه في بعض الأحياء يُشبه غزة بعد القصف، وليس مدينة اقتصادية كبرى تُعد قاطرة المغرب التنموية."
وسلط المستشار الضوء على حجم الأضرار التي لحقت أحياء بكاملها، خصوصاً في مقاطعة عين السبع، التي تشهد، بحسبه، "حملة هدم شرسة، لا تقابلها لا عمليات تهيئة، ولا برمجة لمشاريع تعويضية، ولا حتى تنظيف للأنقاض".
وأوضح أن بعض هذه الأحياء لها رمزية تاريخية وثقافية، مثل حي دار لمان، والتي كان من الممكن التعامل معها بعين الحفظ لا المعاول، وفق تعبيره
في المقابل، قارن الكلايبي بين ما وقفه بـ"مهرجان الهدم" الذي تعرفه البيضاء، والمبادرات الثقافية والفنية التي تشهدها مدن مغربية أخرى، مثل "مهرجان الفلاحة بمكناس" و"معرض الكتاب الدولي بالرباط"، معبرا عن أسفه من غياب سياسة ثقافية أو عمرانية تراعي البعد الإنساني والجمالي داخل أكبر مدينة مغربية.
واختتم المتحدث مداخلته بدعوة المجلس والسلطات المحلية إلى التفكير في حلول مستدامة، أبرزها تحويل المساحات التي تم إخلاؤها إلى فضاءات خضراء، أو مناطق لعب للأطفال، بدل تركها مكبات للنفايات ومرتعا للعشوائية، مشددا على أن "الهدم يجب أن يكون بداية جديدة، لا نهاية مأساوية".