فدرالية الأطباء العامين: نجاح إصلاح المنظومة الصحية رهين بإعادة الاعتبار لمكانة الطبيب العام
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
ترامب يعلن وقف المحادثات التجارية مع كندا ويتوعد برسوم جمركية خلال أسبوعأكد رئيس فدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط سلا القنيطرة، الدكتور عز الدين كميرة، أن "أي إصلاح حقيقي وناجح للمنظومة الصحية لن يُكتب له النجاح إلا بإعادة الاعتبار لمكانة الطبيب العام، وضمان التكوين المستمر له، وتوفير بيئة مهنية ملائمة تمكنه من أداء رسالته النبيلة في أفضل الظروف".
واعتبر المتحدث ذاته أن اللحظة الصحية الراهنة، على المستوى الوطني والدولي، تقتضي أكثر من أي وقت مضى تمكين الأطباء العامين من التكوين المستمر، وتوفير بيئة عمل داعمة لمهامهم المتعددة، خاصة وأنهم يشكلون حلقة الوصل الأولى بين المواطن وباقي المكونات التخصصية للمنظومة الصحية.
جاء ذلك في كلمة لكميرة خلال افتتاحه أشغال المؤتمر التاسع لفدرالية الأطباء العامين لجهة الرباط سلا القنيطرة، الذي انطلق، الجمعة، بقصر المؤتمرات أبي رقراق في الرباط، تحت شعار: "الطبيب العام في ظل الذكاء الاصطناعي: دور مركزي في إصلاح المنظومة الصحية"، بحضور أكثر من 800 طبيب وطبيبة من مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى مشاركين من دول إفريقية.
وشدد الدكتور كميرة على أن "اختيار هذا الشعار لم يأتِ اعتباطاً، بل استجابة لما تفرضه التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الصحة، لا سيما مع التقدم التكنولوجي المتسارع"، مضيفاً أن الذكاء الاصطناعي "أصبح يحتل مكانة متقدمة في تطوير الأداء الطبي وتحسين جودة الخدمات"، ما يجعل الطبيب العام في موقع محوري لقيادة هذا التحول، بفضل قربه من المواطن ودوره الحيوي في التشخيص المبكر وتنسيق الرعاية الصحية.
ويمثل المؤتمر، وفق المتحدث نفسه، مناسبة لتبادل الخبرات وتقييم التحديات التي تطرحها التقنيات الحديثة، حيث تفتح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة للرعاية الصحية، لكنها تفرض في الآن ذاته، وفق كميرة، تساؤلات جوهرية حول كيفية تكامل هذه الأدوات مع الممارسة الطبية اليومية، دون المساس بالبعد الإنساني الذي يميز مهنة الطب.
وشهد حفل الافتتاح حضور شخصيات وازنة من القطاعين العام والخاص، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات التعليمية والمراكز الاستشفائية والمختبرات وشركات التكنولوجيا الطبية، في إطار توجه المؤتمر نحو تعزيز التعاون متعدد القطاعات، سعياً إلى خلق حلول مشتركة تواكب التحولات الجارية.
وعلى مدار ثلاثة أيام، سيعرف المؤتمر تنظيم سلسلة من الجلسات العلمية والعروض الأكاديمية، يقدمها أساتذة وخبراء من داخل المغرب وخارجه، لمناقشة مواضيع دقيقة تهم علاقة الذكاء الاصطناعي بالرعاية الطبية، ومستقبل الطب العام، والإصلاحات الهيكلية المطلوبة للنهوض بالقطاع الصحي.
ويكتسي هذا الحدث أهمية استثنائية في ظل التوجه الوطني الرامي إلى تعميم التغطية الصحية الشاملة، من خلال الورش الملكي الذي أطلقه الملك محمد السادس والمتعلق بالحماية الاجتماعية، وهو ما اعتبره المنظمون "تحديًا وطنياً" يتطلب انخراطاً كاملاً من كافة الفاعلين، وفي مقدمتهم الأطباء العامون.
يذكر أن أشغال المؤتمر ستتواصل إلى غاية الأحد 13 أبريل، ومن المنتظر أن تُتوج بإصدار وثيقة ختامية تتضمن خلاصات علمية وتوصيات مهنية تسترشد بها الفدرالية في برامجها المستقبلية، وتُرفع إلى الجهات المعنية لدعم جهود إصلاح المنظومة الصحية بالمملكة.