اخبار المغرب

العمق المغربي

سياسة

غياب المسابح العمومية يدفع الأطفال إلى الأودية ومآسي الغرق تتكرر بإقليم طاطا

غياب المسابح العمومية يدفع الأطفال إلى الأودية ومآسي الغرق تتكرر بإقليم طاطا

klyoum.com

في وقت تتجاوز فيه درجات الحرارة بإقليم طاطا عتبة الـ45 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، تجد الساكنة نفسها محرومة من أبسط وسائل الترفيه، وعلى رأسها المسابح العمومية.

ودفع هذا الوضع بعدد من الفاعلين المدنيين والجمعويين إلى دق ناقوس الخطر، خاصة بعد تكرار حوادث الغرق في الوديان والصهاريج التي تتحول إلى ملاذ خطير للأطفال والشباب بحثا عن الترويح عن النفس.

ويعاني الإقليم، الممتد على أكثر من 25 ألف كلم مربع ويضم 20 جماعة ترابية، من غياب شبه تام للبنيات التحتية الترفيهية، في ظل محدودية المبادرات الرسمية، وتراجع في مؤشرات التنمية، واستمرار نزيف الهجرة خاصة وسط فئة الشباب.

مسبح وحيد خارج الخدمة

محمد الهيلالي، فاعل مدني بإقليم طاطا، قال إن “الإقليم لا يتوفر إلا على مسبح عمومي واحد بمدينة طاطا، وهو مسبح قديم تم بناؤه خلال فترة الاستعمار، وكان يشكل المتنفس الوحيد للساكنة، قبل أن يتعرض لتوقفات متكررة خلال السنوات الأخيرة، ما زاد من حدة معاناة السكان، خاصة الأطفال والشباب”.

وأوضح الهيلالي في تصريح لجريدة "العمق"، أن “الشباب اليوم لا يجدون بديلا سوى الضايات والأودية القريبة، رغم ما تشكله من خطر بالغ، سواء من حيث جودة المياه أو عمقها أو غياب أي شكل من أشكال الحراسة والمراقبة”، مضيفا أن “هذه الوضعية تتفاقم خلال الفترة الممتدة من أواخر أبريل إلى شتنبر، والتي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة تصل أحيانا إلى 45 درجة”.

وأشار إلى أن “المرافق المتوفرة الأخرى لا تتعدى بعض المسابح الخاصة في الفنادق والفضاءات السياحية، وهي مرتفعة التكلفة مقارنة مع الدخل الفردي الهزيل لغالبية سكان الإقليم”، وفق تعبيره.

نظام الواحات يتآكل

واستعرض الهيلالي التحولات المناخية والاجتماعية التي عرفها الإقليم، مؤكدا أن “البناء الحديث المعتمد على الإسمنت والحديد ساهم في تآكل النظام الإيكولوجي الواحي، الذي كان يساهم تاريخيا في التخفيف من آثار الحرارة بفضل المعمار الطيني التقليدي ووفرة المياه الجوفية”.

كما لفت إلى أن “سنوات الجفاف المتتالية وشح التساقطات ساهما في تراجع الاستقرار، مما أدى إلى هجرة آلاف الأسر نحو المدن الداخلية”.

ووفق المعطيات التي أوردها المتحدث ذاته، فقد سجل الإقليم انخفاضا سكانيا مهولا، إذ تراجع عدد سكانه من أكثر من 121 ألف نسمة سنة 2004 إلى أقل من 112 ألف سنة 2024، أي بفقدان قرابة 10 آلاف نسمة خلال عقدين.

غياب البدائل 

من جهته، أكد بوبكر الأرزك، فاعل جمعوي بإقليم طاطا، أن "السبب المباشر وراء إغلاق المسبح البلدي بطاطا يعود إلى عدم تحديد الجهة التي ستتكلف بتسييره"، مشيرا إلى أن “المجلس الجماعي لطاطا يتماطل في اتخاذ قرار واضح رغم توصل الجماعة بعدة طلبات من شباب مقاولين محليين أبدوا استعدادهم لتسييره وتشغيله”، على حد قوله.

وأضاف الأرزك في تصريح لجريدة "العمق"، أن "غياب مسابح عمومية مفتوحة في وجه الأطفال والشباب، خاصة في ظل حرارة مفرطة، يشكل حرمانا صارخا من الحق في الترفيه والحياة الكريمة”، مشددا على أن “الحلول المؤقتة لا تُجدي نفعا أمام الخطر المتجدد لحوادث الغرق التي تشهدها المنطقة".

دعوات عاجلة

إلى ذلك، وجه المتحدثان نداء عاجلا للجهات المسؤولة بمختلف مستوياتها، والمجالس المنتخبة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل التدخل العاجل لتأهيل المسبح البلدي بطاطا، وبناء مسابح أخرى في مختلف الجماعات الترابية بالإقليم.

كما طالبا بـ“دعم الجمعيات التي تنشط في مجال التخييم والترفيه، وتوفير وسائل النقل لفائدة أطفال القرى والمناطق النائية قصد المشاركة في مخيمات المدن الشاطئية خلال العطلة الصيفية”.

*المصدر: العمق المغربي | al3omk.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com