حرائق الصيف تلتهم الغابات والواحات بالمغرب وسط تحذيرات من خسائر بيئية جسيمة
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
احتقان بمستشفى ابن امسيك بعد تعيين مستخدمة في منصب حساسكلما حل فصل الصيف، تتعاظم التهديدات التي تلاحق الغابات والواحات في المغرب، بسبب الحرائق، في ظل تحديات التغيرات المناخية التي أدت إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، إلى جانب استمرار سنوات الجفاف وندرة المياه، وهو ما ينذر بخسائر بيئية واقتصادية فادحة إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة لتفادي اندلاع الحرائق.
وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية اندلعت مجموعة من الحرائق في عدد من الغابات والمناطق الواحية بطاطا واشتوكة أيت باها وتطوان وطنجة وأزمور وأزيلال وخنيفرة وشفشاون وغيرها، أتلفت الكثير من المحاصيل الزراعية وأحرقت مئات أشجار النخيل، والتهمت عشرات الهكتارات من الغطاء الغابوي،
وبخصوص العوامل المتسببة في هذه الحرائق، أوضح الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أنها متعددة وعلى رأسها التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن البلاد شهدت في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية ملحوظة.
وأوضح أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يسهم بشكل كبير في جفاف التربة والنباتات، مما يجعل الغطاء النباتي عرضة للاشتعال بسهولة. كما أن تكرار موجات الحر الحادة يفاقم من هذا الوضع، ويزيد من احتمالات اندلاع الحرائق في الغابات والواحات.
إقرأ أيضا: حرائق الغابات تتراجع بـ86% في 2024.. والـ ANEF ترصد 16 مليار لـ “صيف آمن”
وينضاف إلى هذا العامل، بحسب ما قال بنرامل في تصريح لـ"العمق"، تراجع التساقطات المطرية والجفاف، موضحا أن النقص في الأمطار يؤثر سلبًا على نمو النباتات ويجعلها أكثر هشاشة وقابلية للاشتعال، خاصة في الواحات التي تعتمد على نظام بيئي هش وشبه جاف، كما تنضاف إلى ذلك الرياح خصوصا "الشرقي"، التي تساهم في اتساع رقعة النيران.
ومن أبرز عوامل اندلاع الحرائق، أشار بنرامل إلى العوامل البشرية والإهمال البيئي، بحيث تلعب بعض السلوكيات البشرية دورًا مهمًا في اندلاع الحرائق. "فغالبًا ما تكون الحرائق ناتجة عن الإهمال، مثل رمي أعقاب السجائر، أو إشعال النار في الفضاءات الطبيعية دون مراعاة شروط السلامة"، وغيرها.
وكانت الوكالة الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد أطلقت، قبل أيام، إنذارا أحمر محذرة من اندلاع الحرائق بمجموعة من المناطق، وذلك بناء على تحليل البيانات المتعلقة بنوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، والتوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق.
وحددت الوكالة درجة خطورة قصوى (المستوى الأحمر) في أقاليم طنجة أصيلة، ووزان، والعرائش، وشفشاون، وتازة، وتاونات، والحسيمة، والقنيطرة، وبني ملال، وأزيلال، والصخيرات تمارة، وسلا، والرباط، والخميسات.
كما حددت درجة خطورة مرتفعة (المستوى البرتقالي) في أقاليم المضيق فنيدق، وتطوان، وفحص أنجرة، وصفرو، وخنيفرة، وإفران، وأكادير إدا أوتانان، وتاوريرت، ووجدة انجاد، والناظور، وبركان، والدرويش. ودرجة خطورة متوسطة (المستوى الأصفر) في أقاليم سيدي سليمان، ومكناس، والصويرة، وبنسليمان، وتارودانت.
وتؤدي الحرائق عادة إلى خسائر وخيمة، من قبيل تدمير مساحات شاسعة من الغابات والواحات، مما يتسبب في فقدان الأشجار والنباتات المتنوعة التي تشكل جزءًا من الثروة الطبيعية للمغرب، وهو ما يُؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي، حيث تُفقد مواطن العديد من الكائنات الحية، من طيور وزواحف وثدييات، الأمر الذي يخلّ بالتوازن البيئي، بحسب بنرامل.
كما تؤدي الحرائق أيضا، بحسب المتحدث، إلى تسريع وتيرة التصحر وتآكل التربة، بالإضافة إلى تضرر النشاط الفلاحي وفقدان سبل العيش، خصوصا بالنسبة للساكنة المحلية في المناطق الجبلية أو الواحية التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة وتربية المواشي، وهو ما يؤدي إلى الهجرة والهشاشة الاجتماعية.
ولمواجهة هذا الوضع، دعا المتحدث، إلى ضرورة تعزيز اليقظة والرصد المبكر للحرائق، من الضروري اعتماد أنظمة متطورة لمراقبة الغابات والواحات، كما حث على توعية السكان وتعزيز الثقافة البيئية، وتطوير وتحديث وسائل الإطفاء والتدخل السريع، مشددا على ضرورة إعادة تأهيل وتثمين الغابات والواحات.